بات في حكم المؤكد أن تشارك بعثة المملكة العربية السعودية في دورة الألعاب الأوليمبية في لندن الصيف الحالي من دون إناث بعد انتهاء اجتماع المجلس التنفيذي للجنة الأوليمبية الدولية دون التعليق على ذلك الأمر. وكان المجلس قد ناقش الخميس في مدينة كيبيك الموضوع وكان أمامه فرصة أخيرة لفرض عقوبات على السعودية بسبب هذا الأمر، لكن انتهى الاجتماع دون أي قرارات ضد المملكة. وتأمل اللجنة الأوليمبية الدولية في تغيير السعودية لموقفها قبل انطلاق المنافسات حسب تصريحات مصدر مسؤول باللجنة والتي قال فيها "نحن مازلنا متفائلين بأن السعودية سترسل لاعبات إلى لندن". ومع عدم إصدار المجلس التنفيذي للجنة الأوليمبية الدولية أي قرار يدين السعودية من المتوقع أن يثير ذلك ردود أفعال غاضبة من جماعات حقوق الإنسان الدولية. وكان الخميس آخر موعد حتى تعدل السعودية عن قراراها بعدم ضم سيدات إلى بعثتها المشاركة في أوليمبياد لندن، وإلا بذلك ستكون قد خرقت ميثاق اللجنة الأوليمبية الدولية. وكانت لندن 2012 تسعى بقوة لكي تكون الدورة الأوليمبية الأولى في التاريخ التي سيضم خلالها كل وفد من الوفود المشاركة لاعبين ولاعبات من الجنسين، لكن السعودية قاومت بشدة هذا الاتجاه ورفضت إرسال إناث إلى لندن. البلجيكي جاك روغ رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية على مدار 12 عاما يحاول تعزيز دور المرأة في الألعاب الأوليمبية ودعم إدراج مسابقة ملاكمة السيدات في برنامج ألعاب لندن 2012، لكن اتجاهات روغ تعارضت مع ما سبق وأعلنه الأمير نواف بن فيصل رئيس اللجنة الأوليمبية السعودية برفض المملكة مشاركة النساء كجزء من بعثة المملكة في دورة لندن. وفي هذا الوقت شدد الأمير نواف على أنه لا يعارض مشاركة المرأة في الأوليمبياد طالما لا تعارض الشريعة الإسلامية وذلك من تلقاء نفسها وتنافس تحت علم اللجنة الأوليمبية ذو الحلقات الخمس. وكانت دورة بكين الأوليمبية عام 2008 قد شهدت مشاركة وفود قطر وبروناي والمملكة العربية السعودية ببعثة من الرجال فقط، وقد أكدت قطر وسلطنة بروناي على إرسالهما إناث في بعثتهما خلال دورة لندن وذلك لأول مرة فيما رفضت السعودية. وراء الكواليس كانت هناك مفاوضات دقيقة يجريها بيير ميرو رئيس لجنة العلاقات الدولية في اللجنة الأوليمبية الدولية من أجل تشجيع دور المرأة السعودية في المنافسة في مجال الرياضة بالمدارس وليس فقط المشاركة في الدورة الأوليمبية. وكانت الفتاة السعودية دالما ملحس البالغة من العمر 18 عاما قد تلقت دعوة مباشرة من اللجنة الأوليمبية الدولية للمشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية للشباب عام 2010 في سنغافورة وحصلت على الميدالية البرونزية. وخلال الأسبوع الحالي شاركت مجموعة من الفتيات السعوديات بقيادة الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود، في وفد ضم أيضا قائدة منتخب كرة السلة للسيدات بالمملكة لينا المينا في معسكر بالقرب من جبل إيفرست لتعزيز اللياقة البدنية واختيار نمط الحياة المناسبة لمنع مرض سرطان الثدي. وقالت المينا: "أعتقد أن الكثير من الناس يخشون من ممارسة المرأة للرياضة ليس كموقف ضد رياضة السيدات لكن موقف ضد السيدات أنفسهن". وتعرضت اللجنة الأوليمبية الدولية لضغوط دولية شديدة من أجل حرمان السعودية من المشاركة في لندن بسبب رفض المملكة مشاركة السيدات في بعثتها، وما يعني ذلك من معارضة لميثاق اللجنة الاولمبية الدولية الذي ينص على "رفض أي شكل من أشكال التمييز فيما يتعلق بالبلد أو أي شخص على أساس العرق والدين والسياسة والجنس أو غير ذلك ما يعني أنه لا يتفق مع الانتماء إلى الحركة الأوليمبية". وأحدثت منظمة مراقبة حقوق الإنسان صخبا عالميا بسبب الموقف السعودي قبل اجتماع المجلس التنفيذي للجنة الأوليمبية في كيبيك. وفي تعليقها على الأمر قالت سارة ليا ويتسن، مديرة "هيومن رايتس واتش" في الشرق الأوسط "المملكة العربية السعودية هي آخر دولة تحرم النساء والفتيات من المشاركة في الألعاب الرياضية". وأضافت: "يجب أن تتخذ الحكومة السعودية قرارات تجعلها تتوافق مع الأسرة الأوليمبية، ويجب أن تغير الظروف غير المتكافئة التي يتعرض لها النساء والفتيات الذين يسعون إلى ممارسة الرياضة في المملكة العربية السعودية ، فكل ذلك في حاجة إلى تغيير الآن". ووافقت قطر مؤخرا على إرسال فتاتين واحدة سباحة والأخرى في ألعاب القوى، بينما وافقت سلطنة بروناي على إرسال مازياه محسن بطلة 400 متر عدو في بلادها للمشاركة في دورة لندن 2012
