تكتسب الخطط الرامية لمشروعات حصاد المياه أهمية اقتصادية وبيئية واجتماعية ، وتحقق العديد من الاهداف الاستراتيجية فى تحقيق الامن الغذائى من خلال الاكتفاء الذاتى والمساهمة في تنمية المراعي الطبيعية والغابات ،حيث شهد السودان خلال شهر اغسطس الماضى معدلات امطار عالية ووجود خيران ووديان تفيض بالمياه، من الامطار والسيول ، وبالتالى وفرت مشروعات حصاد المياه الحماية من تأثير المياه الزائدة على المناطق السكنية والتقليل من الآثار الناتجة عنها مثل الأمراض والأوبئة وتحسين الظروف الصحية. وقد عكست التجربة الحالية ضرورة إجراءات مسوحات جديدة للمناطق التى دائما ماتكون عرضة للامطار الغزيرة والسيول الجارفة ، بإقامة المزيد من مشروعات حصاد المياه عليها والاستفادة من حصاد مياه الأمطار في الوديان والخيران والمغذية للمنخفضات الطبيعية. ويرى العديد من الخبراء ان الكميات الكبيرة من الأمطار التي هطلت هذا العام بالولايات تعد فرصه كبيرة للتوسع في مشاريع حصاد المياه للاستفادة منها في الزراعة ونثر بذور المراعي من النباتات والأشجار والغابات لتوفير الأعلاف لصالح تنمية الثروة الحيوانية وزيادة والغطاء الشجري والذى من شأنه التأثير الايجابى على المناخ الذى يتهدده القطع والرعى الجائرين للغابات والنباتات. وقد شهدت الفترة السابقة جهودا مقدرة من وحدة تنفيذ السدود لانشاء العديد من مشروعات حصاد المياه بولايات السودان المختلفة للحد من اهدار مياه الامطار والسيول التى تهطل سنويا واستغلالها بصورة اجدى وامثل ، حتى تكون مناطق حصاد المياه جاذبة للاستقرار للمجتمعات المحلية فى نشاطهم الزراعي والرعوي حيث تدعم مشروعات حصاد المياه أهدافا اقتصادية من حيث تكثيف وتنويع الزراعة وزيادة الإنتاج والإنتاجية في مناطق الزراعة التقليدية و تنمية الثروة الحيوانية والغابية الى جانب تحقيق أهداف اجتماعية فى تطوير المناطق الريفية وخلق فرص عمل إضافية لمواطني الريف للاستقرار بمناطقهم وزيادة الدخل ورفع مستوى المعيشة . وقد نشطت وحدة تنفيذ السدود فى مشروعات حصاد المياه حيث أكملت الوحدة تنفيذ حصاد (45) مليون م3 من المياه بجميع ولايات السودان ضمن برامج حصاد المياه فى اطار جهودها الداعمة للعديد من المشروعات والتى تهدف الى التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى ولايات السودان المختلفة خدمة للمواطنين . وقال المهندس محمد حسن الحضري وزير الدولة المدير التنفيذي لوحدة تنفيذ السدود ان مشاريع الحصاد تعد من المشاريع الإستراتيجية والتي تهدف لحصاد كل مياه الإمطار ومعالجة نقص المياه ، وأشار إلي إن الوحدة نفذت في الفترة من ( 2010 إلى /2013) م حوالي (250) مشروعا وفرت سعة إجمالية مقدارها 45 مليون م3 منها 231 حفيرا كبيرا بسعة إجمالية 14.5 مليون م3 تعادل (483)حفيرا بالسعة التقليدية (30,000 م3)، وعدد (17) سدا . وأوضح ان المشروعات أسهمت في توطين الرعاة العائدين من الجنوب بعد الانفصال من خلال مشروعات شملت مناطق التماس حيث تم تنفيذ (22) حفيرا وسدين اثنين بولاية سنار و (50) حفير وسدين بولاية النيل الابيض و(24)حفيرا وسدين بولاية النيل الازرق اضافة الي جنوب كردفان التي تم تنفيذ (11) حفيرا بها، وقال الحضري إن المشروعات شملت ايضا ادارية ابيي بواقع (5)مشروعات حفائر بسعة اجمالية تصل الي (434.460)،ويهدف المشروع الي تنمية الريف اقتصاديا و اجتماعيا بتخفيف حدة الفقر وتنمية الموارد المائية خارج مجرى النيل وتحسين الإنتاج الحيواني و الزراعي بتنمية الموارد المائية ،إضافة الي المحافظة على البيئة و حمايتها مبينا ان المشروعات تسهم في دعم الأمن القومي و الاستقرار بتنمية المناطق الحدودية وتوفير المياه لتخفيف الصراع عليها داخل حدود السودان و مع الدول المجاورة، إضافة لزيادة حصة الفرد بالريف من المياه لتتناسب مع إستراتيجية البلاد المائية و تحقيق أهداف إستراتيجية سلام دارفور وأهداف الألفية من حيث الكمية و الجودة وتوطين الرحل و الرعاة لوقف النزاع حول المياه مع المزارعين بجانب تحفيز النازحين للعودة الى مناطقهم . الجدير بالذكر أنه وفى إطار أقامه مشروعات حصاد المياه بولايات السودان المختلفة أعلنت ولاية نهر النيل اكتمال العمل بسد المروة والذى يعد واحدا من أكبر مشروعات حصاد المياه بالسودان، والمنفذ من قبل وحدة السدود، لتخزين أربعة ملايين و600 ألف متر مكعب من المياه والذى سيتم افتتاحه رسميا الشهر المقبل ويبشر بنقلة نوعية في مجالات عمليات الزراعة وأحداث التنمية المنشودة بالولاية وتوطين الرحل.
