أهالي المنطقة يتخوفون من تدخل خارجي يسعى لتقسيم أبيي (الجزيرة نت) الجزيرة نت-الخرطوم احتشد المئات ممن ينتمون لقبائل المسيرية بالعاصمة السودانية الخرطوم اليوم لرفض مقترح الوساطة الأفريقية الداعي لإجراء استفتاء لمنطقة أبيي بدلا من تقسيمها بين السودان وجنوب السودان. وسلم المتظاهرون مذكرة لممثلي الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي بالسودان، تضمنت موقف المسيرية من مقترحات أفريقية وأميركية، وأكدوا فيها أن شعب المسيرية غير معني بأي حلول أحادية تفرض دون مشاركة أهل المنطقة "لأنه لن يكتب لها النجاح ولن تجلب الاستقرار للمنطقة بل ستقودها للخراب والدمار". وأعلنت المذكرة أن المسيرية سيسعون بكل السبل "لرد الحقوق المسلوبة"، وأنهم لن يهدؤوا حتى يأخذ العدل مجراه بعيدا عن الأهواء السياسية. وحملت المذكرة المجتمع الدولي وعلى رأسه مجموعة دول إيغاد "وشركائها أميركا وبريطانيا" مسؤولية ما قد يلحق بالمسيرية والمجتمعات الأخرى في المنطقة من "أذى ودمار". حران يدعو الخرطوم لعدم منح الوسطاء فرصة للتدخل (الجزيرة نت) لقاءات واستفتاء وكان المبعوث الأميركي الخاص للسودان برنستون ليمان قد بدأ لقاءات أمس الثلاثاء مع مسؤولين سودانيين وممثلين لقبائل المسيرية للاستماع لرأيهم وموقفهم من مقترح الوساطة الأفريقية، حسب قوله. وكانت الوساطة الأفريقية قدمت مقترحا يقضي بإجراء استفتاء أبيي في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام القادم، يقرر عبره مجتمع "دينكا نقوك" وبقية السودانيين المقيمين مستقبل تبعية المنطقة بالانضمام لجنوب السودان أو البقاء في السودان. ومنح المقترح قبيلة المسيرية نسبة 20% من بترول أبيي و30% لدينكا نقوك و50% للدولة التي تتبع لها أبيي، على أن يتم الاستفتاء تحت رعاية الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وبإشراف من القوات الإثيوبية. كما أعطى المقترح أبيي فترة انتقالية لمدة ثلاث سنوات تكون تحت إدارة لجنة إشرافية برئاسة المسؤول الجنوبي لوكا بيونق ورئيس لجنة مفاوضي السودان عن أبيي، الخير الفهيم، مع إعطاء المسيرية حق الرعي والعبور في حالة انفصال أبيي. لكن عمدة أولاد سرور (إحدى قبائل المسيرية) حمودة حران قال إن أبيي لا يمكن أن تكون منطقة نزاع لوضع خيارات حولها، مشيرا إلى كونها منطقة تداخل بين قبائل المسيرية وقبائل دينكا القادمة من الجنوب منذ قديم الزمان. وفي حديثه للجزيرة نت، دعا حران الحكومة السودانية إلى عدم إعطاء الفرصة للوسطاء والدول الأجنبية للتدخل في شأن المنطقة. نمر يسلم المذكرة لممثل الاتحاد الأفريقي (الجزيرة نت) تهديد بالقوة أما رئيس الهيئة الشعبية لأبناء قبائل المسيرية بأبيي الفريق مهدي بابو نمر فذكر أن منطقة أبيي حُشرت حشرا في تداول التفاوض بإيعاز من واشنطن "حتى تصبح مخلب قط لها". وأكد عدم تخلي المسيرية عن أبيي التي اعتبرها قضية أمن قومي، قائلا إن التفريط فيها "سيجعلنا نعود إلى المربع الأول من الحرب". ووصف نمر في حديثه للجزيرة نت رئيس الآلية الأفريقية ثابو مبيكي بالأداة الطيعة في يد الدول الغربية، كما وعد باسترداد أرض أبيي بقوة السلاح حال "حاولت جهات نزعها ومنحها لدولة الجنوب". ومن جهته رأى الخبير القانوني التوم محمد شمو أن التعايش بين قبيلتي دينكا نقوك والمسيرية ظل موجودا منذ زمن بعيد "ولا نمانع أن تستمر تلك العلاقة"، وأضاف "لكن بنود اتفاق أديس أبابا جعلت الاتفاقية خالصة لأبناء قبائل الجنوب". واعتبر شمو في حديث للجزيرة نت أن قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي هو في حقيقته "محاولة لصب الزيت على النار".