دان عدد من علماء الدين في اليمن دعوة القيادي بتنظيم القاعدة قاسم الريمي لقتل العاهل السعودي وعائلته، وتهديده بنقل المعركة إلى المملكة. وكان الريمي، وهو القائد العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، قد دعا إلى قتل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وأفراد العائلة المالكة، وذلك في شريط صوتي بث على الإنترنت في 29 تموز/يوليو الماضي. وقال الريمي، المكنى ب"أبو هريرة الصنعاني"، في كلمة بعنوان (ودون العرض شهادة) إن "عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده ووزير داخليته وابنه محمد مرتدون عندنا ويجب قتلهم". وأشار في الشريط ومدته حوالي سبع دقائق إلى أن السلطات السعودية اعتقلت في 5 شباط/فبراير مجموعة من النساء اللواتي كن يتظاهرن أمام وزارة الداخلية للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن وأزواجهن. وكان المتظاهرون، ومعظمهم من النساء، يطالبون بالسماح لهم بمقابلة مسؤول في وزارة الداخلية لمطالبته بالافراج عن أقاربهم المعتقلين منذ 2003 و2004 في ذورة الحملة التي شنتها السلطات السعودية على عناصر القاعدة إثر موجة الاعتداءات الدامية التي شنها هذا التنظيم ضد منشآت نفطية ومصالح أجنبية في المملكة. وقال الشيخ العلامة حسن عبدالله الشيخ، وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية، في حديث للشرفة إنه يدين دعوة الريمي لقتل العاهل السعودي وعائلته، مؤكدا أن الدعوة إلى العنف والقتل وتنفيذ العمليات التفجيرية انعكست سلبا على واقع الأمة الاسلامية وأن هذه الدعوات استندت على اجتهادات فردية. وأكد الشيخ أنه "لا يجوز إصدار مثل هذه الدعوات التي تستند على تفسير النصوص القرآنية حسب اجتهادات فردية وبما يتوافق مع توجهات (تنظيم القاعدة)". وخاطب الشيخ كل من يصدر مثل هذه الدعوات مطالبا إياهم أن يراجعوا دينهم وعقيدتهم وعقولهم "حتى لا تقعوا في ما وقع به من كان قبلكم وحتى تكونوا عناصر خير بدل تلك الدعوات الفجة التي ضرت وما نفعت بل وجلبت على الأمة الويلات". وأشار الشيخ إلى أن من المسلمات عند المسلمين أن دم المسلم محرم أيا كان انتماؤه الحزبي أو الطائفي أو المذهبي، مضيفا أن الدعوة إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح أمر غير جائز وأنه لا يوجد مسلك شرعي أو إنساني لمثل هذه الدعوات. من جانبه، قال القاضي العلامة محمد الأكوع، مفتي محافظة ذمار (100 كلم جنوب صنعاء)، إنه لا يجوز الانصياع لدعوة الريمي. وقال "إن الدعوة صادرة ظنا بالسوء ولا يجوز ظن السوء بالمسلم. الريمي وأمثاله قد زين لهم الشيطان سوء أعمالهم وإنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"، مشيرا إلى أن هذه الجماعات هم "خارجون عن جادة الصواب وخارجون عن الحق". وعن صدور دعوة الريمي قبل يومين فقط من بدء شهر رمضان هذا العام، قال الشيخ جبري ابراهيم، عضو جمعية علماء اليمن، "إن شهر رمضان هو شهر الرحمة والتراحم وتقديم المعروف والإحسان للناس ويجب أن نتسابق في فعل ذلك لا أن نتسابق في إيذاء الناس". وأضاف "رمضان هو شهر الاعتدال والدعاء وتصفية القلوب وليس شهر التفجير والتكفير". وأكد ابراهيم أنه يدين مثل هذه الدعوات التي "لا تمت بصلة للإسلام أو مفهوم الجهاد الذي جاء لنصرة المستضعفين وحماية بلاد المسلمين ونشر الاسلام ولا إكراها في الدين"، مشيرا إلى أنها تسبب القلق وتعتدي على من لا ذنب له. من جانبهم، أكد خبراء أمن في السعودية على استعداد المملكة لمواجهة أية مخططات إرهابية تهدف إلى زعزعة الأمن وترويع المواطنين. وبهذا الصدد، قال رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الدكتور عبدالعزيز بن صقر للشرفة "إن السعودية مستمرة في حربها على الإرهاب، ولم تحدث أي تراخ في سياساتها الأمنية لبسط الطمأنينة وإحباط أي مخططات شريرة محتملة على المواطن أو الوطن". وأضاف "الأجهزة [الأمنية] أصبحت عالمية الأداء وهي ذات خبرة واسعة وبالأخص في العمليات الاستباقية، وتتوالى الشهادات العربية والدولية التي تشيد بأدائها خصوصا دورها في مكافحة الإرهاب".
