تتراوح أعمارهم ما بين 17-28 سنة العصابة الحاكمة ترسل أبناء دارفور يكونوا طعاماً للحيتان وأسماك القرش..!!. الفيزة لأندونيسيا ب 60 دولار وتباع لهم بمليون ونصف المليون جنيه.. من لم يمت في الحرب أركبوه (الإندونيسية)..!! خالد ابواحمد قرأنا قبل أيام قليلة في الصحف العربية والعالمية وفي مواقع التواصل الاجتماعي أن "اربعة عشر من بين 23 مهاجراً من السودان لا يزالون تحت أعداد المفقودين بعد انقلاب قارب سريع في نهر (توراسي) في منطقة موروكي في إقليم بابوا الإندونيسي"، وجاء في متن الخبر أن الكابتن قورو أدلى بتصريح يوم الثلاثاء 20 أغسطس 2013م من القاعدة البحرية الرئيسية في مروكي قال فيه "أن تسعة من ركاب القارب نجوا من الغرق بينما لا يزال هناك 14 من المفقودين"، وأضاف "أنه يعتقد ان المهاجرين كانوا يحاولون الحصول على اللجوء السياسي، وقد حضروا إلى نقطة المراقبة في منطقة تورسي للإبلاغ عن الحادث" كانت تلك إفادات لوكالة الأنباء الإندونيسية الرسمية الناطقة باللغة الإنجليزية انتارا بالهاتف يوم الثلاثاء 20 أغسطس 2013م. وأشار إلى أنهم فور "سماع النبأ قام جنود البحرية في نقطة التفتيش جنبا إلى جنب مع السكان المحليين بالبحث عن المفقودين، وقال أن مصيرهم لا يزال مجهولاً، مؤكداً في الوقت نفسه أنه سوف يتم تسليم المهاجرين السودانيين التسعة إلى مكتب الهجرة المحلي" موضحا أنه تم أرسال سفينة يوم 18 أغسطس وأخرى يوم الأثنين 19 أغسطس الجاري لحمل المهاجرين السودانيين التسعة والبحث عن المفقودين". بالطبع الجهات الإندنويسية قامت بواجبها ومن ثم نشرت المعلومات العامة عن الضحايا سواء كان منهم من توفى أو من نجا منهم أو من فُقد، ولجميعهم نسأل الله تعالى أن يتقبلهم بقبول حسن وأن يسكنهم فسيح جناته مع الصديقيين والشهداء وأن يشفى الجرحى وأن يتم نعمته بالحصول على البقية أحياء يرزقون وفي البال أهلهم وأسرهم الذين ينتظرون حاصل غربتهم وشقاوتهم، السلطات الإندونيسية قالت انهم سودانيون لكنها لم تعرف بأنهم من اقليم سوداني واحد وهو (دارفور) تعرض للإبادة الجماعية وارتكبت فيه اسوأ المجازر وجرائم الحرب..!!. الاتصال الهاتفي اعتدت استقبال الاتصالات الهاتفية في أي وقت من الأوقات من السودان ومن المهاجر البعيدة التي تضم أخوة لنا أعزاء من جميع التخصصات المهنية، وأمس تلقيت اتصالاً من أخ عزيز وقد عُرف بوطنيته الحقة واضعاً الوطن العزيز في حدقات عيونه وفي سويداء قلبه، حاملا همه في كل مكان وفي كل زمان، كعادتي اسعد بالاتصالات والتواصل مع أبناء الوطن، لكن الاتصال حمل معه أخباراً مؤلمة وتفجع القلب حول خلفيات حادثة موت المهاجرين السودانيين في اندونيسيا وهم في طريقهم لأستراليا. ومن خلال المكالمة تبين ليّ أن هذه الحادثة لم تكن الأولى وسبق لبعض الأخوة السودانيين في اندونيسيا قد أبلغوا السفارة السودانية بخطورة مجئ السودانيين من الخرطوم جوا ليلقوا حتفهم بهذه الطريقة، لكن السفارة كانت تقول أنها أبلغت الجهات المعنية في السودان بهذا الأمر، وقال محدثي بأن عملية المجئ لهذا البلد من أجل العبور لأرض الأحلام (أستراليا) بدأت من قبل 4 سنوات، وأن كل القادمين إليها هم من أبناء (دارفور) وتتراوح أعمارهم ما بين 17-28 سنة، وأن قيمة الفيزا 60 دولار أمريكي فقط وتباع للضحايا في الخرطوم ب مليون ونصف المليون جنيه سوداني..!!. ومن هذه المعلومات يمكنني أن أقرأ ما بين ثناياها الإجابة على الأسئلة التي فرضت نفسها بقوة المنطق، لماذا كل القادمين إلى إندونيسيا بهدف الهجرة لأستراليا من أبناء دارفور؟؟، ولماذا في هذا السن (شن الشباب)، والمتمعن في المشهد الدارفوري يمكنه أن يستخلص الحقيقة المُرة التي تقول أن جهة رسمية في السودان هي التي تقوم بهذا الأمر أولاً لأن نسبة الفشل في الوصول للهدف عالية جدا جداً، ثانياً أعمار الضحايا تؤكد أنهم شباب ما يعني أن هناك هدفاً استراتيجياً يمكن نقرأه من زوايا مختلفة أهمها تفريغ المركز من أبناء دارفور ومن لم يُعتقل، أو يُقتل يركب (الإندونيسية) بحر ماله..!، وذلك حتى لا يفكر الشباب الدارفوري بالانخراط في الحركات المسلحة لذا يتم تشجيعهم على الهجرة وضمان (المستقبل) وأن العصابة الحاكمة تعرف جيدا بأن المواطن الدارفوري طموح ويسعى دوماً للتميز ولتحقيق الذات بالنجاح والوصول للمراتب العالية..!!. برغم معرفتي بخساسة العصابة الحاكمة في السودان إلا أنه لم يكن في مخيلتي أن تبلغ هذه الخساسة هذه الدرجة من الإنحطاط الذي تمارسه الآن وقد تخصصت في القتل وإراقة الدماء، نعم لم تجد فرصة في معارضيها إلا وانتهزتها بتصفيتهم وإزالتهم من الوجود، والعصابة قد تفننت في كراهية أهل دارفور نساءً ورجالاً تقتلهم على الهوية والسحنة أي من أشكالهم وملامحهم، ونقرأ كل يوم في مواقع الأخبار تنكيلها بطلبة وطالبات دارفور في الجامعات والمعاهد العليا، وتكتظ السجون والمعتقلات الأمنية والعسكرية بهم وعلى رأسهم الأخ يوسف محمد صالح لبس الذي مكث فيه سجنه أكثر من 12 عاماً، ومع ذلك يتواصل القصف الجوي على قرى دارفور، وبذات الطريقة تقتل العصابة أبناء جبال النوبة، ولكن أن تجعلهم وجبة دسمة للحيتان واسماك القرش في أصقاع المحيطات البعيدة هذا ما لم أتصوره أبداً.!!..عبقرية في التخلص من أبناء الوطن الشرفاء..!!. 26 أغسطس 2013م.