اتهم الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان الخرطوم بقصف مناطق بولاية أعالي النيل بطائرات الانتنوف وقال أن المتمردين لم يستجيبوا لقرار وقف إطلاق النار. وقال العميد ملاك أوين مدير الاتصال والمعلومات في الجيش الشعبي خلال تصريحات صحافية أن قواتهم رصدت طائرات انتنوف قادمة من اتجاه الخرطوم وقامت بقصف مناطق علي ضفة النيل. وأضاف أن القصف لم يسبب خسائر بشرية لكنه إدي الي نفوق مئات من الماشية. واكد أوين أن مناصري رياك مشار لم يلتزموا بوقف إطلاق النار وان هنالك عمليات عسكرية تدور في عدد من الولايات بين القوتين. وفيما لم يعلق الجيش السوداني علي هذه الاتهامات علي الفور إلا أن الموقف الرسمي للحكومة السودانية هو الوقوف في الحياد بين أطراف النزاع مع ميولها المعلنة الي جانب الرئيس سلفا كير ميارديت. وفي اديس ابابا حيث علقت مباحثات السلام بين طرفي النزاع في جنوب السودان. قال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان مايكل مكوي أنهم في انتظار رد الوساطة الأفريقية حول مشاركة القيادات السبعة التي تناصر رياك مشار ووصلت الي مقر التفاوض. لكنه عاد واكد أنهم يرفضون مشاركة القادة السياسيين في هذه المباحثات سواء كجزء من مفاوضي مشار أو طرف ثالث. من جانبه قال المتحدث باسم المتمردين يوهانس موسي أن مشاركة القيادات التي كانت محتجزة في جوبا ضرورية للغاية في عملية التفاوض. وقال أن حكومة الجنوب ليس لها الحق في تحديد مشاركتهم في التفاوض أم لا. وعلقت مباحثات السلام في جنوب السودان بعد رفض الوفد الحكومي مشاركة سبعة قيادات متهمين بالضلوع في محاولة قلب نظام الحكم بالرغم من وصولهم الي مقر التفاوض باديس ابابا فيما تبذل الوساطة الأفريقية جهودا كبيرة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. في سياقٍ متصل، أكد وزير خارجية جنوب السودان برنابا مريال بنجامين، رفضه فرض وصاية دولية لمدة عشر سنوات على بلاده، نتيجة أعمال العنف، واعتبره أمراً غير وارد، لأن المجتمع الدولي لم يتدخل في الكونغووجنوب أفريقيا وموزمبيق والصومال. وأضاف بنجامين، لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، يوم الجمعة، أنَّ "حكومة جنوب السودان قادرة على ممارسة سيادتها الوطنية ولديها الإرادة السياسية في إنهاء الأزمات الداخلية، وتابع "نحن لا نحتاج إلى أي تدخل دولي لنكون تحت حكومة من الأممالمتحدة لعشر سنوات". وأوضح أن حكومة بلاده عازمة على تحقيق الاستقرار والسلام عبر المفاوضات مع المتمردين بقيادة ريك مشار، مؤكداً أن القوات اليوغندية ستنسحب إلى ولاية غرب الاستوائية لمتابعة مهامها مع القوات المشتركة من جيش جنوب السودان والكونغو الديمقراطية لمطاردة مليشيا "جيش الرب" اليوغندية المتمردة بمساعدة من القوات الأميركية".