اتهم السيد سلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان الحكومة السودانية بسرقة نفط بلاده في إشارة جديدة للتصعيد بين الخصمين السابقين. ففي خطابه لشعب جنوب السودان بمناسبة العام الجديد، قال السيد كير إن السودان يقوم بأخذ نفط جنوب السودان بدون أي إذن ولكنه لم يقدم أية تفاصيل حسب ما كتبت صحيفة سودان تربيون. ولقد وصف السيد كير هذا الفعل "بأنه نهب في وضح النهار" في رسالته المنشورة على موقع حكومة جنوب السودان. ولقد أوضح مصدر قريب من حكومة جنوب السودان لصحيفة سودان تربيون بأن الخرطوم قد سرقت 1,2 مليون برميل من النفط من خطوط الأنابيب وحولتها إلى مصفاتي الأبيض و الجيلي . وأضاف المصدر قائلا: وقد يتخذ جنوب السودان قريبا قرارا بإيقاف ضخ النفط". ومن المقرر أن يدخل البلدان في جولة جديدة من المفاوضات بشأن النفط خلال هذا الشهر. ومن المؤمل أن يصل الطرفان لتسوية حول النزاع بشأن الرسوم التي ينبغي لجنوب السودان دفعها لاستخدام خطوط الأنابيب المملوكة لحكومة السودان لنقل البترول لموانئ التصدير على البحر الأحمر. وكانت لجنة الاتحاد الأفريقي التي يرأسها السيد أمبيكي قد تقدمت بمقترحات رفضت من قبل الطرفين. ولقد أخفق مقترح لجنة الاتحاد الأفريقي الداعي إلا أن تدفع جوبا للخرطوم نسبة مئوية سنوية من صادراتها البترولية حيث أن حكومة السودان رفضت عرض جوبا لمبلغ 5,4 بليون دولار وطالبت بمبلغ 7.4 بليون دولار إن حكومة السودان شديدة الحاجة للوصول لاتفاق مع جارتها الجنوبية ذلك لأنها تعاني من ضائقة اقتصادية شديدة بعد أن فقدت 75% من احتياطي النفط بانفصال جنوب السودان. وقد أشار السيد سلفا كير إلى أن حكومته "قدمت عروض مهمة من شأنها تحسين الوضع الاقتصادي والمالي لجمهورية السودان انطلاقا من روح اتفاقية السلام الشامل و كذلك لضمان بقاء الدولتين وكعلامة لحسن النية" كما حذر الخرطوم إلى ضرورة إيقاف توجهها العدائي و أضاف أن جوبا ستواصل مساعيها الدبلوماسية لمعالجة القضايا العالقة بينهما. ولقد تبادل الطرفان الاتهامات مؤخرا بدعم المجموعات التي تقاتل الحكوميتين، ولقد أودع السودان ثلاث شكاوى لدى مجلس الأمن ضد حكومة جنوب السودان في هذا الصدد. ولقد ناشدت جمهورية الصين – والتي لها الحصة الأكبر من نفط جنوب السودان- الدولتين لتسوية خلافاتهما من خلال المفاوضات بينما نبهت الخرطوم ضد إعاقة تدفق النقط كما سبق أن هددت. وكانت جمهورية السودان قد حذرت بأنها ستضع يدها على جزء من النفط الذي يتم ضخه من الجنوب نظير الدفعيات إذا فشلت المفاوضات بينهما.