الزبير احمد الحسن انتخب الوزير السابق احمد الحسن الاثنين امينا عام للحركة الاسلامية السودانية في خطوة رأى محللون انها تتجاهل الاصلاحيين الذي يشعرون بان النظام ابتعد عن مبادىء الحركة الاسلامية التي اوجدته. وقالت وكالة الانباء السودانية ان "مجلس شورى الحركة الاسلامية انتخب الزبير احمد الحسن امينا عاما للحركة" التي عقدت مؤتمرها من 15 الى 17 تشرين الثاني/نوفمبر. والحسن هو احد رموز حكومة البشير التي تحكم السودان منذ الانقلاب العسكري في 1989. وهو يشغل حاليا منصب اللجنة الاقتصادية في المجلس الوطني السوداني (البرلمان ) وكان في الماضي وزيرا للمالية والنفط. وكان الحسن المرشح الوحيد لمنصب الامين العام للحركة بعد انسحاب غازي صلاح الدين مستشار الرئيس عمر البشير السابق من السباق على المنصب. وقبل الاجتماع، اكد صلاح الدين في صحيفة السوداني ان الحركة الاسلامية يجب ان تكون مستقلة عن الحكومة. وجاء انتخاب حسن في مؤتمر الحركة الذي يعقد كل اربعة اعوام وقال محللون ان مؤيدي النظام هيمنوا عليه على الرغم من دعوات الاصلاحيين الذين يرون ان الفساد ومشاكل اخرى جعلت الحكومة اسلامية بالاسم فقط. كما تساءلوا الى متى سيبقى البشير في السلطة. وكتب المعلق عبد الله رزق في زاويته اليومية في صحيفة سيتزن التي تصدر باللغة الانكليزية ان "المدافعين عن التغيير خسروا الرهان في المؤتمر وهذا يعني ان التغيير كان سيؤثر على السلطة". وعملية الانتخاب بحد ذاتها اثارت جدلا وشكلت تغييرا عن المؤتمرات السابقة للحركة الاسلامية. ففي المؤتمر السابق انتخب المؤتمر العام الامين العام للحركة. وفي هذا المؤتمر صوت اربعة آلاف عضو لانتخاب اعضاء مجلس الشورى البالغ عددهم بضع مئات انتخبوا بدورهم الامين العام. وقال المحلل السياسي ورئيس تحرير اسبوعية ايلاف الاقتصادية خالد التجاني ان "هذا التغيير يجعل منصب الامين العام غير مهم في ظل ان قيادة الدولة تسيطر على الحركة الاسلامية". وتخلى نائب البشير علي عثمان محمد طه عن موقع امين عام الحركة بعد ان شغله لدورتين. وقال طه في كلمته امام المؤتمر الاسبوع الماضي ان "الحركة الاسلامية تحتاج لتجديد دماء قيادتها". ورأى التجاني الذي يصف نفسه بالاسلامي المستقل ان "الحركة الاسلامية مجرد اداة يستخدمها من هم في السلطة للسيطرة على الدولة باسم الاسلام". وكان التجاني حذر قبل انعقاد المؤتمر من ان "احباط الاصلاحيين قد يقود الى انشقاق في الحركة". وانقسم الاسلاميون في السودان قبل نحو عشر سنوات عندما اختلف الزعيم الاسلامي حسن الترابي مع الرئيس عمر البشير بعد الانقلاب الذي اوصله للسلطة عام 1989. واسس الترابي من جهته حزب المؤتمر الشعبي المعارض. ويؤكد اعضاء الحركة الاسلامية حركتهم بانها اجتماعية. وكان مؤتمر الحركة الاسلامية الاول لها منذ بدء "الربيع العربي" وانفصال جنوب السودان عن الشمال في 2011 بعد حرب اهلية استمرت 22 عاما وانتهت بتوقيع اتفاق السلام 2005 .