كشف الموقع البحثي التونسي «تونسي سكريه» في مقال مطوّل له أن حركة أنصار الشريعة التي تم تصنيفها مؤخرًا في تونس على أنها حركة إرهابية تنتمي في الأصل لحركة النهضة الحاكمة في الوقت الحالي، موضحًا أن زعيم حركة النهضة راشد غنوشي هو المؤسس الحقيقي لهذه المنظمة الإرهابية، مشيرًا إلى أن «أنصار الشريعة» ظهرت بعد ثورة الياسمين بشهرين فقط. وتابع أن رئيس حركة النهضة قد أنشأ هذه المنظمة الإرهابية قبل قدومه إلى تونس بشهر تقريباً أي أثناء إقامته في لندن وبمساعدة الأموال القطرية، لافتًا إلى أن الغنوشي استطاع تشكيل هذه المنظمة الإرهابية بمساعدة القادة السلفيين الذين كان ينتمي إليهم خلال فترة شبابه، وفي جانفي 2011 شكل «أنصار الشريعة» لاستخدامها إذا اقتضى الأمر. من جانب آخر، كشف الموقع التونسي أن الغنوشي اعتمد على المساعدات المالية القطرية في تشكيل هذه الحركة بل وفي إطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين في السجون التونسية، مشيرًا إلى أن الغنوشي لعب دورًا كبيرًا في إطلاق سراح الإسلاميين الذين كانوا مسجونين مدى الحياة بسبب ارتكابهم أعمال إرهابية، لافتاً إلى أن الغنوشي ضغط على الرئيس التونسي منصف المرزوقي من أجل إصدار عفو عام عن بعض المعتقلين. وأوضح «تونسي سكريه» أن الغنوشي كان على علاقة برئيس أنصار الشريعة «أبو عياض»، كما أنه نجح في تعيين بعض هؤلاء الإسلاميين داخل وزارة الداخلية ووزارة العدل، ونقل الموقع عن تقارير استخباراتيه أظهرتها سفارات أجنبية في الجزائر، أن الأزمة السياسية التي اندلعت في تونس عقب اغتيال المناضل اليساري التونسي «شكري بلعيد» كانت نتيجة تعاون قطر مع قائد حركة النهضة، وكذلك رئيس حركة أنصار الشريعة، وهذا ما دفع برئيس الحكومة السابق التابع لحركة النهضة حمدي الجبالي إلى عدم الخضوع للغنوشي وتقديم استقالته. كما ذكرت التقارير الاستخباراتيه أن الغنوشي ظل على اتصال مستمر مع رئيس حركة «أنصار الشريعة» أبو عياض بعد اغتيال بلعيد رغم الخلاف بينهما، حيث استطاعت قطر أن ترتب اجتماعا بينهما خلال مارس 2013.