الخرطوم : محمد صديق : لم يقتصر أثر التراجع الذي شهده الاقتصاد السوداني على قطاع دون آخر فلم يسلم من قبضته سوق العقارات الذي تأثر بها في محوري العرض والطلب تأرجحا بين الزيادة والنقصان تبعا لطالبي العقارات والزاهدين في تأسيسها حيث شهدت أسعار العقارات بالعاصمة القومية ارتفاعا ملحوظا أرجعه التجار والسماسرة إلى الزيادة المضطردة في سعر صرف الدولار في مقابل الجنيه السوداني حيث وصل أمس الأول إلى 5.8 جنيه الأمر الذي حدا بكثير من أصحاب الأموال الاتجاه للاحتفاظ بقيمة حصائلهم من العملة المحلية بالدخول بها في شراء العقارات والأراضي ما قاد إلى زيادة الطلب على المعروض من العقارات والأراضي وأشار التجار إلى ارتفاع أسعار العقارات بصورة وصفوها بالكبيرة رغم حالة الركود التي يعاني منها السوق جراء تمسك العارضين. ولفت تجار إلى زيادة الطلب على الاستثمار السكني و التجاري مع استقرار أسعار الإيجارات وتوقعوا استمرار ارتفاع أسعار العقارات والقطع السكنية في ظل تعنت وتمسك العارضين بالأسعار التي يطلبونها الأمر الذي قاد إلى خلق حالة من الجمود وقلة الحركة في مفاصل السوق بصورة عامة وأن البيوع التي تتم إما أن تكون لحاجة العارض أو زيادة رغبة الطالب. ففي أمدرمان وبحي الصالحة يقول يوسف احمد دفع الله إن الوضع بسوق العقارات عصي على الفهم والحسابات في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وأن السوق يشهد ركودا نسبيا بالرغم من ارتفاع أسعار العقارات والأراضي الملحوظ على حد تعبيره وأرجع يوسف ما يحدث بسوق العقارات إلى الزيادة المضطردة في سعر صرف العملات الحرة في مقابل الجنيه الأمر الذي اعتبره يوسف باعثا على الاحتفاظ بقيمة العملة الوطنية في شكل عقارات من قبل الأغنياء وميسوري الحال. وكشف يوسف عن تجاوز سعر القطعة بحي الجامعة مربع 53 لأكثر من 230 ألف جنيه عوضا عن 180 في الفترة الماضية فيما قفز سعر القطعة بمربع 54 من 85 ألف جنيه إلى 125 ألف جنيه فيما أبان أن نسبة الزيادة في الحيازات تقل عن تلك التي طرأت على الأراضي حيث ارتفع سعر القطة 600 متر بمنطقة العقيدات من 34 ألف جنيه إلى 60 ألف جنيه وتوقع يوسف أن تواصل أسعار العقارات الارتفاع في ظل زيادة أسعار كل السلع والخدمات محليا وعالميا بجانب تمسك أصحاب الأراضي والعقارات بأسعار عالية حتى تساعدهم عائداتها في تكلفة المعيشة اليومية . وبحي جبرة أوضح محمد نور حسن بحكم أنه مدير مكتب عقارات ارتفاع أسعار العقارات والأراضي بالمنطقة وأوضح أن الغالبية العظمى من العارضين يطلبون أسعارا عالية للقطع السكنية التي يعرضونها لجهة أن الغالبية العظمى منهم أوضاعهم المالية جيدة الأمر الذي يفسر تمسكهم بالأسعار التي يطلبونها وأضاف حسن أن انخفاض سعر صرف الجنيه اخيرا وما تبعه من سياسة لتعويم الجنيه من قبل السلطات الاقتصادية حدا بميسوري الحال الاتجاه للاحتفاظ بقيمة ما يملكون من عملة وطنية في شكل عقار وأبان أن سعر القطعة الناصية التي تفتح على ميدان عام بمدينة الشهيد طه الماحي بجبرة قفز من 400 ألف جنيه إلى أكثر 550 ألف جنيه في وقت تباع فيه القطعة السكنية العادية في حدود «400420» ألف جنيه وتوقع أن يستمر ارتفاع أسعار العقارات والأراضي في العاصمة في الفترة القادمة في ظل ارتفاع سعر الدولار في مقابل الجنيه السوداني بجانب استمرار غلاء السلع والخدمات محليا وعالميا .