نظم راقصون يرتدون أعلام جنوب السودان وسراويل مزينة بصور الفهود مسيرات اليوم الجمعة في لشوارع عاصمتهم المتداعية جوبا قبل ساعات على انقسام أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة الى دولتين في منتصف الليل. ويمضى السودان يومه الاخيرة كدولة متحدة مع استمرار الصراع على الحدود بين الشمال والجنوب ومخاوف دولية على استقرار الاقليم الشاسع المفتت والفقير الى حد كبير الذي يمتد بين أفريقيا العربية وافريقيا جنوب الصحراء. ولكن الاستقلال الوشيك أطلق بالفعل احتفالات في أرجاء جنوب السودان ووسط الجاليات الجنوبية في العالم من الولاياتالمتحدة الى استراليا حيث يرى كثيرون أنها لحظة تحرير بعد سنوات من القتال وقهر يتصور أنه يعود الى أيام غارات تجار الرقيق العرب. قال جابريل ياك /38 عاما/ في وسط جوبا "انني سعيد جدا بالاستقلال. "لا شيء سيء في المستقبل. اذا كنت وحدك في منزلك يمكنك ادارة أمورك. لن يعترض سبيلك أحد." وسينفصل جنوب السودان المنتج للنفط عن الشمال غدا السبت وهو انفصال ناله بموجب اتفاقية للسلام تم التوصل اليها في عام 2005 بوساطة دولية أنهت حربا أهلية دامت لعقود. وقال وزير المالية في شمال السودان الشهر الماضي ان جمهورية جنوب السودان ستسيطر بعد انفصالها على حوالي 75 في المئة من احتياطيات النفط المعروفة في البلاد مما يحرم حكومة الخرطوم من أكثر من ثلث ايراداتها القومية. وأعلن وزير في الحكومة السودانية ان السودان اعترف رسميا اليوم الجمعة باستقلال الجنوب. وقال بكري حسن صالح وزير شؤون الرئاسة ان جمهورية السودان اعترفت بدولة جنوب السودان اعتبارا من التاسع من يوليو تموز. وحاولت الشرطة والجنود في جوبا السيطرة على المحتفلين الاكثر حماسا بحظر اطلاق النيران الاحتفالي ومصادرة الاسلحة وتفتيش السيارات في تصميم على حماية الشخصيات الكبيرة التي توافدت على المدينة التي تنتشر فيها الاسلحة الصغيرة. وظهرت عبارة "أخيرا تحررنا" لبرهة على شاشة عرض رقمية حمراء في أحد الميادين تعد بالثواني الزمن المتبقي على الاستقلال. وفي تباين واضح كانت الشوارع خالية الى حد كبير في الخرطوم اليوم الجمعة حيث عطلة نهاية الاسبوع في الشمال المسلم. قال عثمان وهو سائق حافلة صغيرة "خسارة الجنوب سيكون صعبا لسنوات قليلة بسبب خسارة النفط." وتابع "ولكن لم نجن الى الان سوى الحرب. جيد أن ننفصل." ويرى شماليون اخرون أن الانفصال مأساة - اذ يسلب السودان حوالي ثلث أرضه وينهي حلم دولة متنوعة تضم عددا كبيرا من ثقافات القارة. قالت مريم المهدي المتحدثة باسم حزب الامة المعارض لرويترز انه لا توجد كلمات تعبر عن الاسف والحزن الجارفين لدى أبناء الشمال. ولا يزال الزعماء في الشمال والجنوب منقسمين بشأن كيفية ادارة عائدات النفط التي تعد شريان الحياة لاقتصاد الدولتين وعلى قضايا رئيسية أخرى بعد الانفصال مما يثير انزعاج الدبلوماسيين الذين يخشون عودة الشمال والجنوب الى الحرب. وتمر في شمال السودان خطوط أنابيب النفط الوحيدة في البلاد وهدد باغلاقها اذا لم يدفع الجنوب ما يكفي. وقال مسؤولون جنوبيون اليوم الجمعة انهم قادرون على العيش بالقروض مستخدمين احتياطياتهم النفطية كضمانات اذا نفذ الشمال تهديده. وقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس الخميس انه سيتوجه الى جوبا للمشاركة في الاحتفالات باستقلال الجنوب ووعد بعلاقات ودية. ولكنه وجه رسالة شديدة لحركات المتمردين في الشمال قائلا انه لن يشارك في أي محادثات سلام دولية اخرى مع جماعات مسلحة. وتخوض الخرطوم حربا مع المتمردين في اقليم دارفور وتخوض حربا منذ أوائل يونيو حزيران الماضي في ولاية جنوب كردفان الولاية الوحيدة المنتجة للنفط الباقية لشمال السودان. وتقع كلا المنطقتين على الحدود مع الجنوب. واتهم محللون الخرطوم باستهداف مدنيين من النوبة العرقيين في كردفان بحملة عسكرية برية وجوية. وحارب كثيرون من أبناء النوبة في صف الجنوبيين ابان الحرب الاهلية. وتنفي الخرطوم الاتهام. وقال سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الاممالمتحدة يوم الثلاثاء انه من الضروري بقاء قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في ولاية جنوب كردفان بعد انتهاء التفويض الممنوح لها في يوم استقلال جنوب السودان. وقالت الخرطوم انها تريد رحيل القوات التي تم نشرها لمراقبة اتفاق السلام عام 2005 . وسيبدأ جنوب السودان الحياة كواحدة من الدول الاقل نموا في العالم على الرغم من ايراداته النفطية. وقالت جماعة أطباء بلا حدود العاملة في مجال المعونات ان الجنوب يعاني من حالة طوارئ انسانية حيث يفاقم الفقر الموجود تفش للامراض واشتباكات قبلية ومع جماعات تمرد وعودة نحو 300 ألف من الجنوبيين قبل الاستقلال وكثيرون منهم في حاجة للمعونات. الخرطوم/ جوبا (رويترز) - أصبح السودان يوم الجمعة أول دولة تعترف ياستقلال جنوبه المنتج للنفط مما يمهد الطريق لانقسام أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة الى دولتين يوم السبت ولكن هذا لا يبدد مخاوف من حدوث توترات في المستقبل. ويسري انفصال جنوب السودان الفقير في منتصف الليل (الساعة 2100 بتوقيت جرينتش) وهو انفصال تم الحصول عليه بصعوبة مما يمثل ذروة عملية بدأت باتفاقية للسلام تم التوصل اليها في عام 2005 بوساطة دولية أنهت حربا أهلية بين الشمال والجنوب دامت لعقود. وقال بكري حسن صالح وزير شؤون الرئاسة في الخرطوم للصحفيين ان جمهورية السودان اعترفت بدولة جنوب السودان اعتبارا من التاسع من يوليو تموز. ويمضى السودان يومه الاخيرة كدولة متحدة مع استمرار الصراع على الحدود بين الشمال والجنوب ومخاوف دولية على استقرار الاقليم الشاسع المفتت والفقير الى حد كبير الذي يمتد بين أفريقيا العربية وافريقيا جنوب الصحراء. ولكن الاستقلال الوشيك أطلق بالفعل احتفالات في أرجاء جنوب السودان ووسط الجاليات الجنوبية في العالم من الولاياتالمتحدة الى استراليا حيث يرى كثيرون أنها لحظة تحرير بعد سنوات من القتال وقهر. ونظم راقصون يرتدون أعلام جنوب السودان وسراويل مزينة بصور الفهود مسيرات يوم الجمعة في شوارع عاصمتهم المتداعية جوبا قبل ساعات على انقسام أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة الى دولتين. قال جابريل ياك (38 عاما) في وسط جوبا "انني سعيد جدا بالاستقلال. "لا شيء سيء في المستقبل. اذا كنت وحدك في منزلك يمكنك ادارة أمورك. لن يعترض سبيلك أحد." وقال وزير المالية في شمال السودان الشهر الماضي ان جمهورية جنوب السودان ستسيطر بعد انفصالها على حوالي 75 في المئة من احتياطيات النفط المعروفة في البلاد مما يحرم حكومة الخرطوم من أكثر من ثلث ايراداتها القومية وحاولت الشرطة والجنود في جوبا السيطرة على المحتفلين الاكثر حماسا بحظر اطلاق النيران الاحتفالي ومصادرة الاسلحة وتفتيش السيارات في تصميم على حماية الشخصيات الكبيرة التي توافدت على المدينة التي تنتشر فيها الاسلحة الصغيرة. وظهرت عبارة "أخيرا تحررنا" لبرهة على شاشة عرض رقمية حمراء في أحد الميادين تعد بالثواني الزمن المتبقي على الاستقلال. وفي تباين واضح كانت الشوارع خالية الى حد كبير في الخرطوم يوم الجمعة حيث عطلة نهاية الاسبوع في الشمال المسلم. قال عثمان وهو سائق حافلة صغيرة "خسارة الجنوب سيكون صعبا لسنوات قليلة بسبب خسارة النفط." وتابع "ولكن لم نجن الى الان سوى الحرب. جيد أن ننفصل." ويرى شماليون اخرون أن الانفصال مأساة - اذ يسلب السودان حوالي ثلث أرضه وينهي حلم دولة متنوعة تضم عددا كبيرا من ثقافات القارة. قالت مريم المهدي المتحدثة باسم حزب الامة المعارض لرويترز انه لا توجد كلمات تعبر عن الاسف والحزن الجارفين لدى أبناء الشمال. وبمجرد أن أدلى الوزير السوداني صالح ببيان الاعتراف باستقلال الجنوب أعلنت وسائل الاعلام السودانية أن الخرطوم أوقف اصدار ست صحف لان جنوبيين بين ناشريها او ملاكها. وقال المركز ان المجلس القومي للصحافة المرتبط بالحكومة انه تم ايقاف خمس صحف تصدر باللغة الانجليزية وواحدة تصدر بالعربية بينها صحيفة اجراس الحرية المرتبطة بالحركة الشعبية لتحرير السودان الحزب الحاكم في الجنوب. وسيثير الاعلان مخاوف على وضع أكثر من مليون جنوبي يعيشون في الشمال لاسيما الذين يمتلكون عقارات أو شركات. لم يوقع الزعماء الشماليون والجنوبيون بعد اتفاقيات رسمية بشأن الوضع القانوني للجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب ولا بشأن كيفية ادارة عائدات النفط التي تعد شريان الحياة لاقتصاد الدولتين. ومن بين القضايا الرئيسية الاخرى ملكية اقليم أبيي المتنازع عليه مما يثير انزعاج الدبلوماسيين الذين يخشون عودة الشمال والجنوب الى الحرب. وتمر في شمال السودان خطوط أنابيب النفط الوحيدة في البلاد وهدد باغلاقها اذا لم يدفع الجنوب ما يكفي. وقال مسؤولون جنوبيون يوم الجمعة انهم قادرون على العيش بالقروض مستخدمين احتياطياتهم النفطية كضمانات اذا نفذ الشمال تهديده