حراس الضمير : عهد و ميثاق المحجوب الشريف عبد المنعم رحمة لا .. و ألف لا ، و كذلك لا . حتى تعود السكة الحديد الى قطبانها ، و الجزيرة الى محالجها و زراعها . جائع ، منشرح الصدر . .. صرخ بها – ذات يوم – الشاعر / عادل عبدالرحمن و هو يعيش زمهرير ليل (الكمراتا) ، و قائظ نهارهم ، و الكمراتا هم من بعض ذوي الضماير الحية و حراسها ، الذين ظلوا يقولون لا ، لا فى وجه القبح و الاستبداد و الظلام ، ما رهنوا ارادتهم و لا ابداعاتهم الى جاندرمة الأنظمة و غليظ أمنها ، بل جابوا الأرياف و المدن ، القرى و الحلال ، معارضين و جاهرين برأيهم ، و صائحين فى الناس بلسان ذلك الطفل الذى ما أن رأى (الفرعون) يتبختر عاريا حتى صاح : - انظروا الى ملكنا العريان ، وقلة عقله ، . و ظلوا فاضحين و قالين لكل الأنظمة الشمولية بألسنة حداد ، يجوعون كما يجوع الناس و يشربون محروق عيش القماير ؟ و الكمراتا – زمان – هم قلة من الشعراء و الفنانين ، كان يعولهم أحد نبلاء الأندلس ، أما الكمراتا فى طبعتهم السودانية ،. فقد كان (الكاسب) منهم يقتسمها مع الآخريت ، اذ كان معظمهم و دون ارادتهم و خبراتهم ، بلا عمل . - انظروا الى نظامهم العريان ، وقلة عقله . ها أنذا أقولها الآن ، جائع ، منشرح الصدر . ها أنذا أقولها ، و أنا أرى مباذل الانقاذ .. مخازى أساطينها قديما و حديثا ، و انكشاف سواءتهم و عوراتهم .. ها أنذا أقولها ببطن ناشف و قلب رطب و بكل اللغات المكتوبة و المنطوقة : لا ، و ألف لا .. لا للمؤتمر الوطني / الشعبي / الاسلامي / الأمي / الاتحادي / القطري يأتى فى أزياء جديدة و نحل و حلل .. لا للتسويات و سرقة لسان بنات وأولاد الوطن . لا ل حلول منقوصة ، مبتسرة و مرهونة بطرف البنوك الدولية ، و صكوك غفرانها و افقار البلاد و العباد . لا ل بيع التجزئة و الجملة و تقطيع أوصال و أراضى الوطن . لا ل حوار لا يسبقه بسط الحريات كافة ، و كفكفة قوانين و فرمانات و أوامر البطش و التخويف و الترهيب .. لا ل حوار لا يعيد للخزانة العامة عافيتها ، ويقتص لها من سارقيها و ناحليها و مهيني بنكنوتها . لا ، ثم لا ل حوار لا يعيد ل (الأهيف ) صيته و صبينته ، و ل (قفة الملاح ) لحمها ، و شحمها ، سنكيتها .. خدارها و سلطنها لا ، ثم لا ل، حوار لا يعيد السكة الحديد الى قطبانها ، و الجزيرة الى ترعها و كناراتها و محالجها و زراعها لا ل حوار لا يشارك فيه السودانيين ، كل السودانيين خاصة نساء المخيمات ، الملاجئ و زوجات شهداء الوطن . لا للموت الفطيس و القبور الجماعية فى دارفور ، النيل الأزرق ، جبال النوبة و..... قلب الشمال . لا ، ثم لا ، حتى تعود القرى الى حرماتها ، الناس الى أرزاقهم ، و تفئ الدولة الى رشدها ، وتلزم بيت طاعتها و دواوينها ، لا ، ثم لا ، حتى توف الدولة المكيال و الميزان بالقسط ، و لاتبخس الناس أشياءهم ، و تكف عن السعي فى الأرض مفسدة لها و للزرع و الضرع و الخلق ، لا ، ثم لا ، حتى تعود الأنعام الى تونجاتها و مساراتها ، الحليب الى أثداء أمهات أطفالنا ، الأطفال الى رياضهم ، خلاويهم و مدارسهم ، المدارس الى عديلها و جرتق مناهجها ، النساء ، الرجال و العمال الى نقاباتهم ، المسرحون الى مكاتبهم ، المزارع ، الحواشات ، الجبراكات الى أهلها ، الطيور الى وكناتها و رحلاتها ، الحيوانات .. الأشجار الى سهوبها ، و الأنهار الى جريانها .. لا ، و ألف لا و كذلك لا ، .. لا ، ثم لا ، و كذلك لا . حتى يغاث الناس و يعصرون.