واشنطن بوست - ترجمة: العرب القطرية قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن على الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي دعم مساعي المحتجين السودانيين للتحول الديمقراطي بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير المطلوب من جانب المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة الجماعية والذي بات لديه نقاط الضعف نفسها التي ميزت الأيام الأخيرة للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك والعقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وأضافت أن البشير بات يضاعف من استراتيجية تجويع وقصف واعتقال خصومه بدلا من الانخراط في عملية إصلاح ذات معنى، داعية إلى إنقاذ السودان وإلى عدم تركه يمر بما تشهده سوريا. ورغم كل التوقعات لجنوب السودان بأنه يصبح دولة فاشلة، فإن المشكلة الشائكة بشكل أكبر تكمن عند حدود جنوب السودان مع السودان وليس في الدولة الوليدة ذاتها. وتساءلت الصحيفة بشأن ما يمكن عمله حيال السودان الذي باتت حكومته مسؤولة عن الموت والدمار بشكل أكبر من كل الحكومات الدكتاتورية المجاورة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مجتمعة، وقالت إنه بمجرد أن انفصل جنوب السودان، سرعان ما جدد نظام البشير الحرب في ولاية دارفور، بل وواصل إسقاط القنابل على رؤوس الناس في المناطق المضطربة في ولاية النيل الأزرق وجبال النوبة. وأضافت أن نظام البشير يقوم بتأجيج الحرب المحتملة مع جنوب السودان، وأنه يستخدم القوة المفرطة ضد الناس المحتجين في البلاد، وأنه اعتقل أكثر من ألفي شخص من بين الناشطين السودانيين حتى الآن. كما قالت إن اللاجئين السودانيين بدؤوا يتدفقون إلى الدول المجاورة، وأن تقارير أشارت إلى أن الآلاف من البنين والبنات باتوا مشردين وهائمين على وجوههم دون أن يجدوا من يرعاهم أو يعيلهم أو يهتم بأمنهم وحمايتهم، مضيفة أنه حان وقت السؤال بشأن ما يجب عمله حيال حكومة البشير. كما أشارت إلى أهمية الخطوة التي قد تتخذها كلينتون أو قادة دوليون آخرون بشأن البشير، وتساءلت فيما إذا كان القادة سيتركون البشير يفعل ما يفعله نظيره في سوريا، أم يتركونه يلقى المصير الذي لقيه الطغاة بفعل رياح التغيير في شمالي وشرقي إفريقيا؟ وأضافت أنه حان الوقت لأن تتخذ الولاياتالمتحدة ودول أخرى موقفا إزاء ضرورة تقديم دعم كبير وعاجل وبأشكال مختلفة إلى المعارضة السودانية والمجتمع المدني السوداني الذي يحتج ويناضل ويموت من أجل التحول الديمقراطي الحقيقي في البلاد، وذلك كي لا تنزلق البلاد إلى الحال التي عليها سوريا أو ليبيا، وأضافت أنه في حال تحقيق التغيير في السودان، فإن السلام سرعان ما يحل بالبلاد والمنطقة بدلا من أن تبقى محركا للحرب والإرهاب منذ قرابة ربع قرن من الزمان.