مايزال مسلسل الإهمال في المؤسسات الطبية مستمر خاصة في المستشفيات العامة حيث تشهد ساحات هذه المستشفيات يوما خطأ طبيا يكون الإهمال وعدم تأهيل الأطباء من وراءه، بجانب تردي واضح للبيئة داخل هذه المستشفيات . من داخل المعمل (الطريق) نفذت جولة داخل احدي المؤسسات الصحية العريقة بالبلاد التي يفترض ان تكون من اكثر الاماكن تلبية لمواصفات ضبط الجودة والرعاية وهو المعمل القومي (استاك) الذي يعتبر مرجعية للعمل المخبري والمعملي في تحديد الأوبئة والأمراض بجانب بنك الدم، ألا ان المشهد داخل هذا المعمل العريق كان في قمة التلوث والقذارة، وتحوّل المكان الصحي لمكان ناقل للأمراض. المعمل من الداخل مكان نقل الدم عبارة عن أسرّة داخل حجرة بحجم ستة أمتار، وينتشر بالمبني عمال صيانة المباني والمتبرعين بالدم والمرضي في آن معاً. وأثناء زيارة (الطريق) كان المكان مبعثر بمخلفات عمليات الطلاء والصيانة، بجانب المخلفات الطبية. الكارثة تتبدي في بيئة المعمل وأرضيته المليئة بالأوساخ والأتربة، بجانب بقايا الأدوات التي يتم اخذ الدم بها، والقطن الملوث بالدماء، وأكياس الدم يتم وضعها في ثلاجة مشروبات (استيم)، وليس الثلاجة المخصصة لحفظ الدم. عندما استفسرت (الطريق) موظف الفحص بالمعمل – فضل حجب اسمه- عن التردي الواضح لبيئة المعمل وسبب التلوث والأوساخ، جاء رده فاتراً: " عامل النظافة يعمل لحدي الساعة 3 عصراً، ولاتوجد ميزانية لعامل آخر". وأضاف انهم تقدموا بشكوي للمدير ولكن لم يحدث شئ، مشيرا الي ان المعمل "يفتقد للتعقيم والنظافة الضرورية". الدم في ثلاجة المشروبات الغازية ! فيما يقول الخبير في المختبرات الطبية، محمد عوض، " ان أماكن نقل الدم وحفظه يجب ان تكون في قمة التعقيم وتنفيذ مستويات عالية من النظافة خاصة للأدوات المستعملة، لأن خطورة الأمر تتمثل في أن الدم الملوث وسيط لنقل العديد من الأمراض، ويمكن ان ينتقل للمتبرعين". اماكن نقل الدم وأضاف عوض في حديثه ل(الطريق) "ان الدم يجب أن يوضع في أربعة أكياس مصصمة بشكل محدد ويحفظ في ثلاجة مخصصة وليست الثلاجات العادية لأن الدم يفسد اذا تعرض لظروف غير مناسبة عند الحفظ ويمكن ان ينقل أمراض عديدة في حالة تعرضه للتلوث مثل التهاب الكبد الوبائي، والإيدز، لذلك يجب أن تتم في مثل هذه المعامل وخاصة (استاك) عمليات تعقيم يومية".