بسم الله الرحمن الرحيم ونسة حرامية-2 ( المسرح التفاعلي) المشهد الثاني : نفس المشهد الأول (راجع رابط المشهد الأول علي أكثر من موقع أو إبحث في قوقل). (أحدهم يدخل من مقدمة يمين الخشبة وقد بدا أن رنين الجوال قد أيقظه. يظهر من هيئة الرجل ولباس نومه الفاخر أنه سيد القصر . الرجل يتجه نحو طاولة صغيرة في الطرف الآخر بتثاقل واضح ويلتقط الجوال) سيد القصر : ( يفتح السماعة الخارجية ويرد )..آلو الطرف الآخر : صحيتك والا شنو؟ سيد القصر : يعني.....أخت لي دقسة كدا ع الماشي..... هو في نوم بعداك!! الطرف الآخر : علي رأيك ..... تصور..... أنا ذاتي بلعت قرصين منوم وبرضو ما نفع. سيد القصر : ( يجلس علي مقعد بجانب الطاولة) أظن الحكاية دخلت في الجد.... الشعب دا باينو صحصح وشكلو كده حيقبل علينا وما حيرتاح الا لما يجيب خبرنا . الطرف الآخر : ( يصمت قليلا ) يهو دا القلق ذاتو...... غايتو أنا عيالي سفرتهم برا البلد ... وكان الشغلة جاطت بفلسع وراهم طوالي . سيد القصر : أنا برضو سفرت الجماعة بجوازتم الأجنبية ....الظروف ما معروفة.... ما لنا نحنا ومال الشبك . الطرف الآخر : سمعت آخر خبر؟ سيد القصر : لا..!! الطرف الآخر : ( بشماتة) قالو أبو العفين دقوه بالمركوب!!. سيد القصر : ( بدهشة ملحوظة) يازول!! الطرف الآخر : الحكاية شكلها كدا حتجر.... والناس ديل بعد داك كان لمو فينا حيمسحو بكرامتنا الواطة. سيد القصر : ( بحسرة ) نحنا هيبتنا ضاعت يجدعان . الطرف الآخر : هيبتنا !! ..... قول خيبتنا إنكشفت وضعنا في السهلة. سيد القصر : ( ينهض من المقعد مفزوعا) والحل ؟ الطرف الأول : ( بخبث واضح) والله ما جاب خبرنا إلا بشبش وكومو..... سيد القصر : ( يحذره ) هووي .... عجبني كومكم يا قرداتية.... يابتاعين النفرة والنهضة اللغفية ( يصمت قليلا ثم يواصل) واتو السويتو شوية ...ما تراكم شغالين لغف... لمن نشفتو البلد ....طالعين ماكلين... نازلين ماكلين. الطرف الأول : نحنا نشفنا البلد واللا أنتو ياحرامية يا نصابين ... تلعبو من ورانا وتجيبو ف المنح والقروض من بره وتتقاسموها براكم.... إت قايل نحنا راقدين علي اضانا ؟ سيد القصر : يازول هووي ... نحنا ملفاتكم كلها تحت يدنا ... واكان زنقت نقلع منكم الحصانة ونحرق كروتكو واحد واحد .... وبالقانون. الطرف الأول : ملفاتنا ؟!. سيد القصر : ( مزهوا وهو يقطع المكان جيئة وذهابا ) آي ملفاتكم . الطرف الآخر : (يضحك ساخرا) ملفات شنو يابو ملفات ....... المستندات الفرحانين بيها إت وجماعتك ... إلا تبلوها وتشربو مويتها .... ( يصمت ثم يسترسل).... دا كان لميتو فيها. سيد القصر : ( مستغربا) قصدك شنو يعني ...وإت القال ليك إدسينا عندي منو؟. الطرف الآخر : ( مستهزأ ) معقول!!...حرامي حيلعب علي حرامي. سيد القصر: قلت لي شنو ياشيخنا ؟ آي ..... سامعك ...سامعك.. كدي دقيقة .. خليك معاي... ( سيد القصر ينتابه القلق فيعلق المحادثة ويتجه إلي غرفة النوم فيضئ مصباح جانبي ثم يذهب الي الدولاب ويفتحه ليبحث عن شئ ما . الرجل يبدو عليه الارتياح وهو يخرج رزمة من الملفات يضعها علي السرير ويدقق فيها ، ثم يعاود الحديث). .....أقول ليك قولة يالفصيح.... ملفك إت بالذات تقيل تقل. الطرف الآخر: ( يتصنع الاندهاش) عليك الله .... خاتين فيهو شنو يعني ؟ سيد القصر : ( وهو يتصفح أوراق أحد الملفات ) ..... يازول إخجل..... إت ما عارف مصايبك اسويتها والا شنو؟ كلو موجود ...ورق وصوت وصور وحسابات وعامل فيها ثعلب بلباس الواعظينا.... الطرف الآخر : ( يقاطعه) وحاتسوي بيهن شنو يعني؟ .... داير تنشر ...انشر .... إت قايلنا بنخاف ؟.... علي بالطلاق إسويتو في البلد وفي الناس دي إبليس ذاتو ما سواه وكلو محفوظ ( سيد القصر ينزعج فيعيد الملفات الي مكانها ويغلق الدولاب ، ثم يطفئ المصباح ويخرج من الغرفة ) . سيد القصر : ( يحاول التلطف مغيرا الموضوع) أخبار السهرة شنو؟ الطرف الآخر : ( بنرفزة) سهرة!!...... إت خليت فيها سهرة ؟. سيد القصر : أنا هبشتك ؟.... ما إت السخنت الأول!. وبعدين ... ما الجماعة كلها إتفقت أنو نكون كلنا ستر وغتا علي بعض. الطرف الآخر : ( يغير الموضوع) شفتني في الأخبار أمس وأنا بخطب في جماهير محلية ود الغفلانة؟ سيد القصر : ( متظاهرا بالاعجاب) والله إت دقستهم دقسة!!. الطرف الآخر : ( مزهوا) امال شنو يازول .... خبرة كم وعشرين سنة في الخطب التخديرية .... ديل كان كل ما أقول كلمة يصفقو ويهتفوا. سيد القصر : لكين عجبتني لما خوفتهم بالملحدين والعلمانين... ( يضحك)..أمال كان عرفو أنو نحنا الملحدين والعلمانين كان عملو شنو؟. الطرف الآخر : ( يضحك) والله الشعب دا حمار حمورية .... بس تخوفم بالفزاعات ديل يدسو وراك طوالي. سيد القصر : ( بقلق ) وين دا كان زمان ..... هسي الشعب دا شكلو كدا فتح وبدا يقبل علينا .... ديل يازول طلعو في مظاهرات دايرين يسقطو النظام!!. الطرف الآخر : علي بالطلاق نحنا ننفع ممثلين درجة أولي.. غشينا الطلبة والموظفين ، وغشينا المرأة وغشينا الأحزاب ، وغشينا الشعب كلو. وتقول غشينا بعضنا كمان. سيد القصر : ( معترضا) غشينا الشعب ممكن .... لكين الناس الخشو معانا في الحزب ديل كلهم حرامية ونصابين وعارفيننا كويس أنو نحنا برضو حرامية ونصابين. الطرف الاخر : ما مشكلة .... نجيه ليهم شنباتم لكين..... أسرارنا دي ما ممكن تطلع برا ... أعضاء الحزب ديل ، نحنا صارفين عليهم دم قلوبنا ومجيهنهم عشان يعملو لينا زحمة وينطمو ويقيفو معانا كومباس ساكت. سيد القصر : ( يتثائب) والله ونستك دي ممتعة خلاص ... لكين تقول شنو... أبو النوم غلاب. الطرف الآخر : ( يتثائب ) أنا برضو النوم غلبني .... وبعدين بكرة عندي لقاء جماهيري تعبوي في ولاية Shoot and kill . سيد القصر : آهه ... العفو والعافية . الطرف الاخر : ( يسعل بشدة) والله العفو دا.... الا نتخارج من الجنائية أول.... وبعدين ....العافية دي.... الله اعلم. سيد القصر : ( بقلق ) والله أنا قلبي حاسي أنو المحاكمة المرة دي حتكون شعبية!!. الطرف الآخر : (ينزعج) عليك الله اسي الواحد ينوم كيف.... غايتو... تصبح علي قلق. سيد القصر : ( وهو ينهي المحادثة) وإت من أهلو. ( سيد القصر يلقي نظرة علي غرفة النوم ، ثم يطفئ النور وينصرف حتي يختفي من أمامنا . بعد قليل نري ستار النافذة يتراقص ، ثم رأسا اللصين المختفيين . اللصان يتقدمان بحذر الي منتصف الغرفة وقد عقدتهما الدهشة من هول ما سمعا ، ثم ينظران الي الدولاب وينطقان بصوت واحد اللصان : الملفاااااات ******* كل عام وشعبنا الأبي بألف خير. أعاده الله علينا بنصر من عنده. (يتبع المشهد الثالث بإذن الله) الدمازين في :16/10/2013م. محمد عبد المجيد امين ( عمر براق) [email protected]