أفادت مصادر بأن الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني لقوى الثورة في اليمن أقرت ترشيح محمد سالم باسندوة رئيسا لحكومة الوفاق، في الوقت الذي استمرت فيه الاحتجاجات الشعبية بالمحافظات اليمنية ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح، في ما أطلق عليها "جمعة ثورتنا مستمرة". وخرج آلاف المتظاهرين في 18 محافظة بينها العاصمة صنعاء لإعلان رفضهم المبادرة الخليجية لاحتوائها على حصانة للرئيس من الملاحقة القضائية. ففي العاصمة شارك الآلاف في المظاهرات الاحتجاجية وتجمع المتظاهرون في ساحة التغيير التي كانت مركزا للمظاهرات المناهضة لصالح، مطالبين بمحاكمته هو وأفراد نظامه على الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها. وقال الناشطون المعارضون إن المتظاهرين الذين تحملوا القصف من جانب القوات الموالية لصالح نظموا احتجاجات مماثلة في مدينة تعز. ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر بشرية. ومن لحج أفاد مراسل الجزيرة نت ياسر حسن بخروج عشرات الآلاف في مسيرة حاشدة في دمت بمحافظة الضالع جنوبي اليمن، انطلقت من ساحة الحرية مرورا بالشارع العام حتى ساحة مبنى القيادة في مدخل المدينة الشمالي وهي تردد الهتافات والشعارات المطالبة بمحاكمة الرئيس صالح وإحالته ورموز نظامه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب. كما أشار إلى احتشاد الآلاف لأداء صلاة الجمعة بضاحية كرش بمحافظة لحج، حيث أكد الخطيب أن هدف الثورة الأول تحقق بتنحي علي صالح وأن ما تبقى من نظامه سينهار لا محالة. ونقل عن عبد الله عبد الجليل جازم أحد قادة ثورة الشباب بلحج قوله إن المصلين وقفوا وقفة احتجاجية عقب الصلاة هتفوا خلالها بأهمية استمرار الثورة حتى تحقيق أهدافها، رافضين أي ضمانة لصالح وأولاده ومعاونيه. وقال إن ثوار لحج باقون في اعتصامهم حتى تحقيق كامل الأهداف ولن يثنيهم عن ذلك شيء. وكان ثوار لحج قد احتفوا بزفاف أحد شباب الثورة في الساحة عقب صلاة الجمعة. وفي عدن أفاد مراسل الجزيرة نت عبده عايش بأن آلاف الثوار أدوا صلاة الجمعة في ساحة الحرية بضاحية كريتر، مؤكدين على مواصلة الثورة السلمية حتى تحقيق الأهداف كاملة. وقال خطيب الجمعة شوقي كمادي إن المبادرة الخليجية تعني أن صالح قد انتهى، إلا أن الثوار مستمرون على طريق الثورة لتحقيق كامل الأهداف ولا تراجع حتى النهاية. وعقب صلاة الجمعة خرج الثوار في مسيرة سلمية جابت شوارع مدينة كريتر وهم يحملون الأعلام الوطنية ولافتات تؤكد أن الشباب أكثر حماسا وقوة لمواصلة الثورة وتحقيق كامل أهدافها المعلنة. وكان مراسل الجزيرة قد أفاد بأن قوات موالية للرئيس صالح قصفت مناطق نهم وأرحب وبني الحارث، كما وقعت اشتباكات في العاصمة ليلة الجمعة بين قوات موالية للرئيس وأخرى مناهضة له. وأوضح السكان أن قوات الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الأحمر تبادلت النيران مع قوات الأمن المركزي بقيادة يحيى صالح، نجل شقيق صالح. وتركزت الاشتباكات -حسب وكالة الأنباء الفرنسية- في محيط مقر إقامة عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس الذي كلف بتولي شؤون البلاد في فترة انتقالية بموجب الاتفاق الذي وقعه صالح. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى في تلك الاشتباكات. وجاءت هذه التطورات الأمنية بعد يوم من مقتل خمسة متظاهرين على الأقل في صنعاء وإصابة أكثر من ثلاثين برصاص من يوصفون ببلاطجة موالين للرئيس اليمني خلال مظاهرة احتجاج على المبادرة الخليجية.