واصل الجنيه السوداني اليوم هبوطه قبل أيام من انتهاء مهلة حددتها الخرطوم لوقف نقل نفط جنوبجوبا عبر أنابيب السودان إذا لم يوقف جنوب السودان دعمه لمتمردين ضد سلطات الخرطوم، وهو ما تنفيه جوبا، فقد بيع الدولار بنحو 7.35 جنيهات سودانية في السوق السوداء بحسب إفادات تجار عملات. وقد فقدت العملة السودانية قرابة 46% من قيمتها في السوق السوداء منذ سبتمبر/أيلول 2011، وذلك عقب انفصال دولة الجنوب عن السودان لتأخذ معها الجزء الأكبر من الإنتاج النفطي للخرطوم قبل الانفصال، ويرى أحد تجار السوق السوداء أن سبب هبوط الجنيه هو قرار غلق أنابيب النفط، فيما أشار آخر إلى أن الأمر يتعلق بشح في كمية الدولارات المتداولة في السوق. ويستعمل السودان عدة أسعار رسمية للصرف، أبرزها سعر تعتمده الحكومة في تعاملاتها، وقد ناهز الأخير اليوم ما بين 4.3980 و4.4200 جنيهات للدولار بحسب وكالة السودان للأنباء (سونا). من جانب آخر، حذر جنوب السودان جاره الشمالي السودان من أن توقف تدفقات النفط عبر خطوط الأنابيب بين الدولتين يمكن أن يتسبب في تلف تلك الخطوط إذا لم يتم استئناف الإنتاج في غضون أشهر قليلة، وأشارت جوبا الأسبوع الماضي إلى أنها بدأت وقف الإنتاج بعد تهديد السودان بإغلاق خطي الأنابيب عبر الحدود، ويحتاج الجنوب لتصدير الخام عبر ميناء للسودان على البحر الأحمر لعدم وجود منشآت تصدير في الجنوب. غلق الآبار وقال وزير النفط في جنوب السودان ستيفن ديو داو اليوم إن بلاده ستبدأ بعد غد الخميس في وقف الإنتاج من سلسلة آبار نفطية بولاية الوحدة، مع قيامها بإغلاق جميع الآبار بسبب النزاع مع السودان. وتابع داو أن المهندسين بدؤوا الآن في إغلاق آبار في حقل بالوغ الرئيس فقط في المنطقتين الثالثة والسابعة، ولم يذكر أرقاماً حول الإنتاج واكتفى بالقول إنه كان أقل من 180 ألف برميل يوميا عند آخر حساب له يوم الجمعة. وكانت جوبا قد أوقفت ضخها لنفطها عبر أنابيب السودان العام الماضي عقب نزاع حول رسوم عبور وتصدير النفط، قبل أن يوقع الطرفان في مارس/آذار الماضي اتفاقا سمح بمعاودة ضخ النفط، وذلك ضمن حزمة اتفاقيات اقتصادية وأمنية بين الجانبين لحل خلافاتهما العالقة. وفي الشهر الماضي أمهل السودان شركات النفط ستين يوما لوقف نقل النفط من جنوب السودان، بعدما اتهم الرئيس السوداني عمر البشير جوبا بدعم المتمردين عبر الحدود.