وقع رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار اتفاقا على وقف إطلاق النار ليل الجمعة بعد تعرضهما لضغط دولي مكثف لإنهاء اقتتال قبلي أثار المخاوف من تحوله إلى إبادة جماعية. واتفق الجانبان على أن تشكيل حكومة انتقالية يوفر "أفضل فرصة" لقيادة البلاد نحو الانتخابات التي تجرى العام القادم رغم عدم وجود قرار فوري بشأن من سيكون ضمن تلك الحكومة المؤقتة. وقال كير بعد حفل توقيع في قصر الرئاسة بأديس أبابا ".. الحوار هو الإجابة الوحيدة على أي مشكلات تواجهنا.. وسنواصل التحرك في الاتجاه السليم." وقال سيوم مسفن الوسيط الكبير من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا (ايجاد)إن الهدنة ستسري في غضون 24 ساعة وإن الجانبين اتفقا على الفصل بين قواتهما والامتناع عن أي أعمال استفزازية. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بيان "اتفاق اليوم على وقف القتال فورا في جنوب السودان والتفاوض على تشكيل حكومة انتقالية يمكن أن يمثل انفراجة لمستقبل جنوب السودان." وانهار بسرعة إتفاق سابق أبرم في يناير وإتهم كل طرف الآخر بالمسؤولية عن القتال الذي أدى لتفاقم التوترات العميقة بين قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار. وكانت القوى الغربية قد طالبت باتفاق جديد. وزار كل من كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون جنوب السودان خلال الأسبوع الأخير . وفرضت الولاياتالمتحدة في وقت سابق عقوبات على قائدين من طرفي الصراع في مؤشر على تزايد شعور الولاياتالمتحدة بالاحباط من زعماء جنوب السودان الذي ساعدته واشنطن على كسب استقلاله. وفي تصعيد للضغوط قبل اجتماع الجمعة هدد الاتحاد الأوروبي ايضا بفرض عقوبات على أي شخص يعرقل جهود السلام. واندلع القتال في جوبا عاصمة جنوب السودان في منتصف ديسمبر بين جنود موالين لكير وبين مؤيدي مشار وامتد بسرعة في انحاء البلاد. واتهمت حكومة كير مشار في ذلك الوقت بالخيانة وهو إتهام نفاه من جديد مشار الذي استبدل زيه العسكري بحلة أنيقة الجمعة. وقتل آلاف الأشخاص ونزح نحو مليون شخص. وقال تقرير للأمم المتحدة إن قوات من الجانبين ارتكبت جرائم قتل واغتصاب وانتهاكات جنسية أخرى. وأدت الاضطرابات إلى خفض انتاج النفط بواقع الثلث إلى 160 ألف برميل يوميا.