يعتبر التبرع بالدم عمليه طبية تحدث عندما ينقل شخص سليم معافى طوعاً الدم و يستخدم ذلك الدم في عمليات نقل الدم أو تصنيع الأدوية، وذلك عن طريق عملية تسمى التجزيء وهي عمليه آمنة نسبياً تحافظ على تجديد الدم وتنقيته. وفي بلدان العالم المتقدم، معظم المتبرعين من المتطوعين الذين يتبرعون مجاناً إما لأغراض إنسانية أو اجتماعية أو دينية أو حتى صحية. أما بالنسبة للبلدان الأكثر فقراً، تشح المؤسسات المتخصصة بنقل الدم، ويتبرع المتبرعون عند حاجة أفراد الأسرة الواحدة والأصدقاء فقط. وفي السودان أعلن وزير الصحة الدكتور بحر إدريس أبو قردة عن الحملة القومية للتبرع الطوعي بالدم في الثاني والعشرين من أكتوبر 2012م لمدة ثلاثة أشهر بالسودان تحت شعار (كن بطلاً متبرعا بالدم) وذلك من أجل العمل على إنقاذ الأرواح وتهدف الحملة لتسليط الضوء على جميع الولايات ، و توفير كميات من الدم الآمن بصورة تكفي المرضى بجميع مستشفيات السودان. وأشار الوزير في لقاء مع (سونا) أن الحملة ليست وقتية بل ثقافة دائمة يجب المحافظة عليها لتأمين الدم الاحتياطي للكوارث والظروف الطارئة مناشدا جميع المنظمات والمؤسسات لتساهم فيها. وذكر د. احمد حسن مدير المركز القومي لنقل الدم أن البرنامج وجد قبولا وتجاوبا من المجتمع مبيناً بأن الكمية التي نحتاجها 400 - 500 ألف وحدة من الدم ومشتقاته سنويا لنقلها إلى المرضى وأنها تأتي من أشخاص تبرعوا بالدم من أجل إنقاذ الأرواح وصحة المرضى "ونهدف إلى تأمين هذه الإمدادات وترسيخ ثقافة نشر الدم المنقول حتى نؤمن لكل مريض حاجته من الدم في كل الولايات" مشيداً بالدور الذي يقوم به الإعلام في إيصال الرسالة لكافة قطاعات المجتمع. وتختلف كميات وأساليب سحب الدم، ولكن يعتبر التبرع ب 500 مل (نصف لتر) هو الأكثر شيوعاً لعمليات التبرع بالدم الكامل، وتشترط جميع جهات التبرع مواصفات طبية عالية للمحافظة على نظافة وتعقيم الأدوات المستعملة في العملية، التي تكون أغلبها ذات أجل قصير، مما يسبب مشكلة في إيصال التجهيزات إلى الأماكن البعيدة. وأشاد الوزير ابوقردة بدور جميع الجهات التي تساهم في دعم برامج نقل الدم مبيناً الدور الذي يقوم به الصندوق العالمي للمانحين وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي لمساهمتهم في شراء معدات لبنوك الدم بقيمة 3,8 مليون دولار داعيا إلى مزيد من التطور وانطلاقة جديدة لنقل خدمات الدم في المستقبل .وأكد سيادته بأنهم ملتزمون بتقديم الدعم اللازم لضمان توفير الدم في السودان. وأوضح أن نسبة الدم التي يتم جمعها تشكل 200 ألف وحدة دم فيما تظل الحاجة الفعلية 600 ألف وحدة دم ، وبلغت نسبة التبرع الطوعي في السودان 49% من النسبة الكلية للدم المتبرع به، وتعمل وزارة الصحة الاتحادية بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية من أجل زيادة نسبة التبرع الطوعي إلى 100% بحلول عام 2020 ، وسيأتي ذلك من خلال العمل على توفير أعداد كبيرة من المتبرعين الطوعيين المنتظمين بالدم. كما حث ممثل منظمة الصحة العالمية بالسودان الدكتور أنشو بانيرجي كافة السودانيين وخاصة الشباب منهم على ان يصبحوا متبرعين طوعيين بالدم ، لاسيما أن التبرع بالدم هو ممارسة آمنة وليست لها أي مضار صحية وتجربة تعود بالرضاء عن النفس لأنها تمكن من إنقاذ حياة الآخرين دون تعريض حياتك للخطر فللتبرع بالدم فوائد علمية تتمثل في تنشيط نخاع عظام المتبرع لإنتاج خلايا دم جديدة ( كريات حمراء وكريات بيضاء وصفائح دموية ) والمساعدة في تنشيط الدورة الدموية وعلاج بعض الحالات المرضية مثل الزيادة غير الطبيعية في عدد كريات الدم الحمراء ونسبة الحديد ومنع حدوث مضاعفات هذه الأمراض ومنح المتبرع فرصة التأكيد من خلوه من الأمراض ( الالتهاب الكبدي بأنواعه وسرطان الدم والزهري والإيدز وغيرها ). وثبت أنه في كل مرة تتبرع بالدم فإنك تتخلص من بعض الحديد الذي يحتويه والذي إذا ما ارتفع مستواه بالدم يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب ، كما أن الحديد يعجل بأكسدة الكوليستيرول ويزيد من تلف الشرايين الصغيرة كما ان الذين يتبرعون بدمهم مرة واحدة على الأقل كل سنة هم أقل تعرضا للإصابة بأمراض الدورة الدموية و سرطان الدم وبينما يتجدد دم الإنسان طبيعيا كل 120 يوما, فإن الإنسان الذي يتبرع يتجدد دمه بعد 20 يوما فقط أي أسرع بستة أضعاف، كما أن خلايا الدم الجديدة أنشط في نقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم, مما يؤدى إلى زيادة النشاط والحيوية... فكأن الله يبدل المتبرع بكيس دم أفضل مما تبرع به . الجدير بالذكر أن الدعم المالي لهذه الحملة من قبل الصندوق العالمي للمانحين من أجل تشجيع مزيد من الناس على التبرع بالدم ، وبشكل منتظم لضمانه وتوفيره متى ما طُلب. ع س