عمر البشير: (يمين) في خطاب كان السودانيون ينتظرون منه مفاجأة (الجزيرة) عماد عبد الهادي-الخرطوم نقل خطاب الرئيس السوداني عمر البشير السودانيين أمس الاثنين من حالة الاستعداد لسماع المفاجأة السارة التي بشر بها إلى حالة من التساؤلات والبحث عن ماهية المفاجأة في خطاب لم يحمل جديدا حسبما يرى كثير من السودانيين. وفي مقابل ذلك احتفى مؤيدون للمؤتمر الوطني الحاكم بما أسموها الخطوة الجريئة التي وردت في خطاب رئيس الحزب رئيس الحكومة بالدعوة الصريحة إلى الحوار والسلام وكفالة الحريات. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد ألقى خطابا دعا لحضوره قادة أحزاب سياسية معارضة وأعلن من خلاله الدعوة لحوار وطني جامع سماه "وثبة وطنية شاملة" ونبذ العنف في الخلافات السياسية. وأمن على سعي حكومته لتحقيق السلام العادل الذي دعا له الحركات المتمردة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق بجانب التوافق حول دستور دائم للبلاد. أحمد إبراهيم الطاهر: الخطاب كان واضحا يدعو للحوار والسلام ونبذ العنف (الجزيرة) الوثبة الوطنية الشاملة وقال البشير في خطابه إن ما أسماها بالوثبة الوطنية الشاملة ترتكز على ضرورات أساسية تشتمل على تحقيق السلام في السودان، وبناء المجتمع السياسي الحر، ومشاورة الناس، والخروج من ضعف الفقر إلى إعداد القوة المستطاعة وإنعاش الهوية التاريخية الأصيلة للشعب السوداني. وطالب السودانيين بإعلاء الولاء للوطن على الولاء الحزبي الضيق، وبإصلاح وطني شامل لا يقتصر على الحزب الحاكم وحده. ولم تخل ردة فعل السودانيين من التفكير في افتراض احتمالات واستنتاجات تبدو متوافقة مع ما حمله الخطاب من مبهمات قالوا إنها لم تف بالغرض. ففي حين رأى بعضهم أن الخطاب لم يحمل جديدا حتى يسمى مفاجأة، لم يستبعد آخرون أن تكون هناك أمور تم الاتفاق عليها بين البشير وزعيمي المعارضة الأبرز رئيس حزب الأمة الصادق المهدي والأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي "دون أن يتم الكشف عنها عبر الخطاب المعلن". لكن رئيس البرلمان السابق عضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم أحمد إبراهيم الطاهر يرى أن الخطاب كان واضحا يدعو للحوار والسلام ونبذ العنف. ويقول للجزيرة نت إن الكرة الآن في ملعب القوى السياسية الأخرى "التي عليها أن تدرسه جيدا لترد عليه بصورة موضوعية". الترابي (يسار): سنناقش الخطاب باستفاضة وسنقول رأينا في نهاية المطاف (الجزيرة) مؤشر إيجابي واعتبر أن حضور قادة أحزاب المعارضة كالترابي والصادق المهدي لسماع الخطاب "مؤشر إيجابي يفتح بابا للحوار بين القوى السياسية السودانية". أما رئيس هيئة تنظيم الإصلاح الآن غازي صلاح الدين الذي انشق عن المؤتمر الوطني ضمن آخرين نهاية العام الماضي، فيعتقد أن الأيام المقبلة ستكشف هل الخطاب الرئاسي للعلاقات العامة أو هو دعوة صريحة وحقيقية للحوار والخروج من الأزمة السودانية الحادة. وقال للصحفيين إن الفترة المقبلة كفيلة بكشف كافة الأسرار وإزالة الكثير من الإبهام، مؤكدا صدق الدعوة إلى الحوار السوداني الشامل. وكان تكتل أحزاب المعارضة المعروف بتحالف قوى الإجماع الوطني قد قرر انتظار ما يحمله الخطاب من رؤى وقرارات، معتبرا دعوة المؤتمر الوطني الحاكم للقاء رئيس الحكومة مقتصرة على أحزاب بعينها. وأكد في تعميم صحفي أنه لن يتعامل مع الخطاب وما يحمله إلا إذا جاء ملبيا لكافة تطلعات الشعب السوداني من سلام وحرية وعدالة اجتماعية. وقد اكتفى الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي بالقول "إننا مع الحوار كمبدأ". وقال للصحفيين إن حزبه سيناقش الخطاب باستفاضة "وسنقول رأينا في نهاية المطاف".