قال وزير الإعلام والمتحدِّث باسم حكومة جنوب السودان، الدكتور برنابا بنجامين إن على كل من الخرطوموجوبا تنفيذ اتفاقهما الأخير والشروع في الخطوات العملية من أجل إنزال بنوده إلى أرض الواقع. وأضاف أنَّ كل دولة تمثل عمقًا أمنيًا واقتصاديًا للأخرى، مشيرًا إلى أن الجنوب يمثل الآن سوقًا رابحة للسودان ومن الأفضل للسودان أن يكون حريصًا على الجنوب كسوق لمنتجاته، وعزا تأخر انعقاد اجتماع اللجنة الأمنية المشتركة المنبثقة من اتفاق التعاون الشامل المبرم في أديس أبابا مع الخرطوم، إلى دخول نواب برلمان الجنوب في إجازاتهم السنوية. وكان من المقرر أن تنعقد اللجنة الأمنية المشتركة السبت الماضي، وأكد بنجامين في حوار مطول مع الإذاعة الرسمية الجمعة أنَّه تم إخطار النواب فورًا بالعودة إلى جوبا للانعقاد حتى يتم إجازة الاتفاق، وفي نفس الحين ستشرع اللجان الوزارية في أداء مسؤوليتها في كلا البلدين والتشاور الثنائي فيما بينهما لإنفاذ الاتفاق، وقال إن الاتفاق وجد ترحيبًا واسعًا من قبل حكومة وشعب جنوب السودان. وأشار وزير الإعلام في دولة جنوب السودان إلى أن مجلس وزراء بلاده قد أجاز للاتفاق، وتوقع (برنابا بنجامين) إجازته من البرلمان الجنوبي خلال الأيام القليلة القادمة، وتوقع استئناف ضخ نفط دولة الجنوب عبر السودان خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وكان سفير السودان لدى دولة الجنوب الدكتور مطرف صديق وصل إلى جوبا الخميس لتسلم مهامه كأول سفير سوداني في دولة جنوب السودان، وسيقدم صديق أوراق اعتماده لرئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت بداية الأسبوع. وقال القائم بأعمال السفارة السودانية في جوبا مجدي أحمد مفضل عقب وصول مطرف إلى مطار جوبا إن وصول السفير السوداني يؤكد رغبة الخرطوم في إقامة "علاقات أخوية ومتينة ومتميزة" بين الدولتين، مؤكدًا أنَّ حكومته تسعى إلى خلق علاقات دبلوماسية وسياسية جيدة مع جنوب السودان، وأكد التزام الخرطوم الكامل بتنفيذ اتفاقات أديس أبابا الموقعة بين الدولتين والتي اعتبرها الأساس لانطلاقة مرحلة جديدة بين البلدين. من ناحية أخرى رفض الحزب الحاكم في السودان "المؤتمر الوطني" تصريحات سفير جنوب السودان في الخرطوم ميان دوت، والتي أوضح فيها أنَّ الرئيس سلفاكير ميارديت ينوي التوسط بين حكومة السودان وقطاع الشمال في الحركة الشعبية. وأكد الحزب أن قطاع الشمال غير معترف به سياسيًا وتنظيميًا وعسكريًا، وقال المتحدث باسم الحزب بدر الدين أحمد إبراهيم إن أي وساطة تجاه قطاع الشمال غير مقبولة، باعتبار أن هذا المسمى غير مدرج لدى السودان في التصنيفات السياسية والحزبية، مشيرًا إلى أن قضية قطاع الشمال وغيره من الجهات الحاملة للسلاح أدرجت ضمن الترتيبات الأمنية بين الجانبين، ودعا إبراهيم دولة الجنوب بالإسراع في تنفيذ الترتيبات الأمنية وفك الارتباط مع قطاع الشمال وعدم دعم الجماعات المسلحة على الحدود بين البلدين. وطالبت من جانبها هيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية حكومتي السودان وجنوب السودان بدراسة تطوير اتفاقية التعاون المشتركة التى تم التوقيع عليها مؤخرًا في أديس ابابا للدخول فى اتحاد كونفدرالي يجمع بين البلدين في إطار السيادة الدولية التي يتمتع بها كل منهما. وقال رئيس الهيئة عبود جابر إن الكونفدرالية صيغة دولية مطبقة فعليًا في عدد من البلدان وتمثل خيار أقوى من بروتوكول الحريات الأربع لشعبي البلدين، ودعا جابر بحسب وكالة السودان للأنباء رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى الإسراع باتخاذ خطوات مماثلة لما قامت به حكومة السودان من إجراءات تعزز النواحي الأمنية والمشاركات الشعبية وفك الارتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة فى جنوب كردفان والنيل الأزرق .