الربيع العربى انقلب صيفاً حامياً لا شك أن ثورات الربيع العربى أحدثت تغييراً مهما فى منطقة الشرق الأوسط فالثورة التى بدأت من تونس اثر انتحار شاب تونسى اعتراضاً على سياسات بلده تجاه البطالة والسياسات السالبة تجاه سوق العمالة والطبقة الفقيرة مما أشعل نار الثورة فى تونس عامة قضت برحيل النظام التونسى ثم ما لبس أن تفجر الوضع فى بلدان أخرى أنتجت ازالة أنظمة فى بلدان ولم تستطع حتى الآن فى بلدان أخرى. لقد دعم الاسلامويون ثورات الربيع العربى دعما كبيراً اعلامياً ولوجستياً وسياسياً فقناة الجزيرة المحسوبة على الاسلامويين كان لها قدح السبق اعلامياً فى دعم شباب الربيع العربى ولها باع كبير فى اسقاط أنظمة الحكم فى الدول المعنية ومن الناحية اللوجستية فان تركيا أردوغان وقطر بالتحديد دعمت الثورات العربية بكل ما لديها من قوة فسقوط القذافى كان بشكل كبير أن قطر احد اسباب وانهيار نظام القذافى حيث دعمت الثورة بالأسلحة وغيرها وسخرت كل أجهزتها لدعم الثورة فى سوريا التى لم يحالفها الحظ فى اسقاط نظامها كما حالفها فى اسقاط مبارك وبن على والقذافى وعلى عبد الله صالح . مصر هى معقل الاخوان المسلمون بل هى مكان ميلادهم وفرخت حركة الاخوان المسلمون من مصر وهى البلد الذى صدر حركة الاخوان المسلمون لكل البلدان العربية والإسلامية فلذلك كانت مصر أهم دولة للتغيير فكان كل جهد قطر وقناة الجزيرة يصب لصالح الثورة فى مصر حتى انزاح نظام مبارك ووعد الاسلامويون العالم أنهم لن يترشحوا فى الانتخابات الأولى ونصحهم شيخ الاخوان فى السودان أن يرشحوا أقرب مرشح لهم ولا يترشحوا ولكن التكالب على الدنيا شيمة الاخوان والسعى للسيطرة المبكرة وأخونة الدولة جعل اسلامويى مصر ينزلون الانتخابات بكل قوتهم ويفوزون فى الانتخابات وسبب فوزهم أنهم فى طول تاريخهم فى مصر تعرضوا للتعذيب والقهر والإقصاء منذ عهد جمال عبد الناصر مروراً بالسادات الى زمان مبارك مما جعل الشعب المصرى يتعاطف معهم ويمنحهم ثقته والمواطن العادى فى مصر مواطن جاهل بما يدور حوله فى العالم وهو مواطن بسيط فى الفهم والتركيبة كثير الكلام ويحب الفكاهة ونسبة الغباء فيه تعد كبيرة مقارنة بعدد السكان وهو انسان يحب مصلحته الشخصية فى المقام الأول ويمكن فى سبيل مصلحته أن يبيع أبناءه .المهم فاز مرشح الاخوان ولم يمر عام حتى انكشف للمصريين سوء نية الاخوان وجهلهم بأمور الحكم والدولة فلم يقدموا برنامج اسعافى اقتصادى رغم الدعم الكبير الذى وجدوه من قطر وليس لهم برنامج سياسى واضح وفشلوا فى ادارة الدولة وسقط قناعهم بل الأدهى أنهم حاولوا بكل جهد أخونة مؤسسات الدولة المصرية مما جعل بعض المصريين يتمنون عودة مبارك لما حاق بهم من سوء حال . الجيش المصرى انتبه للعبة الاخوان ومراميهم فاستقطب الشعب لدعمه فى ازاحة الاخوان وقد كانت ثورة 30 يونيو التى طالب فيها الشعب الجيش بإحداث انقلاب أبيض وحدث ما حدث . لم يهنأ الشعب المصرى بثورته الأخيرة فان ثورته الاولى حققت له ازاحة الطاغوت ولكنها لم تحقق له الاستقرار والتنمية والأمن وفعلاً أنهم حققوا ما لا يريدون وهو اسقاط النظام ولكنهم لم يحققوا ما يريدون وهو التنمية والأمن والاستقرار السياسى والاقتصادى والسبب الرئيسى يعود الى الاسلاميين لأنهم يعملون بمقولة (على وعلى أعدائى) أو بالدارجة السودانية (يا فيها يا نطفيها ) هم يظنون أنهم أحق بالحكم من غيرهم لأنهم المسلمون حقا وغيرهم يجب أن يدفع الجزية وهو صاغر الاسلاميون هم السبب الرئيسى وراء اتعاس الشعوب الاسلامية والعربية فما يحدث الآن بليبيا بسببهم وكذا تونس ومصر لا يؤمنون بالديمقراطية إلا اذا جاءت لصالحهم لقد حولوا الثورات العربية من ربيع جميل الى نار تتميز من الغيظ وقتلوا حلما جميلا كان يراود شعوب المنطقة وأحالوه الى أضغاث أحلام فمصر قد صدرت للشعوب العربية والإسلامية أسوأ ما عندها وما أنتجته عبر طول تاريخها وهى حركة الاخوان المسلمين وحسننا فعلت المملكة العربية السعودية بحظر جماعة الاخوان المسلمين باعتبار أنها حركة وجماعة ارهابية يجب حظرها لأنها تهدد أمن الشعوب بل تهدد أمن المنطقة بأسرها . فى السودان حيث يسيطر الاسلامويون على الحكم منذ انقلابهم على الديمقراطية فى 30 يونيو 1989 وأصبح حال البلد يتردى من سيئ الى أسوأ فالربيع العربى فى السودان تأخر كثيراً رغم المظاهرات التى تقوم بين كل فترة وأخرى تتميز بالقوة فى فترة وفترة اخرى تظاهرات ضعيفة واجهها النظام بكل بطش وعنف مثل ما حدث فى هبة سبتمبر . المعارضة السودانية منقسمة على نفسها بين مؤيد لإسقاط النظام بشتى السبل بما فيها الحل العسكرى وبين من ينتظر الحل السلمى التوافقى حتى لا يحدث للسودان ما حدث لدول الربيع العربى. هذا الاختلاف الكبير وعدم الثقة بين مكونات المعارضة أطال بصورة ما عمر النظام , على المعارضة لو كانت جادة فى اسقاط النظام أن تعطى الحل السلمى فرصة أولاً وأن يحدد ذلك بسقف زمنى تتفق عليه جميع قوى المعارضة فإذا فشل لن يكون هناك عذر لدعاة الحل السلمى بقبول الحل العسكرى وكذلك من الضرورة بمكان وجود فضائية للمعارضة يستطيع فيها المواطن أن يميز بين الأخبار المضروبة التى يحبكها اعلام النظام ضد رموز المعارضة المختلفة وسياسات المعارضة تجاه الوطن وبين ما يحدث حقيقة على أرض الواقع وبذلك نضمن أن المعارضة أصبحت يد واحدة فى مواجهة نظام واحد أصبح مغضوبا عليه عالميا وإقليمياً ومحليا والغضب الربانى أولاً., حماد صالح