ابلغ مصدر مطلع صحيفة (الإنتباهة) اليوم 27 يوليو عن قرب اعلان تشكيل وزاري جديد لما يسمى بالجمهورية الثانية ( جمهورية ما بعد تمزيق البلاد) . وأضاف المصدر أن اللجنة وضعت معياراً لتسمية الوزراء قائماً على أساس ضرورة تغيير الوجوه التى استوزرت لدورتين، فضلاً عن اتجاه قوي لإبعاد من يتولون أمانات بالمؤتمر الوطني عن الجهاز التنفيذي، كما سيتم تغيير جذري في الوزارات السيادية. وبحسب المصدر فسيتم تبادل المناصب بين وزيري الدفاع عبد الرحيم محمد حسين ووزير رئاسة الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح ، وتتم مشاورات مع غازي صلاح الدين لتولي وزارة الخارجية ، وتشمل لائحة المغادرين للحكومة ، عوض الجاز ( وزير الصناعة) ، علي كرتي ( وزير الخارجية) ، كمال عبد اللطيف (تنمية الموارد)، ، ابراهيم محمود ( الداخلية ، أزهري التيجاني ( وزير الأوقاق ) ، فيصل حسن ( وزير الثروة الحيوانية) ، جلال الدقير ( وزير التعاون الدولي) ، وحاج ماجد سوار ( وزير الشباب والرياضة). وعلق محلل سياسي ل (حريات) أن ما أعلنته صحيفة (الانتباهة) وارد ، فمن ناحية يحتاج عمر البشير الى مكياج يحسن به صورة نظامه ، ويمكن أن يحقق ذلك بتغيير بعص الوجوه القديمة التي ظلت تستوزر لأكثر من عشرين عاماً هي عمر الانقاذ ، وكما لاحظ اسلامي فانه منذ الانقلاب وحتى الآن ظلت السلطة الحقيقية يحتكرها ما لا يزيد عن خمسين شخصاً . هذا ويعبر عن عدم مرونة الانقاذ ، ليس في المنطلقات والسياسات والبرامج ، وحسب ، وانما عدم مرونة حتى في الأشخاص ، وهذا مما يؤكد أنه لا يمكن توقع أي تغيير أساسي من قيادة الانقاذ . وسيلازم عدم المرونة هذا الانقاذ ، وعلى عكس ما تدعي (الانتباهة) لا يستطيع عمر البشير تغيير من استوزروا لدورتين ، كما تؤكد ترشيحاتها نفسها ، فسيظل عبد الرحيم محمد حسين وبكري حسن صالح ، مع تغيير المواقع ، اضافة الى عمر البشير نفسه ، والذي له أكثر من عشرين عاماً رئيساً للسلطة التنفيذية . وأضاف المحلل السياسي ان المعيار الحقيقي للوجود في التشكيل الوزاري الجديد الولاء الشخصي لعمر البشير ، فالذين يطالهم التغيير لن يطالهم بسبب (قدمهم) فعمر البشير هو الأقدم ، وليس بسبب فسادهم فهو الأكثر فساداً ، ولا بسبب استقلاليتهم أو قدرتهم على الانتقاد ، وانما بسبب تحول الطغيان من طغيان حزب شمولي الى طغيان شخصي لعمر البشير ، ولذا فانه لا يريد أي شخص لديه بقايا ولاء ، مهما صغرت هذه البقايا ، للتنظيم الذي أوصله للسلطة . ولأن عمر البشير يعلم بأن التنظيم نفسه لم يعد ( تنظيماً) سياسياً وانما (تنظيماً) للمصالح ، فانه لن يذهب في اتجاه تعديل الوجوه أكثر مما ينبغي ، فالطاقم الموجود نفسه مستعد لبيع أي شئ للبقاء في الوزارة ، وقد سبق وباعوا أنفسهم للشيطان ، حينما اختاروا الانقلاب وسلموا مقدرات حركتهم السياسية لعسكري متواضع القدرات لم يكن له اسهام في بناء هذه الحركة ولا حتى في الانقلاب الذي أوصله الى السلطة ! وأضاف المحلل السياسي ان أهم ما ميز التشكيل الوزاري السابق وجود صغار السن والمؤهلات والمعرفة أو ( الكتاكيت) – كما أسماهم مولانا سيف الدولة حمدنا الله – ولم يكن الهدف تمثيل الشباب كما يدعي عمر البشير ، وانما توزير أناس بلا أي مؤهلات مما يجعلهم يطيعون من استوزرهم بفعل كل شئ ، بما في ذلك ارتكاب الموبقات والتهريج والمزايدات ، كما يفعل حالياً حاج ماجد سوار وغيره من ( الكتاكيت) . وختم المحلل السياسي قوله بانه كلما تطابقت الجمهورية الثانية مع عمر البشير ، وهذا ما يجري الآن ، كلما تطابقت مع مصيره الشخصي ، وهو كرت محروق ، قوة نافدة ، وبلا أفق ، والخيار الحقيقي المتاح له : اما ان ينتحر بشرف لوحده – فيتنحى ويسلم نفسه للعدالة الدولية ، أو ينتحر بخسة ونذالة ، كما يفعل الآن ، بأن ينتحر مع الجماعة في عرس لنحر البلاد ، وهذا بالطبع اذا لم تتمكن قوى التغيير من ازاحته وكل نظام الطغيان .