(دنيا الوطن) بالرغم من نفي الداعية السعودي محمد العريفي فتوى ‘جهاد النكاح' التي دعت الفتيات المسلمات إلى التطوع لإشباع الحاجات الجنسية لرجال يقاتلون القوات النظامية في سورية تحت مسمى الجهاد، إلا أنها لاقت رواجاً كبيراً في أوساط بعض الذين يتبعون الإفتاء الجهادي واسفرت عن وقائع مؤسفة. فقد آثارت هذه الظاهرة بلبلة بالشارع العربي عامة ولقيت صدى كبيرا في تونس حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن عددا من الفتيات التونسيات سافرن إلى سوريا عن طريق شبكات تروّج لجهاد النكاح في تونس وتقوم بابتزاز الشباب، ومن بينها شبكات غايتها الربح المادي وشبكات أخرى سلفية ترى أن الجهاد في سورية واجب حسب اعتقادها. كما أبلغت عائلات تونسية عن اختفاء بناتها المراهقات وسط ترجيحات بسفرهن إلى سورية من أجل ‘جهاد النكاح' ما دفع النيابة العامة بتونس بفتح باب التحقيقات في هذه الواقعة. وفي أول اعتراف لمسؤول رسمي بهذه الظاهرة، قال مفتى الديار التونسية، عثمان بطيخ الشهر الماضي إن فتيات تونسيات سافرن إلى سورية للمشاركة في ‘جهاد النكاح' مع إسلاميين يقاتلون قوات الرئيس السوري، بشار الأسد. وفي 21 آذار (مارس) الماضي قال ‘جهادي' تونسي عائد من سوريا يدعى ابو زيد التونسي في مقابلة مع تلفزيون ‘التونسية' الخاص ان حوالى 3500 تونسي يقاتلون ضد القوات النظامية في سورية وان 13 فتاة تونسية تحولن الى هذا البلد بهدف ‘جهاد النكاح'. وتداولت عدة مصادر إعلامية قصة المجاهد الذي سعى لإرسال شقيقته إلى ميدان جهاد النكاح في سورية وعن شاب تونسي يدعى ابو حمزة طلّق زوجته لكي يمكّنها من شرف الالتحاق بتقديم الخدمات لزملائه بعد أن سافر برفقة زوجته للقتال في سورية. وتناولت وسائل الإعلام قصة الصبية التونسية رحمة العطية التي وصلت حكايتها للإعلام بعد عودتها عن قرارها بالسفر إلى سورية حيث ظهرت رحمة على شاشة ‘الميادين' الفضائية بين والديها اللذان بدا عليهما الذهول رغم استجابة ابنتهما لندائهما والعودة عن قرارها. وتشير آخر التقارير الى ارتفاع عدد الفتيات التونسيات المنخرطات في جهاد المناكحة بسوريا الى 20 فتاة تونسية. ووصفت سلمى اللومي – القيادية في حزب ‘حركة نداء تونس′ المعارض، توريط فتيات تونسيات في ما يُسمى ب'جهاد النكاح' في سورية ب'العار على تونس′، وقالت ‘للأسف الشديد، يجري استقطاب تونسيات صغيرات وارسالهن الى سورية للجهاد بالنكاح من خلال الزواج لبضع ساعات مع الجهاديين هناك'. وتنص الفتوى غير المعترف بها على إجازة أن يقوم المقاتلون ضد النظام السوري من غير المتزوجين أو من المتزوجين الذين لا يمكنهم ملاقاة زوجاتهم بإبرام عقود نكاح شرعية مع بنات أو مطلقات لمدة قصيرة لا تتجاوز الساعة أحيانا يتم بعدها الطلاق وذلك لإعطاء الفرصة الى مقاتل آخر بالمناكحة. وكان العريفي قد نفى الفتوى التي نسبت إليه عبر حسابه على تويتر وأكد في احدى خطبه الدينية ان ما نسب اليه ‘كلام باطل لا يقوله عاقل'. وقال العريفي في تغريدة له على تويتر: ‘زعموا أني أفتيت فتيات سورية أن تتزوج المجاهدين 4 ساعات لكل واحد!! يعني فاحشة وزنا!!' مضيفا أن توضيح ذلك في رابط المقابلة التلفزيونية التي نشرها على حسابه. وقال العريفي في مداخلته التلفزيونية إن الفتوى التي نشرت حول جهاد المناكحة، يعني ‘أن تمر الفتاة على عدد من المجاهدين ويواقعونها كما يواقع الرجل امرأته، وهذا نوع من الفاحشة،' مضيفا أن صورة التغريدة المنسوبة إليه مفبركة ببرنامج فوتوشوب بدليل احتوائها على 180 حرفا، أي بما يتجاوز ما تسمح به تغريدات تويتر.