السودان يخشى على إمدادات النفط من الصراع في دولة الجنوب إذا امتد القتال الى ولاية جونقلي. الصراع السياسي في جوبا يُعمّق 'جراح' الخرطوم الاقتصادية الصراعات ضيّعت السودانين الخرطوم - قال المتحدث باسم الجيش السوداني الخميس إن السودان يخشى أن يؤثر الصراع الدائر في جنوب السودان على تدفق النفط عبر الأراضي السودانية وهو ما سيضر مصالح الخرطوم. وقال العقيد الصوارمي خالد إنه إذا امتد القتال من ولاية جونقلي الغنية بالنفط والواقعة شمال شرقي جوبا عاصمة جنوب السودان إلى المناطق المتاخمة للسودان فإن الخرطوم قد تواجه تهديدا أمنيا كبيرا. وأوضح خالد أن نفط الجنوب يعبر الحدود السودانية وأن توقفه سيؤثر سلبا على السودان معبرا عن قلق شديد لدى الخرطوم من تصاعد الأزمة. وقال مسؤول كبير في منطقة نفطية رئيسية في جنوب السودان الخميس إن 16 قتيلا سقطوا في اشتباكات بين عمال في حقلي نفط بالبلاد وأكد أن الحكومة تسيطر على الوضع الان وأن إنتاج النفط لم يتأثر. وقال مابيك لانج دي مادينج نائب حاكم ولاية الوحدة إن خمسة أشخاص قتلوا في وقت متأخر الاربعاء في اشتباكات بين عمال في حقل الوحدة النفطي. وقتل 11 شخصا الخميس في اشتباكات بحقل ثار جاث. ويقع الحقلان إلى الشمال من العاصمة جوبا. وقال المسؤول "أرسلنا تعزيزات إلى الوحدة مساء أمس وتم احتواء الوضع. ونشب القتال هذا الصباح في ثار جاث. أرسلنا تعزيزات وتم احتواء الوضع الان والأمر مستقر حاليا". وتدفع دولة جنوب السودان - التي انفصلت عن السودان قبل عامين - رسوما إلى الخرطوم لتكرير نفطها الخام وتصديره من ميناء بورسودان على ساحل البحر الأحمر وهو ما يجعل النفط مصدرا مهما للدخل لكلا البلدين. وأدى القتال المستمر منذ خمسة أيام بين جنود موالين لنائب الرئيس السابق ريك مشار من قبيلة النوير وقوات رئيس جنوب السودان سلفا كير وهو من قبيلة الدنكا إلى مقتل 500 شخص لكن هذه الاضطرابات لم تؤثر على انتاج النفط. وقالت الأممالمتحدة الخميس إن من المتوقع أن تقوم شركة نفط بإجلاء نحو 200 من عمالها لجأوا إلى مجمع تابع للمنظمة الدولية بولاية الوحدة في جنوب السودان. وقال جو كونتريراس المتحدث باسم الأممالمتحدة في جنوب السودان "نتوقع أن يكون وجودهم مؤقتا لأن الشركة التي يعملون لديها سترتب على حد علمنا إجراءات لنقلهم من ولاية الوحدة". ولم يذكر اسم الشركة. و قال وزير الإعلام بجنوب السودان مايكل مكوي لويث إن إنتاج بلاده من النفط لم يتأثر بالقتال الدائر في البلد انفصل عن السودان قبل عامين لكن المواجهات امتدت إلى خارج العاصمة. وقال لويث "لا يوجد قتال عند حقول النفط. إنها هادئة. النفط يتدفق كالمعتاد." قررت الحكومة السودانية التى تواجه ضائقة اقتصادية كبيرة تخصيص عائداتها من صادرات نفط الجنوب لسداد مديونيات سابقة عليها . وصادق مجلس الوزراء السوداني على قانون اعتماد مالى اضافى لتخصيص 2.2 مليار دولار هو العائد المتوقع لتدفق نفط الجنوب فى الموانى الشمالية خلال عام لسداد اقساط واقراض مستحقة لبلدان وبنوك مولت مشاريع تنموية فى السودان. وتلاحق الحكومة السودانية ازمة اقتصادية خانقة منذ انفصال الجنوب في العام 2011 هوت بسعر صرف الجنيه السوداني بنسب غير مسبوقة وفرضت عليها اتخاذ تدابير اقتصادية فجرت احتجاجات شعبية في سبتمبر الماضي كادت ان تطيح بها. وحين أعلن جنوب السودان استقلاله، أخذ كمية كبيرة من النفط توازي بلايين الدولارات، الأمر الذي أضرّ باقتصاد السودان وأدى إلى اندلاع أحد أكثر النزاعات عمقاً التي واجهها الرئيس عمر حسن البشير خلال السنوات العشرين التي أمضاها في السلطة. ويواجه البشير اليوم نسبة تضخّم مرتفعة وتراجعاً في الاقتصاد وتظاهرات ينظمّها الطلاب وحركات تمرد في دارفور وجبال النوبا وإقليم النيل الأزرق إلى جانب اتهامات بارتكاب إبادة بسبب المجازر التي حصلت منذ سنوات عديدة في دارفور.