وساطة الفريق اول ابراهيم سليمان: هل تكرار لذات السيناريو    شاهد بالفيديو.. ياسر العطا يقطع بعدم العودة للتفاوض إلا بالالتزام بمخرجات منبر جدة ويقول لعقار "تمام سيادة نائب الرئيس جيشك جاهز"    عقار يشدد على ضرورة توفير إحتياطي البترول والكهرباء    ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا    ريال مدريد يهزم دورتموند الألماني ويصطاد النجمة 15    (زعيم آسيا يغرد خارج السرب)    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    القبض على بلوغر مصرية بتهمة بث فيديوهات خادشة للحياء    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    قنصل السودان بأسوان يقرع جرس بدء امتحانات الشهادة الابتدائية    المريخ يتدرب على اللمسة الواحدة    إعلان قائمة المنتخب لمباراتي موريتانيا وجنوب السودان    شاهد بالفيديو.. مواطن سوداني ينطق اسم فريقه المفضل بوروسيا درتموند بطريقة مضحكة ويتوقع فوزه على الريال في نهائي الأبطال: (بروت دونتمند لو ما شال الكأس معناها البلد دي انتهت)    بدء الضخ التجريبي لمحطة مياه المنارة    منظمات دولية تحذر من تفشي المجاعة في السودان    بعد الإدانة التاريخية لترامب.. نجمة الأفلام الإباحية لم تنبس ببنت شفة    صلاح ينضم لمنتخب مصر تحت قيادة التوأمين    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية كبيرة من الجمهور.. أحد أفراد الدعم السريع يظهر وهو يغني أغنية "هندية" ومتابعون: (أغنية أم قرون مالها عيبها لي)    شاهد.. زوج نجمة السوشيال ميديا أمنية شهلي يتغزل فيها بلقطة من داخل الطائرة: (بريده براها ترتاح روحى كل ما أطراها ست البيت)    بعد الإدانة التاريخية.. هل يستطيع ترامب العفو عن نفسه إذا نجح بالانتخابات؟    أسعار الأدوية في مصر.. المصنعون يطلبون زيادة عاجلة ل700 صنف    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون يقدمون فواصل من الرقص "الفاضح" خلال حفل أحيته مطربة سودانية داخل إحدى الشقق ومتابعون: (خجلنا ليكم والله ليها حق الحرب تجينا وما تنتهي)    مسؤول سوداني يكشف معلومات بشأن القاعدة الروسية في البحر الأحمر    "إلى دبي".. تقرير يكشف "تهريب أطنان من الذهب الأفريقي" وردّ إماراتي    دفعة مالية سعودية ضخمة لشركة ذكاء اصطناعي صينية.. ومصدر يكشف السبب    في بورتسودان هذه الأيام أطلت ظاهرة استئجار الشقق بواسطة الشركات!    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    فيصل محمد صالح يكتب: مؤتمر «تقدم»… آمال وتحديات    السعودية "تختبر" اهتمام العالم باقتصادها بطرح أسهم في أرامكو    ميتروفيتش والحظ يهزمان رونالدو مجددا    السعودية تتجه لجمع نحو 13 مليار دولار من بيع جديد لأسهم في أرامكو    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    مذكرة تفاهم بين النيل الازرق والشركة السودانية للمناطق والاسواق الحرة    سنار.. إبادة كريمات وحبوب زيادة الوزن وشباك صيد الأسماك وكميات من الصمغ العربي    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    نجل نتانياهو ينشر فيديو تهديد بانقلاب عسكري    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السودان مشروع إسلامي فاشل !
نشر في سودانيات يوم 11 - 07 - 2012

علي عثمان دعا بن لادن إلى مكتبه وعرض على الأمريكيين أن يتسلموه!
الرياض :
وصف الصحافي السعودي في صحيفة "الحياة" في الرياض مصطفى الأنصاري الدكتور سعد الشريف شقيق أرملة زعيم تنظيم "القاعدة الراحل أسامة بن لادن بأنه "نصف أسامة"، وصديق طفولته، ورفيقه في السلاح و"الجهاد" والتشرد. ويقول: "كلاهما متزوج من كريمة الآخر، التقيا في المدينة المنورة، وفي أفغانستان، وفي جدة، وفي السودان". ويصفه بأنه "كان أقرب إلى أسامة من عبد الله عزام ومن أبي حمزة وأبي حفص والظواهري وأبي الغيث، بل كان أقرب إليه من أشقائه وإخوانه وأبنائه". ويكشف في كتاب صدر له أخيراً تحت عنوان "في قلب بن لادن! الرجل والعائلة" (الناشر: دار "مدارك"، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى يونيو 2011) النصب والاحتيال والخسة والدناءة التي تعامل بها نظام البشير-الترابي مع بن لادن بعد هجرته إلى السودان (1991-1996)، وكيف أن النظام السوداني نصب على بن لادن في أمواله، وسعى إلى بيعه للأميركيين من مكتب النائب الأول للرئيس علي عثمان طه، وحتى وهو على متن الطائرة التي أقلته إلى أفغانستان. وتمثل رواية الدكتور سعد الشريف الذي رافق بن لادن خلال سنوات إقامته في السودان أول تأكيد لآراء أسامة بن لادن في ما يسميه النظام السوداني "المشروع الحضاري".
يشير الدكتور الشريف إلى عودة بن لادن إلى السعودية من الجهاد في أفغانستان، بعد إلحاق الهزيمة بالجيش السوفياتي هناك. وما لبث أن تم
منعه من السفر بعد ذلك بفترة قصيرة، فحاول أن يذهب إلى السودان للإغاثة، بعد أن حصل هناك فيضان في السودان قبل ثورة "الإنقاذ" في 1989م، فكان الملك فهد جمع التبرعات حتى بلغت نحو مئة مليون أو أكثر لإغاثة الشعب السوداني، فطلب أسامة أن يذهب إلى السودان للمشاركة في تلك المهمة، فذهب ولم يرجع!
غير أن الملفت أن الذهاب كان بالقلب والجسد معاً، فما إن وصل أسامة السودان حتى انضم إلى المحور المناوئ للسعودية بعد حرب الخليج في خطابه الإعلامي والسياسي، ولم يتردد في اتهام السعوديين بدعم الجنوبيين الانفصاليين، إلى جانب ذلك فتح للسودانيين جميع خزائنه، واعتقد أنه قادر على تأسيس إمبراطورية تجارية، عمودها الزراعة والمقاولات، فأنشأ طرقاً وأسس شركة تجارية سماها "وادي العقيق"، واستطاع جلب كثير من معداته التي كانت في السعودية بقيمة تقدر بنحو 13 مليون ريال، فأنشأ مؤسسة أخرى في هذا المجال سماها "شركة الهجرة للطرق"، ودخل عبر ذلك حركة استنزاف طويلة، انتهت بتكبيده خسائر فادحة، حتى خرج منها صفر اليدين، ليستقر رأيه في النهاية على أن السودان مشروع إسلامي فاشل، لأنه عايشهم ثلاث أو أربع سنوات وكادوا يسلموه لأميركا، لولا أن الأميركيين رفضوا استلامه أساساً، وتكشفت لنا الكثير من خطط هذا النظام وخديعته، عندما انفض الحلف القائم بين حسن الترابي وعمر البشير وبعض فريقه مثل علي عثمان طه ونافع وغيرهما، فحينها تبين أن السودانيين حاولوا بيع أسامة بن لادن إلى أميركا، وحين لم تقبل الأخيرة ذلك تبرعوا لهم به قرباناً لإصلاح علاقاتهم بالبيت الأبيض، حتى إنه عندما استأمنهم وغادر إلي أفغانستان مروراً بقطر، أبلغوا الأميركيين بذلك، واقترحوا عليهم إسقاط طائرته أو اختطافها، إلا أن الرئيس بيل كلينتون رفض مقترحهم على اعتبار أن القوانين الأميركية تمنعه من تنفيذ خطة كالتي اقترحوها! بل علمنا أن أسامة ذات مرة كان في زيارة لنائب الرئيس السوداني علي عثمان طه عندما كان وزيراً للخارجية، فنسق هذا الأخير متزامناً مع السفير أو القائم بالأعمال الأميركي في السودان، وفيما كان أسامة ينتظر مضيفه وشريكه في مشاريع وبرامج عدة، كان هذا الشريك طه يعرض على السفير الأميركي تسليمه بن لادن حالاً! بل حتى أمواله المستثمرة عندهم لا يعرف مصيرها حتى الآن.
نفاق النظام السوداني
ولم تنته عند هذا الحد متاعبنا مع السودانيين، فحتى أنا شخصياً نالني من أذاهم نصيب، فهم الذين تقربوا للأميركيين أيضاً بعد أحداث 11 سبتمبر بإعطائهم ملف المعلومات المضللة، والمتصلة بي، رغم أنهم يعرفون كذبهم في ذلك تمام المعرفة، وعلى إثر معلوماتهم الملفقة حدث لي من الأضرار ما الله به عليم، فتم تصنيفي ضمن قائمة الأمم المتحدة للداعمين للإرهاب، ما جعل كل نشاطاتي تتعطل، وفرض عليّ قيوداً منعتني من السفر، وجُمدت جميع حساباتي البنكية، وألغيت سجلاتي التجارية، وجمدت جميع أصولي العقارية، إلى غير ذلك من الأضرار حتى كتابة هذه السطور، رغم اعتراف السلطات في بلادي بأنني لست ضالعاً في أي عمل غير قانوني، فهذه غدرة أخرى منهم لا نفهم ما يسوغها، فالمسلم لا يُسلم أخاه ولا يغدر به ولا يخذله، ولكن الله كاد لهذا النظام الذي أقل ما يوصف به أنه منافق، فبات يتخبط حتى فرّط في معظم مكتسبات البلاد من وحدة والتئام، فصار جميع همه أن يبقى صُناعُه على المسرح، حتى وإن كان ثمن ذلك بيع الشعب والأرض والمبادئ والموقف، فلا أعلم أهذا من الإسلام، أو من الشريعة المزعوم تطبيقها؟!
ولكن ذلك الموقف من النظام، لا ينبغي أن يلهينا عن حقيقة أنني شخصياً استفدت من بقائي في السودان، وسعدت بالتلاقي مع شعبه الأبي، الذي كان حفياً بنا وكريماً، هذا بشكل إجمالي.
أيام السودان ولياليه
أما إذا عدنا إلى التفاصيل ومشروعي الشخصي في السودان، فإنني عندما تأكدت من استقرار أسامة هنالك، التحقت به لهدف رئيسي هو إكمال دراسة الدكتوراه، فيما كان طموحه منصباً على الجانب الاقتصادي والاستفادة من مشروع إسلامي قائم، ناهيك عن رائحة "الجهاد" التي تنبع من الجنوب، وربما احتاجت إلى تدخله وخبرته إذا ما تطلب الأمر ذلك، حسب تصوره في ذلك الحين، رغم ان السودانيين كانوا قد أغلقوا هذا الملف برفضهم التام لانضمام أي من المجاهدين السابقين إلى صفوفهم حتى لا يدخلوا في إشكالات لا حصر لها حسب رأيهم، وكان كل ما يجذبهم استثمار الرجل مادياً، لأن الاقتصاد في السودان إبان تلك الفترة كان منهكاً للأسباب التي لا يجهلها أحد.
كانوا يطمحون في تأسيس تنمية شاملة، تعيد إلى البلاد رونقها الذي يتطلعون إليه، في حين نرى أن المشروع يكتسب أهميته في وجهه الإسلامي بعد نجاح "ثورة الإنقاذ"، فأردنا بحكم اهتمامنا الإسلامي بدراسة التجربة عن قرب، وإذا ثبت لدينا أنهم جادون في أسلمة الدولة، وبحاجة إلى المساعدة فنحن لها. كما ان السودانيين نظروا إلى وجود أسامة على أنه داعم معنوي لهم في جهادهم ضد الجنوب، كما اعتبروه في ما بعد ورقة للضغط على المختلفين معهم من العرب والغرب كذلك.
وأما على الجانب الشخصي فكان إكمال دراستي لنيل درجة الدكتوراه هدفاً أساسياً رغم حضوري في بقية التصورات، ثم كان لقائي مع البروفيسور أحمد بابكر مدير جامعة أم درمان محفزاً نحو هدفي ذلك، إلا أن رغبتي في الدراسة لم أكن راغباً في تأثيرها على اهتمامي أيضاً بمعرفة تفاصيل المشروع الوليد لاتخاذ قراري النهائي في المساهمة فيه من عدمها، إذ كانت تجربة أفغانستان وأخطاء أسامة المتراكمة علمتني ألا أخوض في تجربة قبل درسها عن كثب، وتمّ لي ذلك بواسطة شبكة من العلاقات ربطتنا بكوادر مهمة مثل الدكتور حسن الترابي وعمر البشير وعلي عثمان طه، وفتحنا نقاشات عدة معهم من باب الاستطلاع، لمعرفة ما بوسعنا فعله، في ظل الظروف التي يمر بها السودان في ذلك الوقت، ومن أهمها الحصار المفروض عليه.
لم يكن للشخصيات السودانية التي التقيناها طلبات محددة، إذ كانوا ينظرون إلينا كشركاء لهم في الهم الإسلامي، وما هو الأصلح للأمة في ظرفها والأبقى، إذ كان التصور الجهادي حاضراً لدى السودانيين أيضاً في حرب الجنوب الدائرة، التي أنشأوا لها معسكرات تدريب تستقبل كل الراغبين في الجهاد في الخرطوم والولايات، فكان الحديث يدور دائماً عن التجربة والشهادة والجهاد وعزته، وكانوا يعتبرون الحرب الدائرة في الجنوب جهاداً مقدساً ضد النصارى، ولاسيما في ظل الدعم الخارجي لهم، وعلاقة إسرائيل بهم في ذلك الوقت، وكانت هذه الأمور أهم القضايا التي ندندن حولها، ولكن ضمن إطار الدولة ومؤسساتها التي كان اتصالنا بأكبر رجالها.
وعلى ذكر معسكرات التدريب يتساءل البعض عما إذا كانت هناك نقاط، التقاء بين السودانيين والأفغانيين في التدريب، والجواب عن ذلك أن الجيش السوداني جيش نظامي، أما معسكرات التدريب فكانت تسمى "الدفاع الشعبي"، وهو جيش متطوع يقوم بمساعدة القوات المسلحة النظامية في الجنوب، فهم متطوعون ومجاهدون، وهذا القطاع يُعتبر في الوقت نفسه قوة للحكومة في حال حصل انقلاب عسكري من الجيش النظامي أو شيء من هذا القبيل، وقد اتضح مؤخراً من خلال التجربة والدراسة رغبة أولئك في إقامة مشروع إسلامي حقيقي بدلاً من مجرد الشعارات.
هاجس الفشل الأفغاني ظل يطاردنا ونحن نتمعن في التجربة الجديدة، لكن اختلافنا مع كثير من أساليب رجال الحكم في السودان، لا يمنعنا من إدراك أن الوضع في السودان حتى في ذلك لوقت المبكر كان مختلفاً عما هو عليه في أفغانستان، لأسباب ليس للإسلاميين في السودان ربما الفضل فيها، فالدولة من قبلهم كانت قائمة والأمن فيها مستتب سوى ما كان من الحرب في الجنوب، البعيد عن مركز الحكم.
فقه الترابي!
وكان بين المشاهد اللافتة في تلك الأيام آراء الترابي المؤرقة للجهاديين، فهو يرى أنه لا ينبغي أن تكون الحدود عائقاً بين المسلمين، فكل من ضاقت به الأرض لا مانع من قدومه واستقباله بكل ترحيب، فكان هذا من أوجه الخلاف بينه وبين الحكومة، لكنه في الوقت نفسه فتح الباب أمام مجموعات من المجاهدين والإسلاميين ممن لم يكن لهم متنفس بعد أفغانستان، غير أنهم قبل أن يلتقطوا أنفاسهم بدأوا ينتقدون الآراء الترابية في الفكر الفقهي بشدة، وأصبح الشخص الذي كان الخباء الذي يستظلون به أول من أطلقوا عليه سهامهم، التي ترددت ما بين تحريض البشير عليه وتبديعه وتفسيقه ثم تكفيره في نهاية المطاف!
ومع أن أسامة يحاول أن ينأى بنفسه عن تلك المعركة التي جعلت تكبر شيئاً فشيئاً، إلا أن التأثير عليه كان على أشده في واقع الأمر، من جانب التكفيريين المصريين والجزائريين والليبيين وغيرهم ممن حاولوا إقناعه بأفكارهم وآرائهم على هذا الصعيد، وجعلوا يؤلبونه على الترابي ويثيرون نخوته في الغيرة على المحارم، ويسألونه قائلين: كيف تتسامح مع رجل لا يعظم الشريعة وأحكامها، فيرى أن لا بأس في اللقاء مع المرأة ومصافحتها وخروجها من منزلها ونحو ذلك من مسائل فقهية أخرى كجواز الموسيقى، واتهامه بالسخرية من حديث "الذبابة" وأن صحته من الناحية العلمية مستحيلة، كما يزعم.
حوّل هذا الفريق آراء الترابي إلى قضية أشغلتهم عن أي قضية، حتى إنهم عندما لم يجدوا من بن لادن تأييداً كالذي يطمحون له في مناكفة الترابي، رأوا أنه لا أقل من منع المفكر السوداني من الجهر بآرائه التي يرونها كفرية، وهكذا كثر ضجيجهم وسط غياب تام للنقاش العلمي والرد المنهجي، فضلاً عن التأصيل العلمي الذي يفتقر إليه معظم النشطين في المجال الجهادي. حتى أسامة كان جل نقاشي معه في هذه الجزئية، ونصيحتي إياه دوماً أن ينشغل بتحصيل العلم الشرعي حتى لا يقع في خطيئة القول على الله بلا علم، إذ كان رفقاؤه يستسهلون الإفتاء والحسم في مسائل الخلاف بين العلماء، وجمعت هذه الفئة من أخلاق المتعالمين ما لو وزع على بلد لكان مفزعاً.
الصراع على بن لادن!
على رغم اهتمامي بالدراسة، إلا أن ذلك لم يقطعني عن مجالسة أسامة والقرب منه، حتى إننا سكنا في بيت واحد في بداية الأمر، قبل أن أسكن بعيداً عنه وأتفرغ للدراسة، بينما ظل تركيزه في تلك الفترة منصباً على الناحية الاقتصادية، فأسس مزارع في الجنوب، قيل إنها معسكرات تدريب ولم يكن ذلك صحيحاً، ولكن فَتْحَ السودانيين أبوابهم لاستقطاب بعض المجاهدين والمطاردين من الجماعات الإسلامية، جعل هؤلاء يتوافدون عليه، خصوصاً القيادات الجهادية منهم، وبدأت العلاقات تعود من جديد، ثم بدأوا يخططون لتأسيس مشاريعهم الفكرية، وكان الاهتمام في هذه الفترة على النواحي التعليمية بواسطة جلسات حوارية ونقاشات في دراسة الأوضاع، كلما اتسع الوقت لذلك ووجد المهتمون بها فرصة لإقامتها.
وفي هذه الحقبة بين أعوام 94م و96 أصبح أسامة تحت دائرة الضغط والشد والجذب بين أطراف عدة، فهناك عائلته التي بذلت قصارى جهدها وأرسلت له الشفعاء ليعود إلى بلاده عزيزاً مكرماً، وضغوط السودانيين الذين بدأت علاقته معهم تتجه نحو الأسوأ لأنهم باتوا على مفترق طرق، فإما أن يسيروا وفق مواصفات المجتمع الغربي الجديد، أو يختاروا طريق الانحياز لخيار مناوأتهم، وعندئذ تكون العزلة السياسية قدرهم، وعلى الجانب الآخر أحاط به رجال الجماعات من المصريين وجماعة الجهاد وغيرهم فصار كل يجذبه من طرف، ويحاول ضمان مصالحه معه مع اختلاف غاية كل طرف وهدفه عن البقية.
ومن جانبي لاحظت بحكم قربي يومئذ أنه يعيش مرحلة كرب وما يشبه تقرير مصير، فكنت أجلس معه الساعات الطوال وأناقشه، من أجل محاولة إقناعه بالتأقلم مع ظروف بلاده ليعيش واقعه ويعود إلى عائلته فكان يحاول الهروب من الموضوع بزعم أن السلطات ضيقت عليه عندما كان في السعودية، وإذا عاد فالسجن مصيره او الإقامة في البيت لا محالة. هكذا يقول. إلا أني كنت أرد عليه بأن السجن وهو أسوأ ما تتوقعه خير لك مما يدعونك إليه. ولما شعر بأنني حسمت أمري في العودة حتى وإن قرر هو غير ذلك. بدأ يرهبني بما ينتظرني من أهوال وسجون وسوء معاملة ونحوه مما كان يخيفني به، فأقول له: "سجن في المدينة المنورة أو غار في مكة المكرمة، أحب إليّ من صرح مشيد في مملكة التكفير والجهاد التي تؤسسونها على أفكار جماعات بضاعتها القتل واستحلال دماء المسلمين"، وأنا حينها لم أكن أحضر اجتماعاتهم، لكنه يحدثني في جلساتي الخاصة معه بما يدور فيها وما زينوا له، إذ كنا نجتمع أنا وإياه على الوجبات الثلاث باستمرار، قبل أن يبلغ الاختلاف ذروته.
وحسب ما قال لي أسامة فإن نقاشات المصريين له كانت منصبة على توحيد الجماعات الجهادية تحت مسمى "توحيد الجماعات الجهادية" بحيث إن نشاط تلك الجماعات في الجزائر وأريتريا والصومال وأفغانستان ومصر، يصبح تابعاً لقيادة واحدة، أو على الأقل يكون بينها تنسيق في حال لم يتم التوصل إلى توحيدها، وإخباره إياي بتلك الحيثيات ليس يقصد الإخبار المجرد، وإنما مغازلة منه لي أملاً في تغيير رأيي، لمعرفته حبي للوحدة ورص الصفوف.
فهمت في ما بعد أنهم كانوا في ذلك الوقت يرسخون فكرة "تنظيم القاعدة" الذي بدأ بتشكل في أفغانستان قبل ذلك، لكنهم في ذلك الوقت لم يكونوا قد حسموا أمرهم بعد في أمر الموطن الاستراتيجي الذي يرون فيه ملجأ مناسباً ليضم قيادة التنظيم، فقد كان السودان على علاقة جيدة بالعقيد معمر القذافي وقام بتسليمه مجموعة من الليبيين، الأمر الذي اعتبرته تلك الجماعات بداية غدر من الجانب السوداني، كما اعتبروا النظام السوداني شبيهاً بباقي الأنظمة ولا يختلف عنها، حتى بات نشاطهم الذي كان معلناً، ذا سرية متناهية، وصار البحث عن الحاضن البديل يتكرر باستمرار.
النقاشات التي يعرض على أسامة مضمونها كانت مفزعة لي، لكني على الرغم من ذلك قدرت في رفيق دربي أنه يطلعني على كل شيء ولو من باب التشاور وحسب، فقد كنت أعرفه أتم المعرفة، وكان هو الآخر يدرك ما أنا عليه من عدم الارتياح لأفكاره التي طالما ناقشناها سوياً، فكنا كفرسي رهان في معرفة بعضنا، وبالتالي لم تكن ثمة حاجة لعرض أي منصب عليّ من جانبه كما أشيع، ومثلنا كمثل صديقين ركبا في سفينة واتجها إلى مكان ما، فإن اختلفت آراؤهما حول تحديد المكان فلا بد لأحدهما أن يفارق الثاني إذا لم يتنازل أحدهما للآخر عن رأيه، وهذا ما حصل بالضبط، ولا أنكر أن هناك محاولات جادة منه لجذبي إليه وإقناعي بالسير معه، ولكني بالنظر إلى الناحية الشرعية اتضحت لي أمور كثيرة، وكاد يقتنع معي هو أيضاً، لكنه وجد نفسه في موقف يصعب معه فيه التراجع بعد لقاءات خاصة وسرية مع جماعات الجهاد.
محاولة اغتيال
شهدت تلك الفترة أيضاً محاولة اغتيالات عدة استهدفت أسامة شخصياً وكاد يذهب ضحية بعضها، وعلى رغم علاقتنا التي شابها قدرٌ من الفتور في ذلك الوقت بسبب تباين مواقفنا، إلا أنني لم أنقطع عنه، فكنت أحاوره وأحاول إقناعه بترك هذا التوجه، وكان يلين تارة ويصرّ أخرى حتى أعلن أبوعبيدة وأبوحفص أنهما تحت قيادته وليسا تحت قيادة جماعة الجهاد فاطمأن إليهما وأعطاهما زمام الأمور، بينما كانا يلعبان على حبلين تارة معه وتارة ضده، وبالأخص أبي حفص، في حين رأى بعض أفراد تلك الجماعات أن أسامة مؤيد للحكومة واعتبروا هذا التأييد نصرة لطاغوت وكافر، فالبشير طاغوت والترابي طاغوت، ثم وجدوا عليه من هذا الجانب.
وأما أخطر محاولات اغتياله فإن وقائعها تعود إلى أن الأمن السوداني كان معنياً بتوفير الحماية لأسامة مع أمنه الخاص، وحتى بعد إعلان بعض القيادات الجهادية دخولها تحت قيادة أسامة وشعور هذا الأخير بالاطمئنان، رفض الأمن السوداني أن يتخلى عن مسؤوليته تجاه حمايته وكأنه يدرك ما ستقوم به تلك القيادات بعد استيائها من موقف أسامة مع الحكومة التي يعتبرون جميع أركانها من الطواغيت والكفار، وبالفعل تمكن بعضهم من مداهمة بعض الضيوف فيه، ورشوه ورموا عليه قنبلة وأصيب جراء ذلك بعض من كان في بيت الضيافة ولم يقتل أحد، وتم القبض على مدبر الهجوم وهو ليبي، لكن لا يُستبعد أن يكون وراء الهجوم جهات أخرى، فكل الاحتمالات واردة، أما أسامة فصادف أنه لم يكن موجوداً في منزله ذلك اليوم، وأنا كنت أسكن في المنطقة نفسها ولست معه في بيت واحد وقتئذ.
هذه العملية لم تقنع أسامة بالتراجع عن الذهاب إلى حضن تلك الجماعات، فظل يوثق علاقاته وتنسيقه معهم، فلما رأيت ذلك وكدت أيأس منهم انقطع الجانب الأكبر من صلتي به لاختلافي معه في المشروع والأفكار، لكن لم تنقطع علاقتي به كصديق وصهر فأنا أزوره وأجتمع معه وربما أحب أن يفتح موضوعاً للنقاش فتناقشت معه، وأذكر أنه حصل بيني وبينه نقاش قوي في آخر لقاء لنا دار حول الموضوع برمته ونقد تصورهم وأفكارهم فلمحت منه أنهم قد بايعوه، فقلت له: "المسألة ليست مسألة بيعة وظهور، وأنت ستعبد الله على أي جنب، أو بأي وسيلة لكن هل هذه الوسيلة توصلك إلى الغاية وهي رضا الله سبحانه وتعالى"؟ فكنت أضع له علامات استفهام كثيرة، ولم أكن أطالبه بالإجابة عنها بقدر ما أود لفت انتباهه إليها.
ولا شك أن نقطة الخلاف الجوهرية في ما بيننا كانت موقفه العام من الأنظمة ودخوله في مجموعة الجهاد وفكرها، ولا أطيل في تفصيل فكرها وحيثياته وما هو فكر الجماعات تجاه الغرب وأنظمة العالم العربي والإسلامي، وتكفيرها وقتالها لأركانها باعتبارهم طواغيت وكفاراً، والإعداد لذلك، فهذا كله أمر معروف، وكانت تلك المرحلة بالنسبة له مرحلة إعداد لما بعدها، فهو يريد أن يؤسس ويكون له وجود في حين لم يكن له إطار واضح حتى تستطيع مناقشته، وكنت ضد هذا الجانب، وأذكر أنني قلت له يومها: أنت تجمع حولك "المتردية والنطيحة وما أكل السبع"، فالجماعات الجهادية متباينة في أفكارها واتجاهاتها وأولوياتها، وجمعها في إطارٍ واحد ليس برأي سديد، هل أنت فعلاً مقتنع؟ وكنت أناقشه بتجرد بغض النظر عن كوني مقتنعاً بفكره أو غير مقتنع، لأن خياري واضح منذ زمن، فحين درست الوضع في بداية قدومي اقتنعت تماماً بإكمال مشواري وتحقيق هدفي الذي قدمت من أجله وهو الدراسة ثم العودة إلى الوطن.
وفي بعض تلك الأيام صادفت شخصاً عنده قد التقيته من قبل وسمع مني بعض آرائي، ومع أنه لم يكن على توجههم، جعل يقول لأسامة: إذا كان هذا الشخص يخالفك بهذه الطريقة ويتكلم بشدة فلماذا تبقيه أساساً، ولماذا يكون عندك؟ وأسامة أفادني بهذا الكلام في اللقاء الأخير بيني وبينه، كآخر محاولة يستعطفني بها، فقلت له بغضب: ومن قال إنني مرهون بك أو تحت غطاء عباءتك. أنا في دولة السودان ولست تابعاً لك! أفعل ماذا عندك.
القضية هي أن نعبد الله تعالى على بصيرة وليست قضية هوى، وأنا منذ القدم تجمعنا صداقة على طريق معين لكن متى أيقنت أن طريقك انحرف واتجه إلى حيث لا يوصلني إلى الهدف الذي أريده فسأخالفك، ودار بيننا كلام كثير من هذا القبيل، وهذا كاف ليدرك المرء كم كانت الفجوة بيننا توسعت.
وذات يوم كاد ان يرجع، ثم لما شعرت بأن الأمر سيحسم، فكر ملياً ثم صارحني بكل مرارة قائلاً: أنا لا أستطيع التراجع. الأمر خرج من يدي. وكأنه يقول وإن كنت أوافقك الرأي لا أستطيع العودة إلى الوراء، لأنني أبرمت اتفاقات وأعطيت عهوداً ومواثيق، وكانت مرحلة عصيبة بالنسبة لنا جميعاً، فنحن نحاول إقناعه وهو يصر على أنه ماض في دربه، فقد جاء إليه عمه وحاول معه بكل الطرق والوسائل وكلها باءت بالفشل.
تكفير الغزالي والشعراوي!
وفي الفترة نفسها ذهبت إليه لزيارة أختي فوجدت عنده أيمن الظواهري وآخرين، وكان من عادته أن يدخلهم إلى قعر المنزل في حال جاء أحد من خاصته، فسلمت عليهم ثم ذهبت إلى أختي لأسلم عليها وأجلس معها بعض الوقت قبل انصرافي، ولكنه أصر على جلوسي معهم، فجلست ودار النقاش حتى تناولوا الشيخ الشعراوي هل هو مسلم أم كافر؟! وكذلك الغزالي هل هو مسلم أم كافر؟ فغضبت وانتفضت وخرجت عن طوري وهم يخافون مني في تلك الحالة لأنهم يعرفونني منذ زمن، فقلت لهم: لم يبق لكم من العالم الإسلامي إلا هؤلاء من أمثال الشعراوي والغزالي. إلى هذا الحد بلغت بنا السفاهة أن نهدر دم رجل مسلم مفسر لكلام الله وأمضى وقته وجهده في الحديث عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. على الاقل اعتبروه مسلماً ممن خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليه. نعم تناولتم هؤلاء لأنهم ضعفاء لا حول لهم أو قوة. ثم قمت من مجلسهم، ولم أجتمع بهم بعده قط!
بعد أن رجعت إلى أرض الوطن بقي أسامة في السودان سنتين أو أقل، وبدأ يضيق عليه أكثر في السودان فكان لا بد له من الخروج إلى أفغانستان بالطريقة التي ذكرتها مسبقاً وكان السودانيين يحاولون تسليمه، على رغم لقاءاته مع البشير وعلاقتهما الجيدة، ومن أعجب أفكار أسامة التي عرضها على البشير أنه يرى عدم الاستفادة من الكهرباء والمكيفات باعتبارها ترفاً زائداً عن حاجة الإنسان، فقلت له: هذه نكتة. ولديه آراء خاصة به في هذا الجانب ولذلك لما بنى بيتاً في أفغانستان صممه بغير مكيفات ولا كهرباء، وبنى بعض البيوت في السودان بالطين لتكون أبرد وأحسن، وقصده بذلك أن يتعود الناس على الخشونة فكان هذا أحد طبائعه الشخصية، وليست بجديدة عليه فمنذ زمن وهو يميل إلى الزهد والخشونة وشظف العيش، ولذلك يتعب كل من صحبه ممن تعود على شيء آخر.
الدكتوراه
كان إصراري على إكمال دراساتي العليا في السودان، إحدى الخطوات التي زادت من الفجوة بيني وبين أسامة، خصوصاً عندما تأست بي شقيقتي زوجته بعد ذلك، لأن أسامة رغم قلة حصيلته الشرعية إلا أنه كان زاهداً في طلب العلم في أكثر الأحيان، ويرى ما لديّ من الحصيلة العلمية يغنيني عن المزيد.
ولكنني منذ البداية أستقل بمواقفي عنه وأحرص على ألاّ أكون تابعاً لأحد مهما كان قريباً مني، فبعد أن تركت أسامة جزئياً في السودان تفرغت لدراسة الدكتوراه في كلية القرآن والعلوم الإسلامية التابعة لجامعة أم درمان الإسلامية، والتي أصبحت جامعة مستقلة بعد ذلك، إلى أن تمكنت بفضل الله من إنجازها كما أردت في 4 ذي الحجة من عام 1414ه/ 1994م، وكان المشرف على أطروحتي مدير جامعة أم درمان الإسلامية البروفسور أحمد علي بابكر، وكانت أطروحتي حسب كلامهم أول أطروحة دكتوراه لسعودي على الإطلاق في السودان، خصوصاً في فن أصول الفقه، وتمت إجازتها والتوصية بطباعتها بعد نقاش طويل.
وكان أحد المناقشين بدأ نقاشي بشكل غير اعتيادي بحكم أنه صاحب مدرسة تقليدية فكان نقاشه أشبه بمقابلة شخصية، فصارت أسئلته أشد صعوبة من غيره، فجعل يسألني وأجيب ويحاورني كما لو أننا في مناظرة علمية، وحكمته في ذلك هو أنه لا يرى جدوى للرسالة التي استحق بها الطالب الدرجة العلمية إن لم يكن مستوعباً ومتمكناً من المادة التي تخصص فيها، وكانت خطوة أعتبرها من محاسن المدرسة التقليدية. بفضل الله تمكنت من الإجابة عن أكثر من 95 في المئة من أسئلته. أما الدكتور عوض الذي سبق أن درسنا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة فكان نقاشه بشكل اعتيادي في الأطروحة نفسها وهكذا انتهت المهمة بسلام، والمناقشة مسجلة عندي على شريط فيديو بالكامل، ضمن ذكريات تلك المرحلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.