وصلت أول دفعة من المراقبين العرب إلى الأراضي السورية مساء الاثنين للوقوف على حقيقة الأوضاع في سوريا حسب الاتفاق المبرم بين الجامعة العربية ودمشق. ونقلت وكالة رويترز عن عضو في وفد الجامعة العربية من دمشق قوله "لقد وصلوا (المراقبين) حوالي الساعة الثامنة مساء". وأضافت الوكالة أن عضو الوفد أكد لهم هذه الأنباء في اتصال هاتفي بعد أن التقي بالمراقبين في المطار. في هذه الاثناء أكد المجلس الوطني السوري المعارض أن بعثة الجامعة العربية وصلت إلى حمص، لكنه ذكر أنهم لا يستطيعون القيام بمهمتهم. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس المجلس برهان غليون قوله "بعض المراقبين وصلوا الى حمص"، حيث تشن القوات السورية هجوما على عدة أحياء. وأضاف غليون "هؤلاء (المراقبين) اعلنوا أنهم لا يستطيعون الوصول الى اماكن لا تريد السلطات أن يصلوا إليها". 13 قتيلا وكان ناشطون سوريون أفادوا في وقت سابق بمقتل 13 شخصا في "قصف عنيف" تعرضت له مدينة حمص، قبيل وصول المراقبين. ومن المقرر أن يصل عدد المراقبين الإجمالي إلى نحو مئتين برئاسة الفريق السوداني محمد الدابي، الذي قال إن بعثة المراقبة ستلتقى قوى مختلفة في سوريا بما فيها المعارضة. ومن المفترض أن يقوم وفد الجامعة العربية بمعاينة تنفيذ الاتفاق المبرم مع الحكومة السورية والذي يهدف إلى وضع حد لاعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر ببعثة المراقبين العرب قوله إن فريق المراقبين سيبدأ مهمته في سوريا بزيارة مدينة حمص المضطربة يوم الثلاثاء. وأضاف المصدر أن بعثة المراقبين ستزور أيضا العاصمة دمشق وحماة وادلب يوم الثلاثاء. وكان معارضون سوريون قد دعوا الأحد بعثة المراقبين العرب إلى التوجه فورا لمدينة حمص، التي قالوا إن عددا من أحيائها محاصر من قبل الجيش السوري. عنف وتفجيرات وكان المجلس السوري المعارض قد أعلن أن آلاف الجنود السوريين يفرضون حصارا مشددا على حي بابا عمرو بمدينة حمص. ولكن الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي قال إن رئيس بعثة المراقبة هو المخول بتحديد تحركاتها. يذكر أن الحملة الأمنية التي تشنها السلطات السورية ضد المعارضين لا تزال مستمرة منذ منتصف مارس/ آذار الماضي. وشهد يوم الأحد تجدد العنف في مدينة حمص وسط البلاد، كما شهدت الجمعة الماضية سقوط 44 قتيلا في تفجيرين في العاصمة دمشق. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن السلطات السورية اتهمت تنظيم القاعدة. ويقول معارضون للاسد انهم يشتبهون في قيام الحكومة نفسها بتدبير التفجيرين كي تثبت للعالم انها تواجه عنفا بلا تمييز من جانب مسلحين اسلاميين ولتخويف المراقبين التابعين للجامعة العربية. وعلى مدى اشهر شهدت سوريا اراقة دماء بصورة يومية حيث تحاول قوات الامن اخماد انتفاضة شعبية كانت سلمية في بدايتها ثم تحولت تدريجيا الى العنف ضد الرئيس السوري الذي تتولى عائلته حكم البلاد منذ اكثر من اربعة عقود.