الخرطوم 16-9-2019م (سونا) - عاد الحديث مجددا بشأن سد النهضة الإثيوبي إلى الواجهة بعد توقف استمر لقرابة العام نسبة للمتغيرات السياسية التي حدثت في الدولة السودانية وذلك باستئناف المباحثات والمفاوضات والتي استضافتها القاهرة في الفترة من 15---16 سبتمبر الجاري بمشاركة الوفود الوزارية والفنية للدول الثلاث السودان وإثيوبيا ومصر . سد النهضة الإثيوبي يعد سد النهضة من أهم المتغيرات السياسية التي حدثت في منطقة حوض النيل موخرا وسببا في مطالبة دول الحوض في إعادة توزيع مياهه وعدم الاعتراف بالاتفاقيات السابقة خاصة اتفاقية 1959م بين السودان ومصر والتي أعطت مصر 55 مليار متر مكعب من مياه النيل وأعطت السودان 18 مليار متر مكعب من مياه النيل. وهو أقرب السدود الإثيوبية المقترحة إلى الحدود السودانية وقد أثار إعلان إثيوبيا في مارس 2011م عن الشروع في إنشاء هذا السد دويا كبيرا على المستويات السياسية وخبراء المياه والأكاديميين، وثارت مخاوف من تأثيره سلبا على تدفق المياه إلى مصر والسودان وتم تحديد موقع السد على بعد 40 كم تقريبا من الحدود السودانية الإثيوبية وأطلق عليه سد الألفية بعد الإعلان عنه في مارس2011، ثم أصبح اسمه في أبريل 2011 سد النهضة الإثيوبي العظيم، وهو عبارة عن سد بارتفاع 170 مترا وطول 1800 متر وبسعة تخزينية تصل إلى 74 مليار متر مكعب من المياه. فوائد وأضرار سد النهضة اختلف خبراء المياه والأكاديميون والسياسيون في الدول الثلاث حول آثار قيام سد االنهضة الإثيوبي بعض الخبراء يروون فوائد عظيمة للسد تتمثل في حجز جزءا كبيرا من كميات الطمى الضخمة التى يحملها النيل الازرق كل عام الى السودان والتي تفوق كميتها خمسين مليون طن وقد تسببت هذه الكميات الضخمة من الطمي عبر السنين من فقدان خزان سنار والروصيرص لأكثر من نصف الطاقة التخزينية للمياه والتوليدية للكهرباء وهذا الطمي هو السبب الرئيسي لقطوعات الكهرباء المتواصلة في كل أنحاء السودان نتيجة لإغلاق الطمي لتوربينات خزان الروصيرص كما يعمل سد النهضة على إيقاف الفيضانات المدمرة التي تجتاح مدن النيل الأزرق في السودان كل سنوات قليلة وتنظيم انسياب النيل طوال العام في السودان بدلا عن موسميته الحالية مما يساعد في انتظام الانسياب في تعدد الدورات الزراعية في السودان كما أن انسياب النيل الأزرق على مدى العام يساعد في التغذية المتواصلة كل أشهر السنة للمياه الجوفية في المنطقة بدلا من تغذيتها في الأشهر الثلاثة التي يفيض فيها النيل الأزرق كذلك يعمل سد النهضة على إطالة عمر خزان الروصيرص بحجزه لكمية الأشجار والحيوانات والمواد الأخرى الضخمة التي يجرفها النيل الأزرق. كما أن بعض الخبراء والأكاديميين والسياسيين يرون أن هنالك مضارا لسد النهضة يتمثل في إغراق حوالي 150 – 200 ألف فدان من الأراضي الزراعية القابلة للري والتي تعد محدودة في حوض النيل الأزرق كما أن السد يعمل على إغراق بعض المناطق التعدينية الواعدة بكثير من المعادن المهمة مثل الذهب والبلاتين والحديد والنحاس، كما أن السد يعمل على زيادة فرص حدوث زلازل بالمنطقة التي يكون فيها الخزان نظرا لوزن المياه التي لم تكن موجودة في المنطقة من قبل كما أن السد يعمل على فقدان السودان للطمي الذي يخصب الأراضي الزراعية حول النيل الأزرق كما أن السد عمل على إضفاء التوتر السياسي بين السودان وإثيوبيا ومصر . مباحثات ومفاوضات متعددة للدول الثلاث بشأن سد النهضة قامت الدول الثلاث عبر خبراء السدود والمياه في الدول الثلاث بإجراء عدد من المفاوضات والمباحثات جرت في عواصم الدول الثلاث الخرطوم وأديس أبابا والقاهرة لمواجهة تحديات قيام سد النهضة الإثيوبي لعب فيها المفاوض السوداني أدوارا عظيمة في الوصول إلى التفاهمات بين الدول الثلاث توجت بإعلان للمبادئ والذي تم في العاصمة الخرطوم في 23 مارس 2015م اتفاق المبادئ حول سد النهضة الإثيوبي تم التوقيع على مبادئ سد النهضة في يوم 23 مارس 2015م بالخرطوم بحضور الرئيس السوداني السابق عمر حسن أحمد البشير والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي الأسبق هايلي مريام ديسالين ألزمت الدول الثلاث نفسها بعدد من المبادئ هي: مبدأ التعاون ومبدأ التنمية والتكامل الإقليمي والاستدامة ومبدأ عدم التسبب في ضرر ذي شأن ومبدأ الاستخدام المنصف والمناسب ومبدأ التعاون وإدارة السد ومبدأ بناء الثقة ومبدأ تبادل المعلومات والبيانات ومبدأ أمان السد ومبدأ السيادة ووحدة إقليم الدولة ومبدأ التسوية السلمية للمنازعات. الرؤية المصرية للمفاوضات والمباحثات التي جرت بالقاهرة موخرا المقترح المصري يتركز حول إدارة وتشغيل سد النهضة وفقا للظروف الخاصة بالفيضان والجفاف محتويا على (6) بنود هي إخطار مصر بحجم المل والتخزين خلال سنوات الجفاف ومواعيد صرف التفريغ والكمية المحددة حتى لاتتأثر السدود الخلفية لسد النهضة في السودان والسد العالي كما أبدت القاهرة تخوفها من طول أمد المفاوضات مطالبة بجدول زمني للمفاوضات والمباحثات بين الدول الثلاث السودان وإثيوبيا ومصر .