يربط سياسيون ومراقبون ببغداد تفجيرات العراق الأخيرة بالخلافات السياسية الواسعة التي تعصف بأطراف العملية السياسية، بينما اتهمت هيئة علماء المسلمين أقطاب العملية السياسية بالوقوف وراء هذه التفجيرات. وكانت العاصمة العراقية قد استفاقت صباح أمس الخميس على دوي سلسلة من التفجيرات التي وقعت في أحياء مدينة الصدر شرقي بغداد التي تعد المعقل الرئيسي للتيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر، وفي مدينة الكاظمية، كما وقع انفجار بمدينة الناصرية جنوبي البلاد. وقال مسؤولون عراقيون إن عدد الضحايا تجاوز ال250 عراقيا بين قتيل وجريح، إذ وصل عدد القتلى والجرحى بمدينة الناصرية إلى 125 (44 قتيلا و81 جريحا) وفقا لما أعلن عنه مدير عام صحة الناصرية هادي الرياحي. " هيئة علماء المسلمين بالعراق: ساسة اليوم متورطون في استهداف الدماء البريئة وأرواح المدنيين واستخدام ذلك وسيلة لتصفية الحسابات فيما بينهم " ووقع 45 قتيلا وجريحا بمدينة الصدر بينما سقط ستون قتيلا وجريحا بمدينة الكاظمية. خلط الأوراق من جانبها اتهمت هيئة علماء المسلمين بالعراق أقطاب العملية السياسية بالوقوف وراء التفجيرات. وقالت في بيان إن الهدف من التفجيرات خلط الأوراق وإعادة الأوضاع إلى الاحتقان الطائفي، وإشعال نار الفتنة بين أبناء الشعب العراقي. وأضاف البيان أن للصراع السياسي المحتدم بالعراق بين أقطاب العملية السياسية الحالية يدا في مثل هذه الجرائم، وأن ساسة اليوم متورطون في استهداف الدماء البريئة وأرواح المدنيين واستخدام ذلك وسيلة لتصفية الحسابات فيما بينهم. من جهته يرى المحلل السياسي العراقي هارون محمد أن هذه التفجيرات ليست بالجديدة على العراق، وقد أصبحت جزءا من المسلك اليومي للعراقيين منذ الاحتلال وحتى يومنا هذا. ويضيف للجزيرة نت أن الإجراءات والقرارات الحكومية الخاصة بتعزيز الأمن فشلت فشلا ذريعا، وأن الأجهزة الأمنية تفتقر إلى أسس سليمة في بنائها. ويتهم محمد رئيس الحكومة نوري المالكي بأنه مسؤول عن تردي الوضع الأمني. وأنه "لا يزال يمسك بمفاصل الأجهزة الأمنية ويرفض تعيين وزراء وقادة أمنيين أكفاء". " يتهم هارون محمد حكومة المالكي بأنها تؤجج الصراع بين جماعات وتيارات سياسية من أجل تأزيم الموقف، ويعتقد أن تعامل الحكومة مع عصائب أهل الحق التي انشقت عن التيار الصدري يصب في هذا الاتجاه " ويرى محمد أن الصراع بين الكتل والأطراف السياسية ينعكس سلباً على الشارع العراقي ويؤدي إلى تردي الوضع الأمني، ويتهم حكومة المالكي بأنها تؤجج الصراع بين جماعات وتيارات سياسية من أجل تأزيم الموقف، ويعتقد أن تعامل الحكومة مع عصائب أهل الحق التي انشقت عن التيار الصدري الذي يتهمها بممارسة القتل بحق العراقيين، يصب في هذا الاتجاه. خلافات الأقطاب غير أن عضو البرلمان عن التيار الصدري جواد الحسناوي يعزو من جانبه هذه التفجيرات إلى الخلافات بين أقطاب العملية السياسية التي تتصاعد وتيرتها على خلفية إصدار أمر بالقبض على نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ومنع المالكي نائبه لشؤون الخدمات صالح المطلك من دخول مجلس الوزراء. وردا على سؤال لمراسل الجزيرة نت عن الربط بين هذه التفجيرات في مدينة الصدر والكاظمية والخلاف الناشب بين التيارالصدري وعصائب أهل الحق، يستبعد الحسناوي أن يكون هذا الخلاف وراء هذه التفجيرات. ويقول إن التفجيرات التي وقعت اليوم سببها الصراع بين السياسيين ولاسيما قائمتي دولة القانون والعراقية. ويشير إلى أن التيار الصدري يرفض انضمام عصائب أهل الحق إلى العملية السياسية لأنها ارتكبت جرائم بحق العراقيين. يُذكر أن العاصمة شهدت الخميس الماضي 22 ديسمبر/ كانونال أول 2011 تفجيرات في مناطق عدة من بغداد سقط خلالها ستون قتيلاً ومئات الجرحى. وشهدت ديالى الأربعاء الماضي ثمانية تفجيرات في مختلف مناطق المحافظة راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح.