بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    بعد حضور والده من المملكة.. جثمان التيك توكر السوداني جوان الخطيب يوارى الثرى بمقابر أكتوبر بالقاهرة ونجوم السوشيال ميديا يناشدون الجميع بحضور مراسم الدفن لمساندة والده    شاهد بالفيديو.. الفنانة رؤى محمد نعيم تعلن فسخ خطوبتها من شيخ الطريقة (ما عندي خطيب ولا مرتبطة بي أي زول)    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    تنويه هام من السفارة السودانية في القاهرة اليوم للمقيمين بمصر    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالوثائق الدامغة..قبلنا التحدي ياريس ، هاك إثبات لصوصية نظامك الفاسد : 35 مليون دولارلتمويل قوش !..
نشر في سودانيات يوم 27 - 09 - 2013

بالوثائق الدامغة - الفلاش اليوم وسنكمل الصورة الاثنين القادم بمشيئة الله
عبدالرحمن الأمين
aamin@journalist .com
سمع شعبنا يوم الأحد الماضي ماغدا اليوم عرضحالاً للثورة مهّرته دماء شهدائنا اليُفّع طيلة الايام السابقة إنفاذاً للارادة الوطنية . نعم حان الوقت لإقتلاع هذا المسخ السياسي مهما قاومت جذوره العصيّة . حديث البشير لم يكن سوي وصفاً دقيقا لخارطة الهاوية التي ساق اليها البلاد ، وطمرها فيها . فقد وصف الكارثة المُطبِقة علي الوطن بحيثيات شاخصة إلا أنه ، كحال الديكتاتوريين ، لم ينطق بكلمة إدانة واحدة ضد نفسه أوحكمه ، حتي ولو من باب تطييب الخواطر . فهو برغم الفشل الماثل ، لم يفشل ، وبرغم السوء اللازب ترفّع عن المؤاخذة والمساءلة !
ساعتا المؤتمر الصحفي تُذكر بأغنيات أم كثلوم في الاستغراق الزمني ، قطعاً ناقصاً المتعة ، أما المحاضرات الطويلة المُمَهِدة لأسئلة صحافيي الأنقاذ فكانت أحد المنتجات الجديدة لمايسمونه كذباً بصحافة الرأي ، وهي خاوية من الأمرين ، فهم يبيعون الناس محفوظات ورقية يشرف عليها أمباشية من الأمن .
دخل الأسد النتر حوش الفساد في الدقائق الاخيرة للمؤتمر الصحفي . ان تابعت الحديث بالفيديو المرفق http://www.youtube.com/watch?v=Zd3zK...layer_embedded
تجد ماأنا بصدده عندما يصل مؤشر الوقت في الفيديو الي ( 1ساعة :51 دقيقة : 18 الثانية وسينتهي الحديث عن الفساد عند 1ساعة :54 دقيقة : 40 الثانية ) .قال البشير نصاً ( طيب ياجماعة الناس بتتكلم عن منظومة الفساد قالو انحنا عندنا قانون عملناه انحنا ، قانون الثراء الحرام وعندنا نيابة المال العام . أي واحد عندو معلومة عن أي شئ بتقع تحت طائلة البندين ديل ، نيابة المال العام ولاّ الثراء الحرام ، عايزنو ياجماعة يتقدم يخلص نيتو و"نسأل"الله سبحانه وتعالي أنو يورينا أنحنا الخلل وين. ماحصل أنحنا جاتنا قضية حصل فيها خلل وجاتنا معلوماتها وقفنا منها )..ومضي ( نحنا لما تجينا حاجة فيها بينات، بس لكن ، ما ح نجيب لينا زول كده ونضبحوا كبش فداء! مابِنِصلّبَط في زول ساكت . لكن العندو قضية اليجيبها لينا، العندو معلومات اليجيبها لينا ، وانحنا بعد داك أسالونا إذا قصرنا في أنو نتخذ الاجراء اللازم)
أيها الناس ....هل تصدقون هذا الحديث ؟
قناعتنا أن شعبنا لم يعد بحاجة لمعرفة فساد وسوء وكذب هذه العصابة الحاكمة ، إلا أننا إهتبلنا فرصة رمي الأسد النتر لقفاز التحدي في وجهنا .
إلتقطنا قفازه ، قبلنا للتحدي !
أيها المشير ، تفضل هذه الحيثيات اليوم وسنعود اليك يوم الاثنين القادم بالمزيد .
نحدثكم بهذه الوثيقة عن المدعو صلاح قوش ، المعروف لديكم بإبداعاته المهنية ، والمعروف أكثر لدينا نحن الشعب السوداني كمجرم مطلوب للعدالة يوم أن تنتصب المساءلة بموازينها لا تعرف تطفيفاً...أو تخفيفاً .
هذه الوثيقة هي خطاب إعتماد سيادي Sovereign Letter of Credit صادر من بنك السودان لشركة يتعامل معها صلاح قوش في دبي بدولة الامارات العربية المتحدة . كما هو واضح في الوثيقة ، فإن مبلغ خطاب الاعتماد الذي فتحه بنك السودان المركزي بلغ 28,651,332 مليون يورو . الغرض كان لاستيراد باخرة من الوقود . في ذات يوم فتح خطاب الاعتماد ( وإحتفظنا بتلك التفاصيل حفاظا علي سرية مصدرنا ) كان اليورو الواحد يعادل في المصرف الأوروبي المركزي 1.2148 دولار مما يعني أن المبلغ ساوي يومها بالضبط 34,805.638 ( أربعة وثلاثون مليون دولار وثمانمائة وخمسة ألف وستمائة وثمانية وثلاثون دولار ..وأحد عشر سنتا !! )
الآن ننتقل للأسئلة :
شَكَوْت في مؤتمرك الأخير من كثير ، ولم توفر حتي خلصاء حزبك من جيوش الدستوريين فطعنت تلميحاً في تكلفتهم لخزينتك المُفلِسفة . لديك وزراء إتحاديين للمالية والتجارة والصناعة والبترول والخارجية والتخطيط والاستثمار ، وخلف كل رجل من هؤلاء بضعة وزراء دولة ومستشارين ووكلاء وزارات ورؤساء أقسام وعشرات السفراء بل والملحقين التجاريين. في دائرة كلٍ منهم نجد بنودا للصرف تشمل السيارات وإمتيازات الوقود والسكن والسفر والعلاج وحتي تعيين من يساعدونهم ..السؤال لك ، لماذا يحتاج مصرفك المركزي لدستوري سابق ليرتدي قبعة سمسار فيستورد لنا البترول وغيره من إحتياجاتنا فيحصد ملايين الدولارات في العمولات الضخمة ؟ إذا بلغ القعود وعدم القدرة بوزرائك حد العجز علي آداء المهام المنوطة بهم ، وللدرجة التي يتمكن فيها سمسار "فرد" ، كل متاعه من التجهيزات المكتبية المتحركة لا يتعدي لاب توب وهاتف جوال ، إذا تمكن مثل هذا السمسار تنفيذ ما عجز من تحقيقه نصف مجلس وزرائك فلماذا لا تصرفهم الي بيوتهم وتوفر المليارات بشطب بند مرتباتهم ؟ وإستطرادا ، يمكنك بداهة الاستفادة أكثر من بصّاصك السابق بتعيينه وزيرا متجولا بملكات جوكر ، فيصبح وزيرا لكل شئ ؟!
ونعود مجدداً للغوص في لب موضوعنا . أليس البنك المركزي ، في أي بلد محترم ، هو رمز مؤسساتي ذو إستقلالية مالية وإدارية كاملة حتي عن حكومته؟ أليس هو أعلي جهة رقابية علي المصارف ، وبالتالي فإن أخطأ فهو فوق المحاسبة ؟ أليس وظائفه تُعني بأمور أكبر وأهم كرسم السياسات النقدية للمحافظة على معدل تضخم مقبول ومستقر، المحافظة على إستقرار سعر صرف العملة ، المحافظة على هيكل أسعار فائدة يتوافق وحجم النشاط الاقتصادي ، المحافظة على مستوى أمثل من السيولة المحلية يتلاءم ومتطلبات النشاط الاقتصادي ، الاحتفاظ بإحتياطيات البلد من العملات الأجنبية والذهب والسندات ومختلف أنواع الإحتياطيات وإستثمارها ، إصدار العملة وضبط عرض النقود وحماية النقد من التزوير، تلبية حاجة السوق المحلي من العملات الأجنبية، مراقبة أسعار صرف العملات الرئيسية ومراقبة أعمال مؤسسات الصرافة ، المحافظة على سلامة الجهاز المصرفي في البلد بمراقبة البنوك والتحقق من سلامة مراكزها المالية ، المحافظة على نظام المدفوعات الوطني لكونه مقاصة داخلية للإلتزامات بين المؤسسات المختلفة .
لماذا يساهم بنك السودان المركزي ، وهو جهة سيادية رسمية ، بحماية عمولة (كومشن ) صلاح قوش بإضافة إسمه الي إسم الجهة الاماراتية التي فُتح لها الاعتماد ؟ أليست الجهة الإماراتية (هي ) التي ستقوم بتمويل صفقة شراء باخرة الوقود (البنزبن) أما قوش فدوره لايتعدي السمسار ؟ لماذا قبل بنك السودان ، وتحديدا بدرالدين محمود ، نائب محافظ البنك وشريك قوش في النهب ، بالعرض الأعلي لتعزيز خطاب الضمان السيادي ، كما سنشرح، حتي يحصل قوش علي قرابة 2 مليون دولار من سمسرته ويفيض علي بدرالدين محمود وعوض الجاز، الذي أرسي علي قوش عقد توريد بواخر النفط لمده عام كامل بدون أي إعلان للعطاء أو منافسة ، وبالتالي ، عرض سعري مختلف ؟ منذ متي كان للسماسرة كينونة ووجود في خطابات الاعتماد ؟ لاحظوا كيف تجرأ من فتح الاعتماد وأضاف أسم الفريق قوش جنبا الي جنب ، بل وفي ذات السطرمع من سيقوم بالعمل .....هل من أي تسمية لمثل هذه الفعائل إلا من الإقراربأنها من إفرازات تمدد النفوذ في جمهوريتك الفاسدة ؟
لماذا يقبل بنك السودان وقد فتح خطاب الاعتماد السيادي بإسمه بأن يتم تعزيزخطاب ضمانه بنسبة فلكية هي الأعلي في العالم أجمع ؟ كيف يرضون بأن ندفع ، نحن الشعب الجوعان والفقير ، رسوم تصل فائدتها 12% من قيمة المبلغ للحصول علي التمويل بمبلغ تصل نسبة المستقطع من القيمة الإجمالية بدلا عن النسبة المعتادة البالغة 2% لخطابات الضمان السيادية ؟
لماذا نقبل فوق هذه النسبة المضاعفة 6 أضعاف بشرط آخر هو توفير ضمان تأمين Insurance Guarantee تبلغ بنسبة 1.5% ، وهو مايعني رقميا مبلغا يفوق 522 ألف دولار !؟
إنتهي بنا الجشع ، إذن ، الي دفع 13.5% (12%+1.5%)بدلا عن 2% . من أصل هذا المبلغ الضخم فان الفرق حسابيا يصبح دفع 4,698,761.11 دولار ( أربعة مليون دولار وستمائة ثمانية وتسعون ألفا وسبعمائة وواحد وستون دولار و14 سنتا ) بدلا عن مبلغ 696,112,76 ( ستمائة وستة وتسعون ألف دولار ومائة وأثنا عشر دولار وستة وسبعون سنتا ! إننا نتحدث عن فرق يفوق الاربعة مليون دولار ، تنزل علي أحشائهم لقمة سائغة هنيئة مستخلصة من لحمك وعظمك ، يامن تقرأ هذا الكلام !
في مؤتمره الصحفي يوم الاحد ، 22 سبتمبر الجاري ، قدّم المشير مرافعة هزيلة لإقناع شعبنا بالمزيد من الهلاك والجوع . من أوصل السودان وأهله لهذا الحال البيئس؟
لو عنّ له هذا السؤال ، لوحده ، لوّفر أكثر من ساعتين من السرد المتباكي لمتراكمات تحيق بالوطن وإقتصاده المنهار.
لكن ....،
متي كان الوطن يهم عمر البشير وقد قسّمه ، ومتي كان إنسانه يعني للمشير شيئا وقد يَتّم وقَتّل وشرّد من إستطاع اليه سبيلاً؟
هل يُعقل أن تهبط علي الأسد النتر لحظة مجالسة للنفس ليسأل عن أسباب كُرْه الرعية له ، أو لماذا فقد هو وحكمه المهترئ صلاحية الوجود لتولي شأن شعب عظيم السجايا ، ُمحِباً للحياة مفعماً بالجمال والتسامح والتفاؤل؟
لن يحدث . فالرجل ديكتاتور مكابر وليس من طينة الرجال الذين يعترفون بالخطأ فيسعون طلبا للنصح ، ويتواضعون طلبا للغفران ويشدون العزم إن قصدوا الإصلاح .
رئيسنا يريدها رئاسة كحكم مُؤبد بلا إستئناف . يفعل خلالها مايشاء ومتي شاء وكيف شاء - فرعون ديكتاتور فصيلة قرقوش. يباهي بمقاتلة شعبه وأهل داره وقد ظل علي هذا الحال منذ 1989. في مؤتمره رشح مكنونه المخبؤ : لا مانع يردعه من التفكير في حُكمنا لنصف قرن قادم أو مايصرفه عن جَرِّنا للمزيد من التردي والخيبات والفشل . تناوب جيراننا أغتصاب أمصارنا أمام ناظريه ، فإلتفت يُمْنة عن حلايب وشاح ببصره يُسرة عندما إستغاثت الفشقة . أما أمامنا فهو الأسد الإستوائي الكاسر ، مُلْهِم شعراء الفروسية والحَكَّامات - إن هجم أدمي ، وأن عض فتك وإن زمجر أرعب الأجنة في الأرحام! خمسة وعشرون عاما وهو يسيّر تجهيزات الموت لنا في دورنا فيهتك أماننا . حملها للأقاليم في متحركات الدمار صيفاً وشتاءاً ، رفدها بشبابنا المحشو بهوس نكاح الجنان بعد أن عزّت عليه الخبزة في دار الزوال. أتي بالبارود للشهيد القاتل أخ الشهيد المقتول ، وأفشي ثقافة الموت والزهد في الحياة فلم تسلم حتي ملبوسات تلامذة الروضة من الألوان العدمية المُنَفِّرة ذات الإيحاءات العسكرية البَيّنة. إغتال حب الحياة في شرايين الأحياء وإنصرف هو ورهطه للبنوك والعقار والحريم . إن قالوا له لاسبيل لتجهيز ِمَحْمَل موت لضعف التمويل إستقطع الدراهم من حليب الاطفال وسبورات المدارس وأمصال الوقاية من الدرن والحُميّات الفتّاكة ! فللجريح دمغة تبقي سارية المفعول بعد إذ غادر الجرح وبرأ فهي جباية تركية قسرية تبقي لسنوات تاليات ترفد في جيوب العصابة ، حتي الطلح ولم يسام من الاتاوات مثله وجمارك معدات الساونا وقريبا ربما حسبوا حفرة الدخان بالدولار الجمركي بحسبانها جيكوزي إيطالي !
ياأيها المشير....
هذا هو قولي اليوم ، وسأعود يوم الأثنين القادم لأتخاصم معك أمام شعبنا المنتفض وأبيّن أن فسادك وفساد زمرتك لا يحتاج الي كثير عناء ، فقط يلزمك الخروج من الحَمّام وسينفرج أنفك وتعود له ماإفتقد من حاسة شم للطيبات ! .
وفي ذات المكتب الذي تمت فيه هذه (الصفقة ) في دبي ، يوجد الآن صلاح قوش، سجينك منذ أشهر قلائل وخليل جيبك الجديد، فارشاً علي أرصفة المدن المواصفات القياسية لبضاعة بترولية سودانية جاهزة للبيع والتسليم فوراً. ينادي عليها بأعلي صوته ، بالفاكس والجوال والايميل واللقاءات اليومية بل والأسفار . تتكون بضاعته من 1.2 مليون برميل نفط (مليون ومائتي ألف برميل) من نفطنا المنهوب ، سنأتي لبيان تفاصيلها يوم الأثنين القادم فهي ثمرة التحالف الجهنمي للثالوث قوش ، الجاز ونائب محافظ بنك السودان بدرالدين محمود .
في ذات المكتب الذي تمت فيه هذه (الصفقة ) ، كان شقيقك الطبيب عبدالله ضيفاً عند الظهيرة ، قبل بضعة أيام ، ينتظر مظروفا فيه عشرون ألف دولار حملها وإنصرف للتسوق في السويد !
وفي ذات المكتب المتاخم لمحطة (أبو هيل ) في قطار مترو دبي يتسامر الزوار حول كل شئ له علاقة بثروتنا والجديد من البدع لإصطياد الذهب أو البترول أو تهريب أموالنا ..لكن لا شئ عن مصير أطفالنا وأجيالنا الشابة التي تصطادهم كتائب محمد عطا كما العصافير في محمية الدندر......
في ذات المكتب يتلاقي أفراد العصابة الجديدة/القديمة ، ضباط أمن الأمس في لباس مخمل رأسمالية اليوم بفضل سوداننا المنهوب ...نري من بينهم أعزاء قوش أمثال اللواء عبدالله بشارة ( ساعده في البطش والنهب وأحد خلصائه الأوفياء بشهادة السيدة حرم صلاح قوش في إحدي إفاداتها المنشورة حين ذكرت اللواء معاش ، بالاسم ، كأحد الأصفياء الذي وقف الي جانب الأسرة خلال ضهور الاغتقال السبعة ) . هناك أيضا الزائر المواظب عميد الأمن المعاشي مخلص عكاشة ، مدير عام شركة الجزيرة السابق المغترب رِفْقَة شركته (دقنة) في لاس فيغاس الخليج العربي ، دبي.
خاطرة أخيرة :
هذه الصورة ، بالذات، سدت عليّ التنفس من فظاعتها وكدرت صباحي من هولها . أصابتني بما يشبه الذهول الحانق إذ تسمرت أطالع ،وأطالع وأتخيل حال أسرتهم وهذا الفقد الدموي العنيف لهؤلاء الأيفاع : رصاصات في الرأس والصدر ، إنه الاعدام في الدروة ! أطفال ياربي ، لا حول ولا قوة الا بالله ! كيف باتت الام ، الأب والأخوة والأخوات والأهل والجيران ؟ ماذا عن أحلامهم وآمالهم ، وهل سيبرأ فتق القلب لمن أعزوهم ؟ ماذا عن الواجب المدرسي الذي ينتظرهم ، هل سيحضر المدرس غداً أم ستكون الحصة في المقابر ؟
مرات ومرات أعود للنظر والتدقيق ، بلا توقف . أستفدت من كل شئ قذف به الخيال ليسد الفراغات تحليلاً وأسئلة من نوع ،هل علم قاتلهم كم من الناس قتل بقتلهم ؟ ...لماذا قتلهم ؟ من قال له أقتل ،... وهل يستوجب التعبير قتل نفس معصومة ؟
ثم ، وفي كل مرة ، ينصرف تفكيري لرجل واحد ، الفريق أول م. محمد عطا المولى مدير جهاز الأمن والمخابرات.
أستحضرت فقرات كنت قد إجتزأتها منذ فترة في تقرير معتمدا علي الحوار النادر الذي نشرته الزميلة العام يوم 20 يونيو 2012 نقلا عن مجلة الامانة الشهرية التي تصدرها الامانة العامة لمجلس الوزراء. جزّأت الرأي العام الحوار الي جزئين .
بعد مطالعة الحوار ، توهمت أن المهندس الجاسوس مثلنا تماما . إنسان من لحم ودم ومشاعر حميمة ، قال عن زواجه (تزوجت عام 1992م ، لم يكن زواجاً تقليدياً بل تزوجت عن قصة حب قوية ، زوجتي هي الأستاذة (مها الشيخ بابكر ) كانت مديرة لمؤسسة سند الخيرية والآن تفرغت للدراسة وحصلت - بحمد الله على درجة الماجستير الشهر الماضي ، وكانت قد تخرجت في جامعة أم درمان الإسلامية عام 1989م ، وهي لا تمُت لي بصلة قرابة ، هي من منطقة (السلمة) شمال عطبرة والدها من منطقة (دار مالي) ووالدتها من (السلمة) التقيت بها في العمل العام وهي إسلامية ناشطة عملت بعد التخرج في ديوان الزكاة وتركته في عام 1994م حيث عملت في العمل العام وتفرغت للدراسة. تزوجنا كما قلت بعد (قصة حب جميلة) استمرت لأربع سنوات حتى تزوجنا بعدها بسبب أن أهلها تعللوا بأنها أصغر بنات الأسرة . في الزواج عملت حفلة (كاربة) غنى فيها (قيقم) . والعقد كان في عطبرة والحفلة في النادي بالخرطوم.الأبناء : (عبادة) طالب في جامعة الخرطوم كلية الهندسة قسم الكهرباء الصف الثاني. (البراء) في الصف الثاني بالمرحلة الثانوية ، (مزن) خمس سنوات تخرجت هذا العام في الروضة ، أسماء الأولاد اخترناها أنا ووالدتهم مع بعض ، ولكن (مزن) اختار اسمها أخواها.)
نسيت أن أضيف أنه صنّف نفسه من هواة الاستماع لكوكب الشرق أم كلثوم !
وماأن فرغت من قراءة الفقرة أعلاه حتي إرتدت سهام خيالي المكتئب تنتاشني ، بلا هوداه .
هل يُعْقَل أن من ذاق نعمة البنين والبنات وإبتهج وتباهي وفاخر بهم ، بل وجري حبه الأصيل في كل شئ له صلة بهم ، ورق قلبه للحب ، هل يعقل أن يشارك في قتل أطفال الآخرين ، بهذه الوحشية واللاآدمية ؟
من نفخ مزامير الحب فتزوج وأنجب ..أيعقل أن يأمر من يرتهن إرادتهم بقتل الناس بهذه الغلظة والهمجية والبشاعة !
ماذا سيقول لعبادة والبراء ومزن إن سألوه عن هوية قاتل أطفال وشباب السودان في شوارعنا ؟
اللهم تقبل شهدائنا وأغفر لهم وأرحمهم ، فهم أفضلنا وأكرمنا فليس مثل شهادة الأعزل إن سفح دمه باغٍ ظلوم .
اللهم أنصرنا علي من عادانا وبغي علينا وأرنا فيهم عجائب قدرتك وأشدد وطأتك عليهم ومَكِّن لنا منهم نصراً مؤزرا تشفي به قلوب من أدمع عن مظلمة أوقعها عليه جبروت من تسيّد وترأس ، ومن ثكلت ومن ناحت جراء فاجعة من فواجع هؤلاء القوم طوال سني حكمهم الظالم المشؤوم . اللهم خلِّصنا منهم وفك أسرنا مما ساقوه لنا من كرب ومرض وضيق في الماعون وذل وغلاء وجوع وفساد وفاحشة (آمين)
يوم الاثنين القادم بإذن الله ، وبتوثيقات صادمة..من هو الرجل الذي يحكم السودان من باريس ..وكيف يتعامل معه قوش ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.