لم يكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في زيارته الأولى إلى إسرائيل، سوى شخص يثير بعض الأحاديث والنكت والمشورات غير المرغوب فيها لعدم أهميتها. ومن بين هذه الأمور غير المهمة التي أثارها أوباما حديثه عن الأشرطة على مدرج مطار بن غوريون في تل أبيب، وحديثه عن أسرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعن كونه من الحزب اليساري، وثرثرته حول الطقس والزراعة وصحة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وبعض مشكلات الكونغرس والكنيست، وذلك وفق ما ذكره كاتب الرأي الأمريكي، دانا ميلبانك، في صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأول. لم يكتف أوباما بالثرثرة التافهة في المطار بل حتى خلال زيارته لقبر إسحاق رابين يوم الجمعة، وقد نقل صحفيو البيت الأبيض عنه الآتي: «رتَّب بيبي (بنيامين نتنياهو) ليوم جميل، وقدم لي شمعون بعض النبيذ، كان لرابين صوت جميل، وأنا أستطيع الغناء». لم يطرح أوباما أي محادثات مهمة فهو لم يقدم أي جديد بشأن المحادثات مع الفلسطينيين أو بشأن ردع برنامج إيران النووي أو الأسلحة الكيميائية السورية. ومع ذلك، فإن الإسرائيليين كانوا سعداء بهذه الزيارة فهم كانوا قلقين دائماً بشأن اهتمام أوباما بدولتهم العبرية، فقد كان أحد العناوين المنشورة في صحيفة «جيروزاليم بوست»: «لقد التقيناه في شالوم». لم يهتم أوباما أيضاً بموضوع إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد بل اكتفى بالقول: «نحن في الواقع نعمل على هذا الموضوع». عندما تسلم أوباما السلطة في عام 2009 شجع الاعتقاد العالمي السائد بأنه قادرعلى إحلال السلام في العالم والازدهار بالاقتصاد الأمريكي، وما زال أوباما على رأس السلطة وفي انتظار إنجازاته. الآن و بعد أربع سنوات، قلل أوباما من طموحه ولا يعتقد المسؤولون في البيت الأبيض أن زيارته كانت لأي شيء مهم بل إنهم يحبطون كل اعتقاد يفرض أهمية الزيارة. وعندما سأل الصحفيون السفير الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة، مايكل أورين، عن المراحل الأولى من الرحلة، أجاب: «هذا رائع، لم نتحدث حتى الآن عن الأمور الهامة». وأشادت الصحافة الأمريكية بالزيارة أيضاً، حيث كتب جيفري غولدبرغ أحد محرري صحيفة «ذا أتلانتك» أن الزيارة كانت مجرد تبادل الحديث والدردشات، وكتب فيما بعد أن خطاب أوباما حول الوضع الإسرائيلي كان «رائعاً». بدأ أوباما رئاسته على أمل أن يكون وسيطاً نزيهاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن ذهبت مطالب أوباما وقُمِعَت طموحاته النبيلة واختفت التوقعات العظيمة بين جمهوره والرأي العام الأمريكي في أن يحقق أية تطورات في السلام العالمي، وكانت زيارته الأخيرة اعترافاً ضمنياً بالفشل.