ظلت العلاقة بين السودان ومصر ذات خصوصية نسجتها اعتبارات جغرافية ومسارات تاريخية بصورة لم تتوفر لشعبين آخرين في المنطقة، فصلة النسب والمصاهرة والدم بينهما جعلت نسيج العلاقة أقوى من كل التحولات التي قد تؤثر في علاقة أي من الدولتين ، وظلت الدولتان حريصتان على تقوية العلاقات بينهما في شتى المجالات سياسية واقتصادية وثقافية ورياضية ويكفي أن السودان هو الدولة الوحيدة التي لديها قنصلية في محافظة اسوان المصرية مما يدل على نمو حجم التبادل التجاري والاقتصادي، ليمتد هذا الدور ليشمل مجالات أخرى سياسية وثقافية. وفي المجال الرياضي وبعد زيارة قام بها وفد من وزارة الشباب والرياضة الاتحادية برئاسة وكيلها الاستاذ عبدالهادي محمد خير ومرافقيه من قادة الوزارة الخبير محمد صالح وداعة والاستاذ الأمين بابكر الي جمهورية مصر العربية أثمرت هذه الزيارة عن توقيع بروتوكول تعاون رياضي مع جمهورية مصر جاء امتدادا لجسر التواصل والإخاء بينهما وتعزيز العلاقات الثنائية في مجال عمل الناشئين والشباب وتوطيد أواصر الصداقة والتعاون بين شباب السودان ومصر. وجاء توقيع البروتوكول فتحا جديدا في ملف علاقات التعاون المشترك بين البلدين في مجال العمل الرياضي والشبابي، وعبرت المباحثات بينهما عن معاني الإخاء والتواصل التاريخي بين الجانبين، وأبرم الجانبان الاتفاق علي البرنامج التنفيذي الذي تضمنت بنوده إقامة أسابيع للصداقة والإخاء تبدأ انطلاقتها الأولي بالخرطوم والثانية بالقاهرة مع مطلع العام الجديد وتبادل الزيارات بين الكوادر في البلدين وإيفاد خبراء من السودان لمصر للاستفادة من التجربة المصرية في مجال الاعلام الرياضي والطب الرياضي، فيما حوى البروتوكول في مجال العمل الشبابي علي التعاون في مشروعات التدريب وتبادل زيارات القيادات الشبابية والوفود في مجال مراكز تدريب الشباب وكذلك تبادل الزيارات في مجال الاعلام والعلاقات العامة، وتمتد اتفاقية التعاون بين البلدين إلى مجال تبادل المشاركات في المعسكرات بين البلدين وفي مجال الطلائع الشبابية بجانب العديد من الاتفاقيات التي تضمنها بروتوكول التعاون المشترك والذي يبشر بحراك شبابي رياضي بين البلدين على مدى الثلاث سنوات القادمة. الاستاذ كمال حسن علي سفير السودان في القاهرة قال إن العلاقات المصريه السودانيه حدثت بها الآن دفعة كبيرة يسعى الطرفان إلى استمرارها من خلال تواصل الشباب المصري والسوداني، مؤكداً على أهميه الاستفادة من الخبرات والإمكانيات المتاحة بالدولتين في ذلك المجال لتحقيق بدايه قوية للتكامل والتواصل بين شباب البلدين. الاستاذ عبد الهادى محمد خير وكيل وزارة الشباب والرياضة، أمن على وضع نموذج وتفاصيل لبرنامج شبابى بين الدولتين يشمل إقامة أسابيع إخاء شبابي مشترك فى مجالات الإبداع المختلفة للنشء والشباب بجانب مشروعات تدريب الشباب والقيادات الشبابية وهو بداية للتكامل بين الدول العربية في مجال الشباب الذى أحدثه تغيير الربيع العربى، مؤكدا أن هؤلاء الشباب هم حاملو النهضة ويجب رعايتهم وتنظيمهم وإعدادهم لقيادة التغيير في العالم بأكمله. ومن الجانب المصري أكد الدكتور محمد رفاعي، مساعد وزير الشباب المصري، علي الوحدة الموجودة بين الشعب المصري والسوداني، وضروره تدعيم القيم المشتركه بين الدولتين بمختلف المجالات وخاصة مجال العمل الشبابي في كافه المناحي الثقافيه والرياضيه والاجتماعيه وفتح آفاف أكبر للتعاون تقدم كنموذج لفاعليه المشاركه لباقي الدول العربية. وأصدرت وزارة الشباب والرياضة المصرية بيان قالت فيه إن هذا البروتوكول يأتي تعزيزًا للعلاقات الثنائية بين مصر والسودان في مجال العمل الشبابي وتوطيد أواصر التعاون والصداقة بين الشباب المصري وعودة دور مصري أكثر قوة في إفريقيا ودول حوض النيل بعد قيام ثورة 25 يناير. حراك شبابي رياضي يمتد لمدة ثلاثة سنوات قادمة بين الدولتين سيعود نفعه عليهما ويكون نموذجا لمشاركة فاعلة تحتذي بها دول المنطقة. ع ش