قال المبعوث الأميركي الخاص لدى السودان برنستون ليمان إن الولاياتالمتحدة تحث السودان وجماعات المعارضة المسلحة بولاية النيل الأزرق على بدء محادثات فورية لوقف القتال، واصفا الوضع هناك بأنه "خطير للغاية". وقال ليمان للصحفيين الأربعاء -بعد محادثات مع وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي ومسؤولين آخرين- "ما زال الطرفان لا يتحدثان مع بعضهما، وهذا يعني أن الوضع ما زال خطيرا والقتال مستمرا". وحث ليمان السودان على عدم قمع الحركة الشعبية لتحرير السودان/قطاع الشمال التي يحمّلها مسؤولون شماليون المسؤولية عن القتال في ولاية النيل الأزرق، والتي لم يتم الترخيص لها كحزب سياسي، بينما تقول الأخيرة إن مكاتبها في السودان أغلقت واعتقل موظفوها. وقال ليمان إنه "إذا كان هناك نقاش ومحادثات سياسية فمع من ستتحدثون؟، بالطبع إنكم ستتحدثون مع الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، إنها حزب سياسي رئيسي في السودان، وإغلاق المكاتب لا يفيد". وأشار إلى أن واشنطن تريد مواصلة تطبيع العلاقات مع الخرطوم، لكن العنف في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان يمثل عقبة في الطريق. واندلع قتال الأسبوع الماضي في ولاية النيل الأزرق بين الجيش السوداني وجماعات مسلحة متحالفة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في جنوب السودان. ويحمل كل طرف الطرف الآخر المسؤولية عن العنف الذي اندلع في ثالث منطقة حدودية في السودان شهدت قتالا في الآونة الأخيرة. وأدرج السودان في قائمة العقوبات الأميركية عام 1993 لإيوائه "إرهابيين دوليين"، وفرضت واشنطن عليه حظرا تجاريا. وتطلع مسؤولون سودانيون إلى تطبيع العلاقات بعد أن وافقت الخرطوم على انفصال جنوب السودان الذي أصبح دولة مستقلة في يوليو/تموز بعد استفتاء بموجب اتفاقية للسلام في عام 2005. موقف أوروبي وكان الاتحاد الأوروبي أعرب الثلاثاء عن قلقه الشديد بسبب القتال الدائر في ولاية النيل الأزرق بين القوات المسلحة السودانية وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، داعيا إلى وقفه فورا واستئناف المفاوضات. وأصدرت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون بيانا قالت فيه إن هذه الاشتباكات تمثل تصعيدا خطيرا لنزاع في ولاية جنوب كردفان المستمر منذ الخامس من يونيو/حزيران، في ظل تقارير عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان واستمرار عدم السماح بوصول مهمات إنسانية. ودعت آشتون الطرفين إلى وقف القتال فورا واستئناف المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي للنزاع، استنادا إلى اتفاق 28 يونيو/حزيران الموقع في أديس أبابا. وذكرت الأطراف المعنية بمسؤوليتها لجهة حماية المدنيين ودعت القوات المسلحة السودانية لوقف القصف الجوي. كما حثت الأطراف على السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الشعوب المتضررة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، بالإضافة إلى السماح بمراقبة الأممالمتحدة للوضع. وعبرت آشتون عن قلق الاتحاد من قرار الحكومة السودانية حظر الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال في ظل تقارير عن اعتقالات لأعضاء فيها. ودعت حكومة السودان إلى العودة إلى المسار السياسي السلمي لحل كل المسائل العالقة. وكان جنوب السودان انفصل رسميا عن الشمال في وقت سابق من يوليو/تموز الماضي، بعد أن صوت غالبية الجنوبيين على دعم الانفصال في استفتاء جرى في يناير/كانون الثاني الماضي بموجب اتفاق سلام أبرم عام 2005 وأنهى 20 عاما من الحرب الأهلية.