صورة جماعية لمسئولي هيئة المتاحف والوفد السوداني سمية تيشة تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس أمناء هيئة متاحف قطر، تم صباح اليوم ، توقيع اتفاقية مشتركة في مجال العمل الميداني الأثري بين قطر وجمهورية السودان، بهدف تطوير الآثار ودعم أعمال التنقيب الأثري في عدة مواقع في جمهورية السودان من ولايتي نهر النيل والشمالية تحديدا منطقة النوبة، وذلك بمتحف الفن الإسلامي. وتأتي هذه الاتفاقية — ومدتها خمس سنوات قابلة للتجديد — في إطار مشروع تنقيب الآثار القطري — السوداني المشترك لتطوير الآثار ودعم أعمال التنقيب الأثري في عدة مواقع في جمهورية السودان من ولايتي نهر النيل والشمالية . وتعد اتفاقية التعاون في مجال العمل الميداني الأثري المشترك تتويجا لجهود حثيثة من الطرفين القطري والسوداني، كما انها تأتي في إطار العلاقات القطرية السودانية المتميزة في عدة مجالات سياسية واقتصادية وثقافية.. وقع الاتفاقية من جانب قطر سعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس أمناء الهيئة ورئيس اللجنة المشتركة للمشروع، والسيد عبدالله النجار الرئيس التنفيذي لهيئة متاحف قطر والرئيس التنفيذي للمشروع.. ومن جانب جمهورية السودان الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس جمهورية السودان ورئيس الجانب السوداني للمشروع، والمهندس محمد عبد الكريم المهد وزير السياحة والآثار والحياة البرية في جمهورية السودان. وأوضح سعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني — نائب رئيس مجلس أمناء الهيئة ورئيس اللجنة المشتركة للمشروع — ان الاتفاقية المشتركة بين قطر وجمهورية السودان في مجال العمل الميداني الأثري تعد من الاتفاقيات الهامة في تطوير الآثار ودعم أعمال التنقيب الأثري في عدة مواقع في جمهورية السودان. ولفت إلى أنّ المشروع الريادي جاء تحقيقاً للرغبة السامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الذي وجه هيئة متاحف قطر للتعاون مع الأخوة في السودان للعمل على ترميم وحماية أهرامات النوبة، فضلاً عن إدارة العمل الميداني للبعثات العالمية العاملة في مجال التنقيب عن آثار السودان لتحقيق أهدافها تحت مظلة واحدة وهو ما لاقى استجابة ومباركة من فخامة الرئيس السوداني. وأشار آل ثاني إلى أنّ جمهورية السودان لم تأخذ حقها في تنقيب الآثار، وأنّ الحضارة النوبية تعد من أقدم وأعرق الحضارات التي عرفها الإنسان، إلا أنها منسية . وأوضح أن الاتفاقية بين قطر والسودان ستسهم بشكل كبير في أعمال التنقيب الأثري وترميم وحماية أهرامات النوبة، لافتاً إلى أنّه في إطار هذه الجهود قامت قطر بتقديم الدعم اللوجستي لحوالي (27) بعثة أجنبية تعمل في مجال تفعيل سياحة الآثار والتنقيب عن الآثار وترميم الأهرامات بكل من ولاية نهر النيل والولاية الشمالية، مؤكدا حرص سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس أمناء هيئة متاحف قطر، على أن يحقق المشروع نتائجة المرجوة على أفضل وجه.. من جانبه أوضح الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل — مستشار رئيس جمهورية السودان ورئيس الجانب السوداني للمشروع — أنّ المشروع القطري السوداني في مجال العمل الميداني الأثري سوف يخدم تطوير الآثار في عدة مواقع في جمهورية السودان من ولايتي نهر النيل والشمالية وتحديدا منطقة النوبة التي تتمتع بحضارة عريقة . ويوجد بها عدد كبير من الأهرامات، لتكون جزءا من الموارد الاقتصادية والتنموية، مشيراً إلى أن السودان لديها الكثير من المحميات الطبيعية إلا أنها تفتقد للموارد المالية، لافتاً إلى انه تم وضع دراسات عديدة لتطوير وتأهيل النوبة وبناء متاحف في مواقع الاستكشاف.. وأضاف د. مصطفى أنه بموجب الاتفاقية المشتركة تم التنسيق مع جامعات قطر لتدريب الطلاب في مجال الآثار السودانية، في حين سيتم عقد معارض عديدة للآثار السودانية بحيث يذهب ريع تلك المعارض للمشروع المشترك بين قطر والسودان، متوجهاً بالشكر الجزيل لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى على هذه المبادرة الكريمة ولسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني على تواصلها وحرصها على تطوير الحضارة السودانية. أما المهندس محمد عبد الكريم المهد — وزير السياحة والآثار والحياة البرية في جمهورية السودان — فأكد أن منطقة (النوبة) تحتوي على آثار ضخمة، وبها الكثير من الموارد الاقتصادية، إلا انها تحتاج إلى عمل طويل وجهد كبير خاصة وانها معرضة لتغير المناخ باستمرار، لافتاً إلى أنّ المنطقة تتميز بكثافة في الاهرامات ورسومات قيمة، وهي حضارة عريقة.. هذا وأشار السيد عبدالله النجار — الرئيس التنفيذي لهيئة متاحف قطر والرئيس التنفيذي للمشروع — إلى أنّ المشروع الريادي سيتيح لهيئة متاحف قطر للمرة الأولى أن تنتقل ميدانيا للعمل خارج قطر، وسوف يفتح للباحثين والمختصين في قسم الآثار بهيئة المتاحف أفقا جديدة لاكتساب خبرة جديدة للعمل في هذا المجال الهام، لاسيما وأن الآثار السودانية وماتمتلكه من عمق حضاري جديرة بالاهتمام. وتجدر الإشارة إلى أنّ جهود التعاون بين قطر والسودان بدأت منذ زيارة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني في شهر فبراير عام 2011 وسعادة الشيخ الدكتور حسن بن محمد بن علي آل ثاني والسيد عبدالله النجار إلى جمهورية السودان، حيث زار الوفد القطري عدة مناطق أثرية من بينها النقعة والمصورات ومواقع المدافن والمعابد الملكية بالبجراوية . كما اطلع الوفد القطري على المتاحف بمحلية شندي بولاية نهر النيل وشارك الوفد بورش عمل أقيمت في كل من الخرطوم والدوحة في إطار الاهتمام بالمشروع القطري للآثار السودانية الذي يديره الجانب القطري، فيما يقوم الجانب السوداني بمساعدة وتسهيل الإجراءات اللازمة لإنجاحه.