تبيان صديق طبعا بكل وقاحة ودناءة متناهية يتأفف منها حتى رضيع ( الحمار ) سيبقي وزير الدفاع علي رأس الوزارة رغم انف قيادات الجيش ورغم الحراك الشعبي ضده ورغم سقوط المدن الكبيرة واحدة تلو الأخرى بأيدي قوات الجبهة الثورية المتحدة ، سيبقي سيادته فقط من اجل ان يبقي ، اما لماذا ؟ فهو نفسه تتقاذفه امواج الشك وتقتله رماح الحيرة في المغذي من بقاءه علي سدة الوزارة طوال هذه المدة التي قلما يمكن وصفها بأنها الفترة التاريخية الوحيدة التي شهدت انكسار راية الجيش السوداني بصورة مخزية حتى جعلت جميع الجيوب المناوئة له تصفه بأنه مجرد جيش من الحرائر ، فالقوات المسلحة السودانية كانت فيما مضي من التاريخ القريب قوة عسكرية ضاربة ملء السمع والبصر وكان وزنها ذهب ، تشهد علي مواقفها البطولية الفذة حروب الاستنزاف بين العرب واليهود علي جبهة السويس فقد كان الجندي السوداني مضرب المثل في الشجاعة والتضحية والأقدام ، وكانت كل قيادات الجيوش العربية تعول عليه تماما في العمليات الهجومية الناجحة ضد عصابات العدو الصهيوني الناشطة ضد العرب في تلك الحقبة من اواسط السبعينات من القرن الماضي ، فكان النموذج والمثال الرائع لحقيقة الشخصية السودانية المتألقة بعزة النفس والسامية بكبرياء الروح فكان جيش اقل ما يوصف بأنه جيش ( رسالي ) يقاتل بعقيدة عسكرية مبنية علي الثقافة ألاجتماعية الناهضة علي مبدأ ( الموت في الركاب سنه ) فمن العيب ومن عظائم الأمور تقاعس او هروب الجندي السوداني من ميدان المعركة فهذه في حد ذاتها جناية أخلاقية دونها ألانتحار ، وكيف يهرب حتى ينتحر ؟ وهو الذي ( يحب الدار .. ويموت عشان حقوق الجار ... ويخوض النار عشان فد دمعة .. وكيف الحال كان شافوها سايلة دموع ) ، ذلك هو الجيش السوداني قبل ان تؤل ملكيته الي بلاط السيد وزير الدفاع ويتحول بقدرة قادر من جيش ( احرش ) مكاتبه في ميدان المعارك الي قوة ناعمة يتنفس منسوبيها عبق الرطوبة الممزوجة بنكهة مكيفات ( الأسبلت ) داخل فنادق خمسة نجوم يصر وزير الدفاع علي تسميتها بالقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ؟ فهذا الرجل قائد استثنائي ، ومفكر عسكري عظيم وطيار لا يشق له غبار وسياسي ضليع ومهندس مدني مبدع كما وانه رجل أعمال ناجح وفنان وشاعر ولاعب كرة وطبيب ويمتاز بموهبة الرسم ويفهم في عروض الأزياء ومخرج سينمائي متمكن ، باختصار شديد يظن هذا الرجل انه اذا لم يولد لتسأل الجيش السوداني لماذا ؟ . فهو ( تميمة ) الحظ بالنسبة للمعارضة أينما ولي وجهته تسبب في الدمار والخراب الكبير ، فعندما امتشق كالهر يحاكي انتفاخة الاسد واتته وزارة الداخلية منقادة سرعان ما تجلت مقدراته القيادية فظهر فساده وتراقصت علي انغام الصدمة من ذلك كل عمارات ومباني ( الشرطة ) حتى اغمي علي احدهم فانهارت مثل مبني ( الجالوص ) وراحت مبكيا علي شبابها الغض ، فالمسكينة لم تستطيع التعايش مع حقيقة ( حاميها حراميها ) ، مثلما لم يستطيع الجيش السوداني ان يتعايش ويتعود علي حقيقة هذا ( المسخ ) يمكن ان يكون وزيرا للدفاع ؟