لا يمر إسبوع إلا وتطالعك الصحف بهجوم من السيد الصادق المهدي على أحزاب المعارضة . فمرة يصفها بالضعف والخور وتارة بأنها صندل وطرور أو أن بعضها شمولي والآخر يركز على مفاهيم القومية، وهو إطلاق لا يستقيم عقلاً أو منطقاً مع حقائق الواقع. اذ لا يمكن وصف أحزاب المعارضة بهذا الوصف المُخِّل وغير العلمي. هنالك تباين واختلاف في رؤى كل منها انطلاقاً من موقفه الطبقي والسياسي ورؤيته لكيفية حل أزمة البلاد ومن حق كل حزب أن يعبر عن رأيه بالطريقة التي يراها الأمثل في نظره. وفي مثل هذا التحالف غير الاستراتيجي الذي يجمع هذه القوى بكل تباين برامجها، يصبح الاختلاف أمراً وارداً. غير أننا نختلف مع السيد الصادق في كيفية معالجة هذه الاختلافات. من هذا المنطلق نؤكد نحن في الحزب الشيوعي أن من حق السيد الصادق وغيره أن يكون له رأيه في هيكلة التجمع أو إعادة النظر في اسمه أو غيرها من القضايا التي لا تمس جوهر برنامج الحد الأدنى الذي تم التوافق عليه من قوى الإجماع الوطني والذي أساسه إسقاط هذا النظام بالوسائل المجربة أو التي تتمخض عنها عبقرية شعب السودان وليس من بينها الانقلابات العسكرية أو العمل المسلح. بل عبر الشارع بواسطة الجماهير المنظمة والمصممة بعد قناعة وتجارب مريرة على إسقاطه. أكثر من ذلك فقد تم التوافق على ما يعقب إسقاط النظام في وثيقة (البديل الديقراطي) عن الحكومة القومية والفترة الانتقالية المحددة والدستور الديمقراطي وإجراء انتخابات نزيهة وديمقراطية قولاً وفعلاً بعد إنتهاء الفترة الانتقالية. فعلى ماذا يراهن السيد الصادق بمثل هذه التصريحات ولمصلحة من يطلقها ويعيد تكرارها لدرجة الملل. إنها لا تخدم سوى النظام القائم بتشكيكها في مقدرة المعارضة وضعفها سياسياً وتنظيمياً . ماذا يستفيد السيد الصادق من كل ذلك. هذا السؤال يطرح نفسه بإلحاح؟ لم يدع أحد أن المعارضة قوية أو أنها كرست كل حزب على حدة – جهدها لتعبئة الجماهير وتنظيمها . ولكن أما كان الأسلم والأنفع والأجدى أن يناقش السيد الصادق المهدي كل هذه القضايا داخل قوى الإجماع الوطني لإصلاح ما يمكن إصلاحه دون التصريحات المُخِّلة، إن كان حزب الأمة متمسكاً بعضويته في التحالف كما صرح نائب رئيسه السيد برمة ناصر في صحيفة الجريدة 19 مارس 2013م.