قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالفيديو.. تاجر خشب سوداني يرمي أموال "طائلة" من النقطة على الفنانة مرورة الدولية وهو "متربع" على "كرسي" جوار المسرح وساخرون: (دا الكلام الجاب لينا الحرب والضرب وبيوت تنخرب)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    عصار تكرم عصام الدحيش بمهرجان كبير عصر الغد    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظاهرة الإعتداء علي الطالبات بالجامعات السودانية..الأسباب والحلول
نشر في سودانيات يوم 14 - 03 - 2013


ظاهرة مقتل الطالبات الجامعيات .. تسلسل زمني
إقبال حسن الحلاوي
تكهنات عديدة صاحبت مقتل فتاة جامعة النيلين التي أًغتيلت في فبراير الماضي مما جعل الكل يدلو بدلوه في أسباب مقتلها وهل هي الجانية أم المجني عليها ؟؟ وقد حدثت هذه الجريمة في وضح النهار وعلي مرأي ومسمع من العديد من الطلاب والطالبات وأصحاب المحلات التجارية الذين أخذتهم المفاجأة ،وذلك عندما وقف شخص يمتطي دراجة بخارية فجأة شاهراً مسدسه مصوباً إياه تجاه الخريجة "س" والتي كانت تجلس برفقة صديقاتها مطلقاً عليها رصاصتين ليرديها قتيلة لتنتقل إلي رحمة مولاها بعد نطقها للشهادتين كما ذكر شهود عيان .
كل هذه الحوادث دعتني إلي إثارة هذا الموضوع لمعرفة كل ملابسات هذا الحادث والحوادث المشابهة التي كانت ضحيتها مجموعة من الطالبات الجامعيات اللاتي تم قتلهن خلال الفترة الماضية بطرق مختلفة ولأسباب مختلفة .
ففي عام 2009 تم قتل ثلاث طالبات جامعيات ففي يوم 12/8/2009 فُجعت الخرطوم بجريمة غامضة راح ضحيتها المهندس الشاب (أ-أ) والطالبة الجامعية التي كانت تدرس بالفرقة الرابعة طب (س-ع) ببحري وقد أفاد تقرير الطب الشرعي أن سبب الوفاة ناتج عن عن نقص في الأكسجين مما أدي الي وفاتهما إختناقاً .
وبتاريخ 9/11/2009 وفي الثالثة والنصف بعد الظهر.. إنطلقت صرخة داوية تشق هدوء كلية الصحة بجامعة الخرطوم ليهرول الجميع مسرعين نحو مصدرها بالطابق الثاني .. ووجدوا زميلتهم أ.ط ملقية وهي تتضرج بدمائها.. وبجوارها الطالب المهذب م.ع يمسك بمدية تقطر دماً..
وقد قالت ل"شبكة مرجان" الأستاذة المحامية مي شمس الدين التي حضرت جانباً من جلسات المحاكمة بأن القاتل كان يبدو عليه الحزن الشديد وظل يطالب القاضي بتنفيذ القصاص عليه بأسرع وقت بالرغم من الحزن والوجوم الذين كانا يسيطران علي أبيه وإخوته فحسب ما ذكرت الأستاذة مي بأنه وبرغم صغر سنه فهو أكبر أشقائه.
وبعد ذلك وبأيام قليلة فقط وفي يوم 16/11/2009 فُجعت إحدي الأسر بمقتل ابنتهم الطالبة الجامعية طعنا ًعلي يد قريبها اثر نقاش دار بينهما داخل منزلهم بأحد أحياء الخرطوم .
ويتواصل مسلسل الدم لتشهد ساحات المحاكم في اكتوبر من عام2010 مقتل الطالبة الجامعية ( ن-أ-ع )علي يد صديقتها وذلك أثناء إجراء عملية إجهاض لها بعد حملها سفاحاً .
وفي شهر مايو من عام 2012 لقيت طالبة بإحدى الجامعات الحكومية السودانية حتفها بعد عملية إجهاض أجرتها في الداخلية التي تقيم فيها شرق الخرطوم .
وبعد أشهر قليلة من نفس العام طالعتنا بالصحف بأخبار عن جريمة جديدة ضحيتها طالبة جامعية أخري حيث تواجه طالبة جامعية تهمة قتل صديقتها بإحدى الكافتريات .
آراء الطلاب حول الظاهرة
وللوقوف علي هذه الأحداث لمعرفة الأسباب والدوافع وهل تعتبر هذه الأحداث ظاهرة أم هي حالات متفردة شاذة دخيلة علي المجتمع السوداني الذي عرف بنبل الأخلاق والشهامة والمروءة تناقش"شبكة مرجان" هذه الظاهرة متناولة آراء المجتمع الطلابي والأبعاد القانونية والنفسية والدينية .
يقول عبد الرحمن يوسف وهو طالب بجامعة النيليلن كلية علوم الحاسوب المستوي الأول "إن حوادث القتل في الجامعات بالفعل يمكن أن يطلق عليها لقب ظاهرة وذلك لازديادها في الفترة الماضية أما أسباب هذه الظاهرة حسب رأيي فمن البنات أنفسهن فانك تجد الفتاة مرتبطة عاطفياً بشخص ما ولكن لديها علاقة بواحد او اثنين آخرين تطلق عليهم لقب (الاسبير ) مما يجعل الشاب يحس بالخيانة والغدر وعدم المصداقية وبالرغم من هذا تجده مواصلاً في علاقته معها ولا أعرف لماذا هل علي أمل أن تخلص له في يوم أم علي أمل انتظار فرصة الانتقام ولكن البنات والأولاد هم الظاهرة والأسباب في نفس الوقت"
طالب جامعي :الظاهرة دخيلة علي المجتمع السوداني
أما الطالب قيس اسماعيل الطالب بجامعة امدرمان الاسلامية كلية الاعلام المستوي الثاني فإنه يجيبنا قائلاً "إن مقتل الطالبات هي حالات شاذة دخيلة علي المجتمع السوداني وقد زادت في الجامعات نسبة لتعاطي المخدرات وعدم مراقبة الأسر لأبنائهم فالأب لايسأل إبنه أو أبنته عن سبب التأخر خارج المنزل إن كان في الجامعة أوغيرها بالإضافة إلي الزيادة في المصروف فان الاب لا يعلم فيما ينفق أمواله ؟"
أما الطالبة وعد بجامعة السودان فقد كان رأيها أيضاً بأن الأمر أصبح ظاهرة بالفعل فإن الأحداث المتفرقة عندما تزداد فجأة فهي تحمل مفهوم الظاهرة والسبب الرئيسي في هذه الظاهرة بحسب رأيها هو الرفض العاطفي ولا يوجد حل لهذا الموضوع بالذات لأنه متعلق بالشعور الإنساني فان المشاعر بالذات لايمكن السيطرة عليها.
طالب جامعي :الخلل الأسري من أهم الأسباب
عمر الشيخ محمد عبد الرحيم طالب بالمستوي الثالث بكلية الهندسة جامعة الخرطوم يري بأن مقتل الطالبات الجامعيات لا يعتبر كظاهرة بل هي حالات فردية متفرقة فبين كل سنة أو اثنتين يحدث حادث قتل ولكن في الفترة الأخيرة أصبح يهدد بوصول هذه الحوادث إلي مسمي الظواهر ، والأسباب حسبما يري هي السلوك الشخصي أو العاطفي فالملاحظ في أغلب حالات القتل التي حدثت أسبابها عاطفية فمقتل الطالبة أ.ط طالبة كلية الصحة ومقتل س خريجة جامعة النيلين وطالبة كلية الاقتصاد التي ماتت طعناً علي يد خطيبها اثر نقاش بينهما جميعها أسباب عاطفية ويري أن للأسرة دور في هذا الانتشار فالخطأ في التنشئة وعدم مواجهة المشاكل أيضاً من أسباب الانتشار.
وللأستاذ الجامعي رأي
ولمعرفة آراء أساتذة الجامعات كانت لنا مع الأستاذة صفاء عبد الحميد الأستاذة بجامعة الخرطوم قسم المطلوبات لغة عربية التي أفادتنا قائلة
"قضية مقتل الطالبات لا ترقى لتسمية (ظاهرة)، ذلك لأنها حوادث معدودة تقع على فترات متباعدة، لكن ما اكتسبته من صيت إعلامي، يرجع لكون بعضها وقع في حرم جامعي ومن طالب جامعي، يفترض أن يكون من النخبة التي ترى أن العنف كما الكي آخر العلاج!! أيضا طريقة التناول الإعلامي لهذه القضية، طريقة لا تعدو أن تكون وسيلة لجذب القراء بأخبار مثيرة!! وتنتهي بأن هذه الحادثة دخيلة على المجتمع السوداني، متغافلين أن المجتمع السوداني كغيره من المجتمعات يمر بتغيرات عدة، على أصعدة مختلفة،ولابد أن تكون لهذه التغيرات إفرازات. على اختلاف أسباب تلك الجرائم، يظل الخذلان العاطفي من جانب الفتيات كما أظن هو السبب الطاغي، للأسف عدم المصداقية في العلاقات بين الفتاة والشاب ، هو المحرك لهذه الجرائم، الشاب يعيش في عالم حالم وينسى أن الحب ليس كل شيئ، والفتاة توافق في البداية وتساعده في رسم لوحة حياتهم بالألوان الوردية، لكن سرعان ما تكتشف أن ذلك ليس سوى حلم تحطمه صخرة الواقع!! أخيرا أود أن أؤكد على ضرورة الوقوف عند هذه القضايا طويلاً من قبل المختصين من علماء تربية ونفس واجتماع.
أستاذة بجامعة الخرطوم : الضغط الإقتصادي من أسباب الأزمة
أما الأستاذة هنيدة محمد الأستاذة بجامعة الخرطوم كلية الهندسة فقد أكدت بأن الموضوع هو حالات منفردة لا يمكن أن نطلق عليها ظاهرة والأسباب هي غالباً ما تكون أسباب عاطفية وأيضاً الضغط الاقتصادي سبب من الأسباب لعدم مراعاة الأسر لأبنائهم.
محامي : تغيير السلم التعليمي وراء الظاهرة
ثم التقينا بالأستاذ آدم عبد الحميد المحامي الذي أفادنا قائلاً إنه يمكن أن نطلق عليها لفظ ظاهرة غريبة ولكن بالنسبة لي لا تعتبر ظاهرة غريبة بل هي اشكال إجتماعي وأي ظاهرة لها مسبباتها والمجتمع أصبح به كثير من المشاكل فيجب ألا ندفن رأسنا في الرمل ونعتبرها ظواهر دخيلة بل يجب مواجهتها وأن نسميها بأسمائها الحقيقية وأن لا نهرب من مشاكلنا فالمواجهة جزء من الحل بل هي تعتبر الخطوة الأولي للحل أما الأسباب الحقيقية فإنها غالباً ما تكمن في عدم الترابط الأسري والخطأ في التنشئة بالإضافة إلي المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسات الخاطئة التي تنتهجها الدولة أولها تغيير السلم التعليمي الذي جعل أطفالاً أو شباباً في بداية مرحلة المراهقة يدخلون الجامعة بدون وعي كافي إضافة للمسكوت عنه من قبل الأسر فهم لايشرحون لأبنائهم طبيعة العلاقات الاجتماعية والعاطفية مما يجعل في حالة حدوث انفجار فإنه تكون المردودات صعبة . كل ما أتمناه أن يفيق المجتمع من حالة الخدر التي يعيش بها ويواجه مشاكله .
أخصائية إجتماعية :أقترح أن تقام في الجامعات ليالي ثقافية للتواصل بين الطلاب وإدارات الجامعات
وفي إستطلاع أجريناه مع الإخصائية الإجتماعية الأستاذة سلافة بسطاوي كان رأيها بأن حالات القتل هذه تعتبر حالات فردية ولا يمكن أن تسمي ظاهرة لأننا نعلم جيداً كمفاهيم تربوية سودانية بأن الرجل بصورة عامة إن كان والد أو أخ او زوج فإنه يغرس في داخله منذ الصغر بأنه مقنع الكاشفات وفارس الحوبات وأخو الأخوان وبأنه يمثل للمرأة الحماية والسند القوي ودائماً ما تحس المرأة بالأمان في وجود الرجل لذلك عندما يحدث العكس فان ذلك يعتبرحالات فردية وشاذة وغالباً ما يكون لأسباب عاطفية أو إنفعالية لايمكنه السيطرة عليها فقد يكون نسبة لإستفزاز مفاجئ أو عدم المهارة في ضبط الذات وفقدان السيطرة علي النفس مما يكون سبباً في ارتكاب مثل هذه الحوادث والبيئة الجامعية تغرس فينا قيمة إضافية بها كم من التفاعل وإنصهار المفاهيم وغرس القيم الجيدة وعند حدوث مثل هذه المشاكل فهذا مؤشر بأن الشخصية بها مشكلة خالفت فيها قيم الجامعة المعروفة والمنظمة بقوانين ولوائح ووسائل ضبط وغالباً ماتكون علاقة عاطفية ذات طابع خاص مخالف لعادات وتقاليد المجتمع السوداني ، لذلك أقترح بأن يقام في الجامعات بين الفينة والأخري ليالي ثقافية لاتقتصر علي الغناء والشعر فقط بل يكون فيها مزيد من التواصل بين الطلاب وإدارة الجامعة لتطرح فيها نظم ولوائح الجامعة ولتكون بيئة صالحة لغرس المفاهيم الجيدة ولابد من التوعية بشكلٍ عالٍ من قبل المختصين الإجتماعيين أو النفسيين وذلك حتي يكون دور الاخصائي الاجتماعي بمناقشة المشاكل قبل حدوثها ودائماً الوقاية خير من العلاج فليس غير مجدي أن تقع المشكلة أوالجريمة ثم يأتي دور الاخصائي الاجتماعي وعلي الأسر أن تنتبه لشكل العلاقات وتقيدها فإن التحضر والتنمية يكون في إطار التوعية بهدوء شديد وعالي لمجابهة المشاكل ، وفي الختام طالبت الأستاذة سلافة من "شبكة مرجان" بأنه ولضخامة الموضوع يجب أن يدار في منبر إعلامي يخصص لما يحدث حالياً في الجامعات.
إتهامات للإعلاميين
وللوقوف علي الاتهام الموجه للإعلاميين بشأن انهم سبب من أسباب انتشار الظاهرة كان لابد لنا من الوقوف في هذه النقطة فالتقينا بالأستاذ ماجد القوني رئيس قسم التحقيقات بجريدة "الجريدة" الذي أجابنا قائلاً في البدء لا يمكن أن نطلق عليها مسمي الظاهرة لأن الظاهرة هي التي تحدث بصور متكررة ودائمة أما عن دور الإعلام فأنا أؤكد بأن الاعلام أداة من أدوات نشر المعرفة ويلعب دوراً كبيراً في تشكيل المجتمع وتتأثر فئات كثيرة بما يتم نشره عبر الأداة الإعلامية ، الجريمة تفاصيلها وأحداثها وجدت مؤخراً إنتشاراً واسعاً عبر عدد من الصحف الإجتماعية التي من رأيي تبحث عن الإثارة والتشويق ، كثير من المتغيرات السياسية ، الاجتماعية ،الاقتصادية ساهمت في تراجع المجتمع أخلاقياً وظهور جرائم لم تكن تحدث في المجتمع والتناول اللامسئول إعلامياً لهذه الجرائم ساهم في نشرها دون التفكير في وضع حلول ومتابعة أسباب ودوافع هذه القضايا مثلاً الإعلام ينشر قضايا الإغتصاب كقضايا حدثت دون اقتراح حلول لمعالجتها ، ويتم نشرها بكثافة مقابل النشر العلاجي إضافة إلي أن قضايا التشويه ب(ماء النار) ساهم أيضاً الإعلام اللامسئول في نشرها . ويواصل أ.القوني قائلاً لست ضد نشر جرائم القتل علي صفحات الصحف ولكن يجب أن يتم ذلك بمسؤولية ووفق ضوابط قانونية وأخلاقية .
الحكم الشرعي حول الظاهرة
وكان لابد أن نستمع إلي حكم الدين في كل ما يحدث فالتقينا بالشيخ الدكتور آدم ابراهيم الشين استاذ الفقه المقارن بجامعة القرآن الكريم وباحث بدائرة الأصول والمناهج وخطيب وإمام مجمع الرحمة الإسلامي بالحاج يوسف الذي أفادنا قائلاً:-
أولاً نستطيع أن نطلق عليها ظاهرة لأن حوادث القتل كثرت وانتشرت في الآونة الأخيرة بدواعٍ مختلفة منها ماهو عاطفي ومنها ماهو مادي ومنها ما هو سياسي فظاهرة قتل المخالف بغض النظر عن سبب الخلاف كثرت لدرجة مقلقة وهي نتيجة لعدة عوامل ...أولاً التفكك الأسري فالأب مشغول بكسب المعاش والأم مشغولة بين التلفزيون والونسات والإجتماعيات الكثيرة
والإبن إن كان طفلاً فهو نهب للكارتون وإن كان يافعاً فهو لنوادي البلي استيشن وغيرها وإن كان شاباً فهو نهب لنوادي المشاهدة والبنت حرة طليقة مع التلفون والتأخر عن البيت والتسيب عن العمل أو الجامعة
كل ذلك الا من رحم الله وهم كُثر أدي لظهور هذه الحوادث المؤلمة المقلقة .
ثانياً ضعف الوازع الديني وقلة الصلة بالله وضعف الاستسلام للشرع والتقيد بقيوده في البيت أو الشارع أو مكان العمل أو الدراسة ......الخ
ثالثاً بعد الخطاب الديني عن التوجيه إلى النقد وسرد العيوب بدون تقديم العلاج الفعال الذي ينبع من الشعور بالمسؤولية فيلقى اللوم على المجتمع أو الحكومة أو غيرهما .
رابعاً قد يكون للضائقة المالية والحاجة الدورالأبرز في هذه القضية فالطالبة لا سيما الجامعية لها حاجات كثر قد يعجز الوالد أو الأسرة عن تلبيتها فتجد في الزميل أو الصديق (مع) التحفظ على هذا الوصف من يكفيها حاجتها وقد تحدث المنافسة على الواحدة من أكثر من واحد فتكون الجريمة هي النتيجة .
خامساً العقوبة غير رادعة فكما أن هناك حق لأولياء الدم فكذلك هناك حق للمجتمع وللحاكم أن يعزر بالعقوبة التي تردع وهذا هو الأصل في العقوبات أنها تردع (ولكم في القصاص حياة ) فالقصاص وإن كان ازهاق روح إلا أنه يحفظ حياة آخرين كثر بالتخلص من هذا الإثم .
كما أن العقوبة غير رادعة فإنها مخفية مما يدعو الناس لارتكاب مثل هذه الجرائم دون خوف أو وجل مع أن الله يقول (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)
ودور الدين هو في النزول إلى واقع الناس وتلمس مشكلاتهم من أجل أن تعالج من خلال المنابر الدعوية المختلفة فالمسجد هو من أبرز هذه المنابر وله الدور الأكبر لو أن الأئمة اعطوه حقه .
وعلى قيادات المجتمع أن تقلع جذور هذه المشاكل من تيسير الزواج وكفاية البنات وإعفاف الأولاد فلو أن كل متحابين تكفل تاجر بزواجهما لما وجدنا مثل هذه الظواهر .
أخيراً أشكركم على هذه اللفتة الكريمة التي أسال الله أن تجد أذناً صاغية وقلوباً واعية
ويظل التساؤل الكبير ماذا جري للناس؟ هل هذا هو شعب السودان الطيب أخو الاخوان وعشا البايتات ؟
وللإجابة علي هذا السؤال الضخم نحتاج أن نسعي مجتمعاً وأفراد لإيجاد الحلول الممكنة لإنقاذ ما استطعنا من القيم وإيجاد الحلول الناجعة وتدارك المشاكل قبل وقوعها .
إن هذه الحوا دث وما شابهها أضافت الي مآسينا رتلا جديداً من الأحزان ومزقت القلوب لأن سقوط هؤلاء القتيلات يدل علي سقوطنا كمجتمع في الحفاظ علي القيم غابت عنه سمة التسامح التي اشتهر بها وأصبحت الجامعات وللأسف تتحول الي مسارح جريمة
وبالفعل فإننا في الختام نتمني أن تجد مثل هذه الظواهر الدخيلة قلوباً واعية للوقوف في وجهها فقد قال الله تعالي في محكم تنزيله في سورة الأنعام الآية (151) (وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ..)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.