قالت منظة غرين(Grain ) غير الربحية: إن المستثمرين الخليجين اشتروا أكثر من مليوني هكتار في السودان أي ما يقارب ثلاثة أضعاف المساحة المشتراة في البلد الثاني من الترتيب حسب خبر ( الأيام) عدد أمس. ويبدو واضحاً أنه بعد ذهاب نفط الجنوب أصبحت الأراضي مصدر دخل جديد بالنسبة للمؤتمر الوطني، تباع كيفما يشاء للمستثمرين المزعومين دون أي اعتبار لكونها ثروة قومية، وتختص في المقام الأول بالسيادة الوطنية. والشاهد أن هناك سعي محموم لبيع أراضي مشروع الجزيرة عن طريق توريط المزارعين في ديون طائلة مقابل رهن الأراضي للبنوك، حتى يسهل بيعها في نهاية المطاف. وكم من مشاريع زراعية مطرية كان ينتفع منها المواطنون في أقاليم كثيرة، جرى نزعها لصالح خليجيين وإسلاميين من دول شتى، ففي نهر النيل بيعت آلاف الأفدنة لقطر والأردنيين والمصريين وغيرهم، وكذلك في سنار والنيل الأبيض. ولا ننسى المحاولات التي جرت لنزع أراضي مشروع أم دوم بالقوة لصالح مستثمر سعودي. أن ما يجري بشأن الأراضي هو استيطان جديد لمجموعات رأس المال الإسلامي وللمزيد من تقوية نفوذها الاقتصادي في بلادنا؛ وحتى الأراضي التي تخصص لهم فإن إنتاجها الزراعي يصدر للخارج لصالح بلدان بعينهما. إن النظام الحالي في سعيه للحصول على أي أموال بأي طريقة لا يتورع عن التفريط في السيادة الوطنية مقابل المال. وما يجري في الأقاليم البعيدة يراد له أن يكون في الخرطوم عن طريق الحديث عن المخطط الهيكلي ومسح المؤسسات والوزارات والجامعات، حتى تخلو الأراضي من الموانع لصالح فئات الرأسمالية الإسلامية المحلية والعالمية. المطلوب وقفة شعبية صلبة ضد ما يجري من مخططات مشبوهة تهدف لتوطين جماعات الإسلام السياسي في بلادنا بحجة الاستثمار، وليكن لا لبيع الأراضي) شعار نتوحد حوله جميعاً من أجل إسقاط المؤامرة . نقلا عن ( الميدان ) .