الخرطوم - الطيب إكليل ما زال شبح الحرب بين السودان ودولة جنوب السودان يسيطر على الاجواء، رغم الدعوات الدولية للتهدئة والعودة إلى المفاوضات. وطالب مجلس الامن ومجلس السلم والامن الافريقي الخرطوموجوبا بوقف العمليات العسكرية المتبادلة والتوجه الى طاولة المفاوضات. وقال وزير الخارجية السودانية علي كرتي ان بلاده مستعدة لاجراء محادثات حول القضايا الامنية لمنع العودة الى الحرب الشاملة. وخرج اجتماع مجلس السلم والامن الافريقي في اجتماعه في أديس أبابا بخارطة طريق للطرفين في اطار زمني لمدة ثلاثة اشهر، يبدأ بوقف العدائيات، ومنع دعم المتمردين لدى الطرفين، وترسيم الحدود، بالاضافة الى تفعيل آليات مراقبة الحدود. وحدد المجلس مدة اسبوعين لبدء المفوضات بعد تهيئة المناخ المناسب. إلى ذلك، سيتوجه المبعوث الخاص الصيني للشؤون الافريقية جونغ جيانهوا الى السودان وجنوب السودان «للعمل من اجل مفاوضات سلام». ومن جهة، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية العبيد مروح ان بلاده بصدد تقديم شكوى جديدة لمجلس الامن حول ادعاء جنوب السودان بتبعية منطقة هجليج اليها وما يتضمنه من نوايا عدوانية جديدة. وامس، أعلنت الحكومة السودانية حالة الطوارئ على طول الشريط الحدودي الفاصل مع دولة جنوب السودان، وصوت البرلمان السوداني على قانون «رد العدوان ومحاسبة المعتدين على أمن وسلامة السودان لعام 2012»، الذي يهدف الى اتخاذ اجراءات قوية وصارمة لوقف الاعتداءات. سلفاكير والصين في غضون ذلك، اختصر رئيس جنوب السودان سلفاكير زيارته الى الصين وقرر العودة سريعاً إلى جوبا، بسبب قضايا داخلية. وكان سلفاكير اتهم من بكين نظام الخرطوم «باعلان الحرب» على بلاده. وعلى صعيد ذي صلة، امرت حكومة جنوب السودان 154 سودانيا يعملون في شركة بترودار النفطية بمغادرة اراضيها خلال 72 ساعة. وكانت بعثة أونميس أكدت أن 16 مدنياً - على الأقل - قُتلوا وأصيب ما لا يقل عن 34 شخصاً في ولاية الوحدة، بسبب هذا القصف. كما ذكرت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أن القتال الأخير في منطقة الحدود في كردفان والنيل الازرق قد أدى إلى تشريد نحو 35 الف شخص. إلى ذلك، تعهدت جوبا بإطلاق سراح 14 أسيرا سودانيا تم أسرهم في هجليج، بعد وساطة مصرية بين الجانبين تم خلاله الاتفاق على تبادل الاسرى