- أجرت وكالة السودان للأنباء حواراً مع السيد كمال اسماعيل وزير الدولة بوزارة الخارجية شمل عدة محاور حول العلاقات السودانية الأفريقية ، السودانية الأوربية والسودانية الأمريكية وديون السودان الخارجية وغيرها من المحاور فالى مضابط الحوار : تقييمكم للموقف الأفريقي وتضامنه مع السودان في مواجهة المحكمة الجنائية الدولية - السودان منذ فترة بدأ سياسة واضحة لتحسين علاقاته مع الدول الأفريقية وأظن ذلك قد تم بدرجة كبيرة ، حيث لم يعد السودان طرفاً في نزاع مع أي دولة بل العكس صار وسيطاً في العديد من النزاعات والخلافات الأفريقية لا سيما قضية جنوب السودان ، حيث السودان هو من ثلاث دول (السودان ، كينيا وأثيوبيا) للتوسط لحل النزاع في جنوب السودان ، اذن السودان قد أصلح علاقاته مع جميع الدول الأفريقية وبدأ يلعب دوراً متقدماً وريادياً في معظم قرارات الاتحاد الأفريقي ، ان كان ذلك في مجال التكامل الاقتصادي في أفريقيا أو في مجال حل النزاعات في القارة أو قضية الجنائية ، حيث صدر قرار الاتحاد الأفريقي ومطالبة بالانسحاب من الجنائية والسودان نجح أن يقنع الاتحاد الأفريقي بأن يتخذ هذا الموقف ، ليس هذا فحسب ولكن السودان يشارك في العديد من المنتديات الاقتصادية والسياسية وفي مجال التنمية في أفريقيا وله اسهامات معروفة في هذا المجال .كما نبذل جهداً لفتح العديد من السفارات في دول القارة . خلال الفترة الأخيرة انسحبت بعض الدول الأفريقية من الجنائية هل هناك دول أخرى ستنسحب في ضوء مواقف دول القارة الأخيرة ؟ القرار شامل وعلى الدول أن تطبقه حسب برامجها ولكن المهم في الأمر أن الرسالة قد وصلت وأن الدول الأفريقية ما عادت مغيبة سهلة الانقياد . تقييمكم للعلاقات السودانية الأمريكية، ورفع العقوبات هل سيكون له تأثير على مواقف بعض المنظمات الدولية تجاه السودان ؟ لاشك أن رفع العقوبات الأمريكية عن السودان سيعطي السودان حق العضوية الطبيعية في هذه المنظمات والاستفادة من كل الميزات التي يمتاز بها الأعضاء الآخرون وبالتالي ليس هناك سبباً سياسياً يعمل ضد السودان في هذه المنظمات وبالتالي سيتم التعامل معها بصورة طبيعية وسيستفيد من كل الفوائد الموجودة في هذه المنظمات سواء كان ذلك في مجال التمويل أو التنمية أو القضايا الثقافية وغيرها . تمت العديد من الزيارات بين السودان وأمريكا بعد رفع العقوبات، هل سيكون لهذه الزيارات والتواصل تأثير في الموقف النهائي من العقوبات الأمريكية ؟ نعم تواصل تبادل الزيارات بين المسئولون أمريكان وسودانيين خلال الفترة الماضية وهناك زيارات مبرمجة خلال الفترة القادمة وهذه ستساعد في تقييم الوضع في السودان لإكمال الرفع النهائية للعقوبات الأمريكية . موقف المجتمع الدولي من فتح حدود السودان لاستقبال اللاجئين من دولة جنوب السودان وفتح ممرات الاغاثة ؟ كان السودان دائماً يعمل على احلال السلام في الجنوب وقد بذل في ذلك جهداً كبيراً سواء كان ذلك مباشرة أو عن طريق الايقاد وقد استقبل الكثير من اللاجئين الجنوبيين وقدم لهم ما يستطيع تخفيفاً لما يعانونه من مجاعة وأيضا قدم رئيس الجمهورية ألف طن من الذرة لتخفيف اثار المجاعة اضافة الى ذلك فتح السودان العديد من المعابر لتمرير مواد الاغاثة لجنوب السودان وقد قدر العديد من المنظمات الدولية والاقليمية موقف السودان في هذا الاطار وكان محل اشادة . تحركات السودان للحد من الهجرة غير القانونية والاتجار بالبشر وأثر ذلك في علاقات السودان مع الدول الأوربية ؟ هناك مشاورات مع مجموعة الدول الأوربية ان كان على المستوى الثنائي أو مجتمعة وعادة ما تكون الهجرة غير القانونية في قائمة الموضوعات والنقاش ، وفد أبدى السودان في العديد من المناسبات والمحافل استعداده للتعاون مع الدول الأوربية لكبح جماح هذه الهجرة غير القانونية في اطار برامج عملية فعالة متفق عليها بين الطرفين . دول الاتحاد الأوربي تقدر هذا ولا شك أن ذلك سينسحب ايجاباً بينها وبين السودان . ما هو شكل الحوار مع دول الاتحاد الأوربي ؟ الحوار مع دول الاتحاد الأوربي يشمل العديد من الموضوعات التي تهم الطرفين وكانت العديد من الدول الأوربية تبدي نفهماً للأوضاع في السودان وعند اكتمال رفع العقوبات الأمريكية ستزداد وتيرة التعامل بين السودان والاتحاد الأوربي . العلاقات الثنائية بين السودان ودول الاتحاد الأوربي تتفاوت درجاتها ما بين جيد جداً وحسن ، حسب العلاقات التاريخية والتعاون التجاري والمواقف السياسية لكل دولة على حدا ، وقد أعاد السودان علاقاته مع العديد من دول الاتحاد الأوربي على المستوى الثنائي وبدأ التعاون عبر لجان التشاور السياسي بين السودان وتلك الدول ، وهي المرحلة الأولى تعقبها العديد من الخطوات للتطبيع الكامل مع تلك الدول . رؤية السودان لمعالجة قضبة ديونه الخارجية ؟ السودان استوفى كل الشروط الفنية المطلوبة لإعفاء ديونه وهذا ما أقرت به العديد من المنظمات الاقتصادية الدولية ، ولكن في الفترة السابقة ولأسباب سياسية بحتة لم تعمل تلك المؤسسات على انفاذ اعفاء الديون من السودان، والآن وبعد رفع العقوبات الاقتصادية هنالك بارقة أمل وتوقعات كبيرة في أن يتوصل السودان مع الدول الدائنة والمؤسسات المالية لإعفاء ديونه . المعارض التجارية التي يقيمها السودان في بعض الدول الأوربية هل هناك عائد منها ؟ المعارض والاشتراك في نشاطات كثيرة محاولة للترويج للاقتصاد السوداني وخلق أسواق جديدة لصادراته وتوفير معلومات عن المنتجات السودانية وعادة ما يكون تأثير مثل هذه النشاطات في المدى المتوسط والبعيد ، ولكن هذه المعارض ضرورة ومهمة للترويج لصادراتنا ونحتاج لمزيد من التجويد حتى تكون أكثر فعالية ولإقناع الشركات والمؤسسات الأجنبية للاستيراد من السودان والتعامل التجاري معه . البرلمان الأوربي يتخذ أحياناً مواقف سلبية تجاه السودان ، شكل الحوار معه ؟ البرلمان الأوربي بطبيعة تكوينه يتكون من مجموعات سياسية مختلفة تتلقى معلوماته من مصادر مختلفة ويصدر قرارات عديدة في مختلف القضايا لا سيما القضايا الخارجية ، في بعض المرات تكون هذه المجموعات خاضعة لتأثيرات المنظمات الانسانية والطوعية وربما تعوذها بعض المعلومات الصحيحة وبالتالي وبطبيعة التكوين ربما يصدر في بعض المرات قرارات لا سيما عن السودان ، وفي هذا الاطار يمكن أن يلعب البرلمان السوداني دوراً مهماً لتوضيح الحقائق عن السودان مع رصفائه من أعضاء البرلمان الأوربي .