صباح موسى أعلن الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس حزب «الحرية والعدالة»، زيارة مرتقبة للرئيس محمد مرسي إلى الخرطوم مطلع أبريل المقبل، لافتًا إلى أن الزيارة محددة سلفًا عبر الجهات الدبلوماسية في البلدين، مؤكدًا أن السودان على رأس الأولويات المصرية، وأن الزيارة تأخرت نتيجة جدول الرئيس المزدحم. وقال «الكتاتني» في مؤتمر صحفي بالخرطوم، الخميس، بعد توقيع مذكرة تفاهم مع حزب المؤتمر الحاكم بالسودان، إن أشياء كثيرة بين الحزبين تتطابق في الرؤى والتوجهات والمنطلقات والأهداف الكلية، الأمر الذي شجع على التعاون المشترك بين الأجهزة في الحزبين. وأضاف أن السودان فتح أبوابه للاستثمارات المصرية وقد يكون الإبطاء سببه الجانب المصري لاستغلال كل هذه الفرص التي أتاحتها الخرطوم. وفي رده على «المصري اليوم» حول ما نشر، الأربعاء، من أن كتائب شهداء القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، هي السبب في مقتل شهداء رفح، قال «الكتاتني»: «لا توجد معلومات مؤكدة حول هذا الموضوع. هذا الكلام موجود في الإعلام فقط»، وأشار إلى أن القضية مازالت قيد التحقيق، ولم تصدر بها أحكام، مضيفًا: «يهمنا أن نعرف الحقيقة فالأمن القومي المصري فوق أي اعتبار، والحدود الشرقية لمصر خط أحمر، ولن نسمح لأي جهة أن تعبث بأمننا، سواء كتائب القسام أو غيرها». وعن الحوار الوطني، قال إن وجهة نظرنا في أنه لا يوجد شروط، فالأجندة لا سقف لها»، مؤكدًا أن الحرية والعدالة سيحترم حكم القضاء في الانتخابات، وأن الحزب لديه المرونة الكافية للتعامل مع معطيات الحكم الذي سيصدر، الأحد، سواء باستمرار الانتخابات أو وقفها. من جانبه، ثمّن نائب الرئيس لشؤون حزب المؤتمر الوطني ومساعد الرئيس السوداني، الدكتور نافع علي نافع، الزيارة في هذا التوقيت الصعب الذي تمر به مصر، وقال إن علاقة بلاده مع مصر يجب أن تتجاوز الحدود وصغائر الأمور، وأضاف «سنضع مشاكلنا في حجمها الطبيعي، ولن نحتاج إلى وساطة خارجية. نحن في السودان في عجلة لإكمال التكامل مع مصر». واعتبر «نافع» أن «المعارضة في البلدين تستهدف العلاقات الثنائية من باب المكايدة، وذلك لن يعير اهتمامنا، وستكون تجارة هذه المعارضة بائرة»، ولفت إلى أن العمل السياسي السوداني المعارض بمصر لن يقبله أحد سواء في مصر أو السودان، وشدد على أن كل هذه القضايا ستصب في إطارها الاستراتيجي. وعن منطقة حلايب، قال «علاقتنا ستتجاوز الحدود وسننظر لكل أمر في حجمه في إطار العلاقة الكلية. التكامل بين البلدين لم يعد نظريا. لقد بدأ بالفعل بعد زيارة رئيس الوزراء المصري إلى الخرطوم، والأهم في ذلك أن التكامل الشعبي قد سبق»، وأوضح أن «وصول الاستثمارات المصرية الفردية الصغيرة إلى السودان إشارة واضحة بأننا على الطريق». واعتبر أن الرافضين للحوار الوطني في البلدين هم قوى غير ديمقراطية، وتستخدم الفيتو على اختيار الشعبين، مؤكدا أن هذه القوى لا تتحدث باسم الشعب، وأنها فقط تنطلق من الإعلام. كان حزب «الحرية والعدالة» والمؤتمر الوطني بالخرطوم قد وقعا مذكرة تفاهم بينهما لمدة 5 سنوات اتفقا خلالها على التعاون بين الحزبين وتبادل الخبرات، والتنسيق في القضايا الثنائية، وتعزيز العمل الاقتصادي، واستراتيجية للعلاقة بين البلدين، وتكوين لجنة للمتابعة. في الوقت نفسه، التقى الرئيس السوداني عمر البشير، الدكتور سعد الكتاتني، وأكد خلال اللقاء حرص السودان على دعم وتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية مع مصر ، مشيرا إلي الروابط التاريخية التي تربط بين الشعبين الشقيقين. وقال «الكتاتني» إن «البشير» أكد أن الحدود المشتركة بين البلدين ستكون حدودًا لتبادل المنافع والمصالح، مبينًا أن مجالات الأعمال في السودان مفتوحة أمام رجال الأعمال المصريين، مضيفًا أن المشروعات التنموية التي تم الاتفاق عليها بين البلدين والتي على رأسها الطريق البري بين السودان ومصر ستجد طريقها للتنفيذ وفق المواقيت الزمنية المحددة. ورافق «الكتاتني» في زيارته للخرطوم كل من وليد الحداد، نائب أمين العلاقات الخارجية بالحزب ودينا زكريا الناطق الرسمي للحزب، وفاطمة الزمر أمينة المرأة.
