بات المواطن يعاني فقد تضافرت كل معطيات المعاناة طبيعة قست عليه هدمت المأوى واحاطت به المياه الاسنة مهددة بمعظم الاوبئة في وقت فشلت فيه السلطات الحكومية المركزية والولائية عن فعل اي شيء ينفع الناس ولم يتجاوز منسوبو تلك الاجهزة التصريحات عبر الوسائط الاعلامية والفضائيات وحتى الاذرع الفنية على مستوى الولاية والمحلية عجزت حتى عن فتح مسارات للمياه التي لا زالت تحاصر المواطنين بعد ما يقارب الاسبوعين على الكارثة وتبدو الصورة اكثر وضوحا في منطقة شرق النيل خاصة في حي النصر مربع «26». الواقع المأساوي لم يقف عند كشف صور رائعة من اسباب التكاتف والتكافل والتعاضد التي مثلتها بعض المجموعات الشبابية مثل مجموعة نفير وجماعة تواصل وغيرهما فقد كان هناك اخرون يمثلون الصورة القبيحة وهم المستثمرون في الازمات ويجسد هذه المجموعات بعض اصحاب المغالق والمخابز والبقالات من عديمي الضمير الذين عمدوا مباشرة الي زيادة اسعار السلع . «حسبي الله ونعم الوكيل» هكذا ابتدرت وصال ميرغني من منطقة الجريف شرق حديثها ماضية الى القول بان ضعاف النفوس من التجار استغلوا حاجة السكان حيث قاموا برفع اسعار السلع الى اكثر من الضعف خاصة المواد الغذائية بعد ان عزلت الامطار المواطنين واغلقت معظم الشوارع اذ شهدت الاحياء المتأثرة في الايام الاولى ازمة خبز حادة ووصل سعر قطعة الخبز جنيها بالتمام والكمال ووصل سعر الشمعة الصغيرة «6» جنيهات صمتت وصال فترة وعادت لتحتسب امرهم عند الله وهي تضرب كفا على كف. «عليك الله يا بتى خلينا ساكتين، وما تقلبي علينا المواجع» بهذه الكلمات المليئة «بالحرقة» بدأت الحاجة سكينة حديثها لتزيد من حدة العتاب والوجعة في عبارتها وهي تقول بان ما رأوه يثير العجب فالبعض يشحد باسم المغلوبين ويقذف بالتبرعات في جيبه وللتمويه وزعوا كم مشمعا وكم بطانية مع جيوش من الكاميرات والمصورين والمواطن يجتر مأساته بين المياه والجدران الايلة للسقوط. وتمضي حاجة سكينة بان اصحاب البقالات استغلوا الموقف بزيادة الاسعار اذ بلغ سعر البيضة المسلوقة جنيهين وبلغ سعر رغيف الخبز جنيها، وربع العدس سبعة جنيهات وهنا باغتت محدثتي دمعة سريعا ما مسحتها بطرف ثوبها وهى تقول «احنا ما ناس معونات واغاثة بس كمان احكموا لينا التجار ديل ووفروا لينا الاسمنت والطوب بي قروشنا بنشتريهوا». وبمنطقة شرق النيل قال الحاج عبدالقيوم انهم في اليوم الثاني اشتروا رغيفة الخبز بجنيه، منتقدا تجار حلة كوكو الذين قاموا بتأجير البكاسي ليطوفوا بالخبز داخل الاحياء وباعوا قطعة الخبز الواحدة بجنيه قبل ان يعودوا لاحقا لبيع الثلاث قطع بجنيه. صمت عبدالقيوم برهة وهو يطلق زفرات الغضب ليقول ان بعض الاسر فقدت نفرا عزيزا عليهم اضافة الى كل ممتلكاتها وكان على اصحاب المخابز والتجار الوقوف في صف المواطنين وتعضيد موقفهم بدلا عن استغلال الوضع لتحقيق ربح لا يغني ولا يسمن من جوع، واوضح فضل السيد ان الحال التى عاشها وتعيشها معظم الاسر مع السيول استثمرها مرضي النفوس بمضاعفة الاسعارحيث ابلغ سعر اسطوانة الغاز «50» جنيها، و300 جنيه لجوال السكر، وجوال الدقيق 130 جنيها ، وبلغ سعر رطل الزيت «9» جنيهات، وبلغ سعر طبق البيض «35» جنيها بالاضافة الى ارتفاع اسعار المشمعات التى تراوحت ما بين «60 الى 100» جنية للمتر. ويرى فوزي احمد ان القضية ليست قلة توافر السلع أو صعوبة تأمينها وإنما في جشع وطمع بعض التجار اذ اقدم عدد من الباعة على استغلال حاجات الناس، ما احدث ما يمكن وصفه ب"تسونامي" أسعار عصف بأسعار كل المواد، كما عصفت السيول بالمباني. اصحاب المركبات العامة وسيارات الاجرة لم يخرجوا من المولد بلا حمص وآثروا ايضا الاستثمار في الكارثة التى ضربت البلاد برفع التعريفة الى الضعف بالمناطق المتأثرة اذ بلغت تعريفة المواصلات من العيلفون شرق الى موقف شروني 10 جنيهات والكلاكلات «3» جنيهات للحافلة و«5» جنيهات للهايس وعن هذا الامر قال محمد خوجلى «سائق تاكسي» ان الارتفاع نتيجة طبيعية لهطول الأمطار وأن سبب زيادة قيمة المواصلات يعود إلى خوف السائقين من الأمطار والمشكلات التي قد تواجههم بسبب سوء التصريف وسوء الشوارع، وتوقف حركة السير، وعدم استطاعته العودة للمكان نفسه، بالإضافة إلى ندرة وجود سيارات الأجرة خلال أوقات المطر. من جانبه اشارالطيب عثمان خالد صاحب مخبز الى ان السيول التي ضربت الولاية الحقت اضراراً بالغة بالمخابز الامر الذي اجبرهم على التوقف لاكثر من خمسة ايام ثم استأنفوا العمل في رواكيب . وقال الطيب ان ارتفاع اسعار الدقيق يرجع الى صعوبة ترحيله لوعورة الطرق، علاوة على زيادة اسعار النقل عبر المركبات التى يؤجرونها لجلب الدقيق ما دفعهم الى زيادة اسعار الخبز .