: آخر سلاح سوداني للجم أفواه الصحافيين: حلق الرأس أطلقت السلطات الأمنية السودانية سراح الصحفية "سمية إبراهيم إسماعيل هندوسة" بعد اختفائها المفاجئ، قبل أن تعرف أسرتها فيما بعد أن عناصر من الأمن السوداني اختطفتها واعتقلتها على خلفية كتاباتها المعارضة في عدة مواقع لإلكترونية وبعد تعذيبها، رُمي بها في منطقة نائية شرقي الخرطوم بعد أن تعرضت للتعذيب، وحلق شعر رأسها، وتعرضها للإهانات الجسدية واللفظية. وكانت الصحفية سمية هندوسة" التي عملت من قبل بصحيفتي "الوطن"، و"الصحافة" قد اختفت من منزل أسرتها منذ التاسع والعشرين من أكتوبر/تشرين الاول الماضي. وقالت أسرتها "ان اعتقال سمية -المقيمة في مصر والتي عادت للسودان لقضاء إجازة العيد مع أسرتها- تم من مكان قريب من منزلها بواسطة قوة من 7 أفراد تستقل سيارتين، وتمَّ أخذها إلى أحد مقرات الأمن المجهولة، واتهامها ب"معارضة النظام والإساءة للرئيس البشير". وذكرت أسرتها ان سمية أم لطفل في الثالثة من عمره وقد تعرضت "للضرب والتعذيب بالسياط والأيادي"، كما قام أفراد جهاز الأمن بتوجيه إهانات عنصرية "وقاموا بحلق شعر رأسها كاملًا بحجة أن شعرها يشبه شعر بنات العرب، وهي تنتمي لمجموعات العبيد بدارفور". وأدانت جمعية الصحفيين السودانيين بالقاهرة اعتقال وتعذيب الصحفيين وقال ناصف صلاح الدين الأمين العام للجمعية "ان اعتقال الصحفيين وتعذيبهم أصبح مسلسلًا مستمرًا والغرض منه إفراغ المهنة من كل المعارضين، ودفعهم للهجرة خارج البلاد". واستنكرت رشيدة شمس الدين الناشطة في حركة "قرفنا" الشبابية ما قام به جهاز الأمن والمعاملة التي تعامل بها مع هندوسة، وقالت "نحن كحركة ندين مثل هذه الانتهاكات والتعذيب"، وطالبت منظمات حقوق الإنسان بالتدخُّل الفوري للحيلولة دون وقوع المزيد من الانتهاكات خصوصًا بحق النساء. وطلبت شبكة صحفيين لحقوق الإنسان "جهر" في بيان الحكومة السودانية للتحقيق الفوري في هذه الانتهاكات الجسيمة، ومحاسبة المسئولين عنها ووقف البلطجة الأمنية، وأكدت الشبكة تضامنها الكامل مع الصحفية والشاعرة والناشطة الاجتماعية سمية "هندوسة" وأسرتها. ويرى مراقبون أن انتهاكات حقوق الإنسان داخل الخرطوم والمدن الكبيرة ظلت تسجل ارتفاعًا كبيرًا طوال الأشهر الماضية، حيث تم اعتقال وتعذيب الآلاف، من بينهم صحافيون وناشطون، منذ شهر يونيو/حزيران الماضي الذي شهد موجة احتجاجات كبيرة ضد نظام البشير الذي استولى على السلطة عبر انقلاب عسكري في العام 1989 بالتحالف مع الحركة الإسلامية.