كتب- سعيد الطيب تبحث دولة فلسطين الشقيقة عن وجودها السياسى فى ذهنية الادارة الجديدة الامريكية بعد فوز الرئيس دونالد ترامب وبعد اجتماعه امس الاول مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في العاصمة الأمريكية . وتشير المعطيات الانية الى ان هناك تطابقا في المواقف بين ترامب ونتنياهو فيما يتعلق بإمكانية استبعاد حل الدولتين خاصة بعد التصريحات الاخيرة التى ادلى بها ترامب حيث د صرح بأنه يدرس حل الدولتين وحل الدولة الواحدة وسيقبل بالحل الذي يرضى به الطرفان، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو في البيت الأبيض ووفقا لهذا السياق كتب عبد المجيد سويلم مقال رأي في صحيفة الأيام الفلسطينية يرى فيه أن ترامب يتبنى الحل الإسرائيلي حيث يقول سويلم انه مهما تكن الآراء متباينة حول 'رؤية ترامب لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فإن هذا التباين سيظل محدوداً وهامشياً واستطرد قائلابأنه لا داعي للخوف مع أن الأمر مقلق، ويجب أن يدقّ لدينا ناقوسا أكثر من خطر. حتى الحزب الجمهوري سيكون حذراً، وترامب ليس كل الحزب وليس سوى جناح منه، ولدينا الكثير من العمل مع المجتمع الأمريكي ومع أحزابه ومع كل مكوّناته". وقال ايضا أن تلازم ترامب مع نتنياهو ليس كله شرّا مطلقا. من يدري؟ ربما أنه تلازم في مصلحتنا...!! وعلى كل حال فإن تراكم الأوهام ومضاعفتها لا يحولها إلى وقائع ولا يمكن أن تتحول إلى حقائق أبداً وفي وجهة نظر مشابهة، قال الصحفى المحلل عبد الباري عطوان إن هناك تطابقا كاملا في وجهتي نظر الطرفين حول قضايا منطقة الشرق الأوسط. وأضاف انه من الصعب التفريق بين لغتيهما وافكارهما، وكأن نتنياهو كان يجيب على الأسئلة الموجهة اليه وإلى مضيفه في الوقت نفسه, مضيفا فى نفس الوقت بأن النقطة المحورية في المؤتمر الصحفي لم تكن القضية الفلسطينية وإنما تبنى الرئيس ترامب لموقف حكومة نتنياهو تجاه الملف النووي الإيراني". وحذر عطوان من وجود خطة لتأسيس "محور عربي إسرائيلي لمواجهة إيران وطموحاتها النووية" ووصف ذلك بأنه سيكون الخطر الأكبر". بينما يقول الاستاذ موسى شتيوي في صحيفة الغد الأردنية أن الولاياتالمتحدة مسؤولة أخلاقياً وسياسياً عن تلك النتيجة، لأن دعمها لإسرائيل غير محدود بغض النظر عن سلوكياتها. وثانياً، لأنها تبنّت وجهة النظر الإسرائيلية بأن المفاوضات لحل القضية الفلسطينية يجب أن تكون من خلال محادثات ثنائية. ونلاحظ ان اللقاء الثنائى الامريكى الاسرائيلى فى واشنطن سبق القمة العربية المنتظر عقدها في الأردن الشهر المقبل والتى قد تشكل فرصة لبلورة موقف عربى موحد تجاه الامر ومعلوم ان للفلسطنيين حق تاريخى لاينكره الا صهيونى واليمين المتطرف فى كل مكان غربى . اذن يمكن لترامب ونتنياهو أن يقترحا ما يريدان، لكن الواقع سيفرض نفسه، وستجد إدارة ترامب بعد سنة أو سنتين أن لا بديل عن حل الدولتين، سوى التسليم بالحق التاريخي للفلسطينيين في كامل فلسطين التاريخية،وسواء لم تقبل واشنطن بخيار الدولتين فأنه يعنى تخليا عن ركن من أركان استراتيجية الإدارات الأمريكية السابقة خصوصا منذ توقيع معاهدة أوسلو عام 1993، ويعتبر تجاوزا لكل القرارات الدولية في شأن حل النزاع العربي-الإسرائيلي التي نصت صراحة على (دولتين) وتبقى الحقيقة أن الفلسطينيين ما زالوا شعباً تحت الاحتلال.