[email protected] من الطرائف المنسوبة لصديقنا الفنان الراحل الأستاذ زيدان ابراهيم الذي عرف بالسخرية اللاذعة ، إنه ذهب مرة لإحياء حفل في واحدة من مناطق الأقاليم النائية وبعد إنقضاء السهرة فوجيء هو و فرقته ومرافقوه أن العشاء كان مجرد صينية شعيرية ، وبعد أن أنهوا تناولها نظر زيدان لما تبقى منها وقال لها شامتاً لينفس بالتالي عن حنقه حيال ذلك العشاء البائس .. ( تستاهلي يالشعيرية ) ما الذي أتى بك مثلنا الى هذا المكان المجدب ! وهوقول لما فيه من تلقائية وعمق ينطبق على الأحزاب التي تهافتت تغني وتتراقص للرئيس البشير باعتباره حكيم مرحلة الحوار وجعلوا منه من يمثل كل الحل وكأنه لم يكن ولو جزءاً من مشاكل السودان المستعصية على مدى عمر حكمه الأشتر والمخالف لنهج العقلانية والحكمة ! وهاهو بعد حفلهم ذلك يأتيهم بعشاء شعيرية مغموسة في شطة قراره الجمهوري الأخير الذي يقيد حركتهم حتى داخل غرف نوم أحزابهم الطويل مثل البيات الشتوي للضفادع ! لاحركة إلا بجهاز التحكم من سلطته ولا كلمة إلا عبر مكبراته فقط ولا نقد إلا بعد فحص الرقيب لكل حرف للتأكد من أنه لا يتناول فساد أهل الحكم الملائكة وإن فاحت رائحته وأزكمت الآفاق ! وهكذا هو فهم الخائف لمعنى الحرية أيها الذين غنوا ورقصوا في قاعات الوثبات لحكيم المرحلة فجاءهم بطبق الشعيرية، وقد منوا أنفسهم بوليمة دسمة ! وكان محقاً فناننا الراحل العندليب الظريف عليه الرحمة حينما سخر من الشعيرية ، التي ذهبت بعيدا ً بظلفها لحتفها فاستراحت هي ولعلها لم ترح بطون من تناولوها على مضض واضطراراً من جوع ! فهل ستسد شعيرية الرئيس رمق الذين طال جوعهم للسلطة من عواجيز واشبال الأحزاب النهمة ، فغمسوا لحاهم فيها حتى تقطر منها الدهن الفاسد التي طبخت به على عجل جعل من تناولهم لها مثل قلته ، هذا إن لم يعد عليهم بالضرر الماحق ! وفعلا تستاهل الشعيرية ..!