[email protected] ..... في الآونة الأخيرة إزدادت ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال وهي ما تعرف بالبيدوفيليا Pedophilia. و البيدوفيليا كلمة يونانية الأصل مكونة من شطرين بيدو، وفيلي، الأولى تعني الأطفال والثانية تعني حب الأطفال أو الميل المفرط نحو الأطفال. تقول الإحصائيات في هذا المجال حسب موسوعة «ويكبيديا العالمية الحرة» إن عدد حوادث التحرش الجنسي والاغتصاب في السودان بلغت «1189» في عام 2009م، والرقم بلا شك كبير والظاهرة في تزايد مستمر خاصة في الأعوام التي تلت العام المذكور، وما خفي عن هذه الجرائم أعظم بالتأكيد بسبب التكتم عليها في بعض المجتمعات. [الصحافة: 01-08-2013]. ولن ننسى جريمة إغتصاب الطفلة مرام و شيماء وإغتيالهما ببشاعة بعد هذه الجريمة الخطيرة. وقضية المدرّس الذي تحرّش بنحو 26 من تلامذته في إحدى المدارس الخاصة بمنطقة أم درمان. وفي العام الماضي اغتصبت طفلة تدرس بالصف السابع أساس من معسكر الحميدية قرب زالنجي بدارفور على يد مسلح أختطفها لمدة يوم كامل ومفوضية العون الأنساني السودانية ومستشفى زالنجي العام يرفضون علاجها إلا بعد أستيفاء أورنيك 8 التي رفضت الشرطة بزالنجي تحريره كما رفضت فتح بلاغ بواقعة الأغتصاب!. ومنها إغتصاب طفلة عمرها (12) عاما بمعسكر كساب بمحلية كتم بشمال دارفور [حريات: 24-08-2013]. وخبر آخر: قال احد اقارب المغتصبة ل (راديو دبنقا) ان ثلاثة من عناصر حرس الحدود احدهم ضابط برتبة نقيب هاجموا طفلة نازحة تبلغ من العمر(13) وشقيقها بمنطقة كريكر التي تبعد (3) كيلو غرب مدينة كبكابية، وقاموا برط شقيقها البالغة من العمر(17) عاما فى جذع شجرة تحت تهديد السلاح، ومن ثم قاموا باغتصاب الطفلة بالتناوب لاكثر من (10) ساعات. وقال الشاهد بان فزعا من الاهالي تعقبوا الجناة الثلاثة واستطاعوا القاء القبض عليهم بمنطقة (غرة الزاوية) غرب كبكابية احدهم برتبة نقيب بحرس الحدود. ولكن أنظر ما هو العقاب. فقد أشار الشاهد الى تغريم الجناة مبلغ (230) الف جنيه، وان الضحية وشقيقها يتلقان حاليا العلاج بمستشفي كبكابية. [حريات: 26-08-2013]. أي الغرامة والسلام. من العبط أن نرمي اللائمة فقط على الطغمة الحاكمة ولكن من السخف أن لا نحملها جزءا من هذا التفشي خصوصا عندما لا تجد الردع والقانون الحاسم الذي يساعد على القضاء على هذه الظاهرة. بل ونجد السيد الرئيس (الذي لا يمثلني) يصدر أوامرا رئاسية بإعفاء مثل هؤلاء الجناة. فبحسب حريات: "أعفى المشير عمر البشير إمام مسجد أدين في جريمة إغتصاب طالبة كان قد حكم عليه بالسجن (10) أعوام. فقد اصدر أمراً رئاسياً بإعفاء المجرم عن العقوبة بموجب القرار الجمهورى رقم 206/2013. وكانت محكمة جنايات الدويم حكمت العام الماضي على / نور الهادى عباس نور الهادي بالسجن (10) سنوات والجلد (100) جلدة وذلك لإغتصابه الطالبة (ر.ح). [حريات: 29-08-2013]. فهل لأنه إمام مسجد، أو لربما لإنتماءه للمؤتمر الوطني!. وعلى كل لأن القضاء ليس له إستقلالية أساسا نرى تنطع الديكتاتور وتدخله السافر في القانون. فهو الكل في الكل. له كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. فلا ضمير إنساني يحكم أمثال هؤلاء المجرمون المجردون من الكرامة والشرف والشهامة والنخوة والمرؤة والإباء. للأسف هؤلاء رأس القايدة والحية التي يجب أن تقطع. يجب أن ينتبه المجتمع إلى إتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الأطفال بنشر التوعية اللازمة. فما هي الأسباب الحقيقية وراء تزايد هذه الظاهرة المريعة المزعجة؟. فهل بتزايد عدد المرضى النفسيين والمختلين عقلياً. فالشخص البيدوفيل هو شخص مريض عقلي ولو عرضت عليه إقامة علاقات جنسية مع النساء يرفضها ويفضل الأطفال!. أم هي ظاهرة لتكاثر العطالة والعزوف عن الزواج الذي أنتج مجاعة جنسية!. على المجتمع أن يعي بأن إقرار زواج القاصرات في الدستور هو من أخطر أنواع البيدوليفيا المقننة زورا بالحلال. فالمقتنع بزواج الطفلة –في زماننا هذا- الرضيعة في المهد مع عدم الوطء وبجواز تفخيذها فهو بالتأكيد لا يرى غضاضة في أن يغش أي طفلة لم تبلغ سن الوعي ويمارس الفحشاء فيها!!. عليك أن تنصح من هو مقتنع بهذه الفتوى المريضة المغرضة بالرجوع إلى عقله وضميره الإنساني ومن ثم مراجعة الطبيب النفسي فورا. وعلى المجتمع التكاتف ليأتي بدولة القانون التي تحميه أو على الأقل أن ينشئ لأمثال هؤلاء مصحة جوار التجاني الماحي.