الأعياد فرصة لتواصل الأرحام وإعادة للحمة الأواصر بين الذين هم في المدن الكبيرة والأهل بالقرى والأرياف البعيدة في الولايات في تلاقى حبيب بعد فراق يدوم لفترات طويلة أحيانا ، وقد أصبحت قنوات التواصل سهلة بعد تمدد الطرق المعبدة ووجود وسائل المواصلات المريحة لكافة إنحاء السودان بالإضافة إلى سياسة التفويج التي تقدمها الشرطة لضمان سلامة الذهاب والإياب لقضاء أيام للذكرى بين الأهل ثم العودة بالسلامة إلى حيث العمل في المدن. وفى هذا السياق شهدت ولايات السودان عودة لأبنائها في عيد الأضحى المبارك أفرادا وجماعات إلى القرى والفرقان عائدين إليها بعد طول غياب يدفعهم الحنين والحب الصادق لترابها والشوق العميق لأهلها الذين ظلوا صامدين مكيفين أنفسهم مع ظروف الحياة بقناعة ورضاء وسعادة لارتباطهم بالأرض . شد الجميع رحالهم قاصدين مناطقهم يدفعهم الشوق والرغبة للقاء الأهل وقضاء إجازة عيد الفداء مفعمين بالمعاني الروحية الجامعة للأسر محيين قيم الترابط بين الأهل الذين يندمجون في مجتمع متماسك فرحين باجتماع الشمل وعودة الصفاء بالتقارب الذي يحدثه مناسبة عيد الأضحى المبارك. والعائدون إلى مناطقهم يغمرهم سعادتان الفرحة بالرجوع إلى مراتع الصبا والاحتفال بمناسبة العيد. العيد رغم انه مناسبة دينية لتحقيق قيم إسلامية عديدة ، إلا انه يحدث فرحا غامرا وواحة للنفس وراحة للجسد .. وتغلب على الروتين اليومي فى العمل لكسب العيش الكريم . وتشكل رحلة العودة فرحة أخرى ممزوجة بأفراح المناسبة وذكريات الأيام التى تم قضاءها وسط الأهل والعشيرة . وتؤدى إدارة المرور والنجدة دورا كبيرا في تأمين وصول الأفواج إلى الولايات بتنظيم طوف مروري لكل رحلة بطرق المرور السريع ، لتأمين حياة مستخدمي الطريق لضمان الوصول الآمن من والى المدن خاصة الخرطوم العاصمة القومية. ويبعث الطريقة التي تتبعها إدارة المرور الطمأنينة والارتياح لدى المواطنين من حيث توفر السلامة وضمان الوصول والإياب بأمان فى رحلة منتظمة وسريعة معقولة. وفى هذا الإطار أكد الفريق شرطة تاج الدين وديدى مدير الإدارة العامة للمرور في تصريح (لسونا) أن الدولة تهتم بتجهيز قوات الشرطة وتوجه كافة المعينات لرفع قدراتها كما أن وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة بجانب إدارة المرور تعطى جل اهتمامها لتحقيق السلامة على الطرق ودعمها وتطويرها مشيرا إلى تدشين عدد (50) عربة دورية للمرور السريع إضافية بكلفة مليار جنيه دعماً للعملية المرورية وكآليات لضبط المخالفات وتأمين سير المركبات. وأضاف وديدي مدير الإدارة العامة للمرور أن الوعي والثقافة المرورية تعتبران من أهم السمات التي تتحلى بها الشعوب المتحضرة ودليل واضح على رقي تلك الشعوب لما للثقافة المرورية من ارتباط وثيق بحياة وسلامة مستخدمي الطريق مشيدا بفرق الطوف التي أبلت بلاءا حسنا في أداء مهمتها كما أشاد بالمواطنين وسائقي المركبات لدورهم الكبير في التجاوب مع البرنامج . وفى ذات المنحى أبان العميد الصادق على إبراهيم مدير إدارة شئون الولايات مدير مشروع التفويج (لسونا) أن أعداد المسافرين إلى الولايات تضاعفت عن الأعوام السابقة موضحا أن عدد التفويج ارتفع إلى 356 فوجا في رحلة الذهاب إلى كل ولايات البلاد خلال الأربع أيام التي سبقت العيد بمعدل 20 إلى 40 عربة في الفوج الواحد. وأضاف أن جملة المركبات التي شاركت في نقل المسافرين بلغت 21 ألف و430 مركبة نقلت خلالها 614 ألف و400 راكب لكل ولايات السودان في رحلة الذهاب بالإضافة إلى تفويج عربات المغتربين الوافدين بعرباتهم الخاصة حيث بلغت 270 عربة بمعدل 50 إلى 100 عربة في اليوم مؤكدا أن التفويج تضاعف هذا العام مقارنة بالعام الماضي حيث بلغ عدد الذين سافروا عبر مشروع التفويج 320 ألف راكب بزيادة بلغت 100% هذا العام معللا تلك الزيادة لسهولة السفر نتيجة لتعبيد الطرق وتأهيلها بجانب نجاح برنامج التفويج الذي حقق الكثير من السلامة المرورية لضمان حياة المسافرين من الحوادث المختلفة حيث يعملون مرابطين في الطرقات حتى صباح العيد. ويرى العميد الصادق أن مشروع التفويج لعيد الأضحى رغم ضخامته إلا أن التفويج يمضى في رحلة العودة (التفويج العكسي) حيث بلغ حتى يوم أمس الأحد اليوم الثالث للمشروع 267 فوجا باجمالى بلغ 279الف و790 راكب بجملة 9 ألاف و854 مركبة ، مؤكدا أن المشروع اكتمل في رحلة الذهاب هذا العام دون حوادث كما أن العمل يجرى في استكمال التفويج العكسي بسلام معددا محاسن المشروع التي تتلخص في السيطرة على التهور في القيادة والسرعة الزائدة ومنع التخطي والحوادث بصورة شاملة ورغم أن تكلفة البرنامج تكلف الدولة الكثير إلا أن سلامة المواطنين أغلى وأهم وتأتى في مقدمة أولويات إدارة المرور وهنأت الإدارة الأمة السودانية بالعيد السعيد.