( حريات ) أعلنت شركة الديار القطرية العاملة في مجال البنيات التحتية والمعمار بالسودان عن اتفاقها رسميا مع حكومة السودان للتنقيب واعادة ترميم الاثار بولايتي نهر النيل والشمالية. وقالت في بيان علي موقعها الرسمي علي الانترنت انها تسلمت بالفعل كافة الخرائط الخاصة بالمشروعات والفنادق السياحية التى تم الإتفاق حولها مع حكومة السودان لانعاش السياحة في البلاد. وقال حمد سالم المرى مسؤول مشاريع أفريقيا بشركة الديار القطرية في تصريح علي الموقع نفسه ان العطاءات والمقاولات الفنية والهندسية والعلمية ستقوم بها الشركة فضلاً عن إنشاء كافة المشاريع والمعسكرات التى سيقيم بها الخبراء وعلماء الآثار والسياحة بغية إنطلاق مشروع ترميم والتنقيب عن الآثار التى ضمرت بواسطة العوامل الطبيعية وغيرها. ولفت إلى أن شركة الديار هى الجهة الوحيدة التي أوكلت لها مهام وضع الدراسات والخطط والبرامج الخاصة بتنفيذ جميع المشروعات السياحية بجانب إقامة المخيمات والفنادق السياحية القريبة من سد مروى وغيرها من المشروعات. وفي المقابل وصف خبير وبروفيسور بجامعة الخرطوم في التاريخ والاثار والخرائط القديمة ما يحدث بالتلاعب العلني الذي له ما وراءه. واتهم الخبير الذي فضل حجب هويته في حديث ل( حريات ) الحكومة بعدم المهنية وبيع كل شئ لدولة قطر لمجرد دوافع سياسية محضة. وأكد الخبير ان الحكومة لم تستشر الخبراء والعالمين بمجال الاثار بما في ذلك شعبتي الاثار والتاريخ بجامعة الخرطوم التي لها سمعة طيبة عالميا واكتشافات كبيرة ومعروفة ومسجلة دوليا في مجال التنقيب عن الاثار والمخطوطات في البلاد . وأبدي الخبير استغرابه من أيلولة هذا العمل لشركة الديار القطرية وهي ليست معروفة في مجال التنقيب عن الاثار ولها سمعة سيئة في مجال ترميم الاثار في عدة دول بما ارتكبته من أخطاء فنية فادحة ، تصل لدرجة تدمير القيمة التاريخية والجمالية والمعمارية للاثار عند ترميمها. مشيرا الي انه لم تتم معالجة الامر بشفافية مثل فتح العطاءات لمجموعة كبيرة من الشركات وتعيين لجنة فنية لاختيار الافضل من بينها، أو الاعتماد علي علاقات السودان ببعض الدول الصديقة التي لها خبرات عريقة في مجال ترميم الاثار كمصر واليمن وغيرهما من الدول العربية والافريقية. وأثبت بحث قامت به ( حريات ) التاريخ والسمعة السيئة لشركة الديار القطرية في مجال ترميم الاثار لا سيما في سوريا وبالتحديد في قرية هانئ الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية. وكانت شركة الديار القطرية قد دشنت قبل عامين مشروع منتجع ابن هانئ السياحي كأول استثمار لها في سورية بتكلفة 250 مليون دولار أمريكي. ويتضمن المشروع منتجع سياحي يمتد على مساحة 244 ألف متر مربع يحتوي على فندقين وفلل وشقق سياحية ومطاعم وشاليهات وقناة مائية ومنطقة مارينا . ولاحظ المواطنون وقتها ان الشركة التي أستأجرت الموقع ل 99 عاما من قبل وزارة السياحة السورية تتعامل بصورة استثمارية محضة وتهتم فقط بأرباحها دون الاهتمام بالطرق العلمية في التنقيب عن الاثار أو ترميمها ، وقال مواطنون سوريون تحدثوا لموقع ( عكس السير ) الاخباري السوري بانهم تقدموا بشكوي بوقوع عمليات تخريب وتشوية للاثار ظهرت اثناء عمليات الحفر والصب لقواعد البناء التي تقوم بها ( الديار القطرية )، بالاضافة للتعامل بشكل عشوائي مع قطع أثرية هامة تعود لمئات السنين ، مؤكدين بان مهندسي الشركة تعاملوا باهمال مع تاج حجري وغطاء تابوت يعود للعصر الاسلامي في تلك المنطقة من سوريا.