الخرطوم25-10-2019م(سونا) كتب- سعيد الطيب انطلقت اولى فعاليات وانشطة مركز درسات وأبحاث الديمقراطية والمجال العام بعقد مؤتمر تجربة الديمقراطية في السودان "الدروس والعبر" منتصف الاسبوع الماضى بقاعة المؤتمرات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي قدمت خلاله عددا من الأوراق العلمية اعدها اكادميون متخصصون تناولت عددا من المواضيع تتعلق بالديمقراطية ومشروعيتها والمواطنة وتوطيد أسس المجتمع الديمقراطي ،التحول الديمقراطي في السودان بين متطلبات التحول وطبيعة الثقافة السياسية السودانية ،والمؤسسة العسكرية والممارسة السياسية في السودان في الفترة من 1956 – 1969 ،وثقافة العنف في أنظمة الحكم الإفريقية واثرها على الديمقراطية ،وغيرها من الأوراق العلمية . وشرف الجلسة الافتتاحية البروفيسور صديق تاور عضو المجلس السيادي ووزيرة التعليم العالي والبحث العلمي أ.د إنتصار صغيرون الزين وبمشاركة أكثر من 46 باحثا ومفكرا والعديد من منظمات المجتمع المدني والمهتمين والسفارات المقيمة بالسودان والأحزاب والرموز السياسية والإعلامية بالبلاد يقول الدكتور مجدي عزالدين حسن مدير المركز إن مركزه مؤسسة مدنية غير حكومية وغير ربحية وهو منبر أكاديمي بحثي مستقل عن أي انتماء حزبي سياسي تأسس بدافع من الشعور بحاجة السودان مجتمعا ودولة إلى منبر معرفي علمي متخصص في موضوع الديمقراطية والمجال العام وما يتصل بهما من قضايا، ويفتح المركز أبوابه للأكادميين السودانيين والمفكرين والباحثين؛ وتشجيعهم على تصميم وصياغة مشاريع بحثية حول موضوع الديمقراطية والمجال العام. وفيما يبدو من اول نشاطات المركز (تجربة الديمقراطية )انه يعمل على تنمية ثقافة الديمقراطية في المجتمع المحلي السوداني بمختلف شرائحه وقطاعاته عبر وسائل عديدة عبرعقد الدورات التدريبية والمؤتمرات وورش العمل ، ويهدف إلى تحقيق عدد من الأهداف أهمها نشر ثقافة الديمقراطية وتنوير الرأي العام بأهميتها وإجراء حوار واسع وعميق حول الديمقراطية والعقبات التي تعيق تطبيقها فضلاً عن تجارب تطبيق الديمقراطية في السودان بهدف إنضاج العهد الديمقراطي الرابع في السودان . اليوم الاول للؤتمر بدأ بالجلسة الافتتاحية التى شرفها دكتور صديق تاور عضو المجلس السيادي ووزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بروفيسور إنتصار صغيرون الزين، وتم استعراض ورقة بعنوان المشروعية الانسانية للديمقراطية قدمها دكتور وائل أحمد خليل الكردي، بجانب ورقة حول المواطنة وتوطيد أسس المجتمع الديمقراطى قدمها دكتور بكري محمد خليل. ونوه المشاركون في المؤتمر إلى أنه لإيجاد ديمقراطية لابد من وجود ديمقراطيين ، مطالبين بضرورة تعزيز الهوية الوطنية وايجاد الوسائل التي تعمقها وتبلورها، مضيفين أن المؤسسات التاريخية السياسية السابقة تفتقد للديمقراطية. وأوضحوا أن المحافظة على الديمقراطية تأتى بنتائج مثمرة، مؤكدين أهمية وجود ديمقراطيين لايجاد الديمقراطية. ثم قالوا إنه ليس هناك صيغة نموذجية ديمقراطية في العالم، مشددين على أهمية تصحيح الديمقراطية بمزيد من الديمقراطية، مشيرين إلى أن السودان هويته واحدة وأنه بلد متعدد الثقافات والأعراق والأديات، لافتين إلى أن الديمقراطية تعتبر نظام وسلوكيات إدارة المجتمع. فىاليوم الثانى الثانى قدمت أوراق عمل شملت المؤسسة العسكرية والسياسية فى السودان 1956-1969 قدمها بروفيسور حاتم الصديق محمد أحمد وورقة تجربة البناء السياسى فى حكومة مايو العسكرية قدمها دكتور فتح الرحمن محمد الأمين العراقي وورقة عن ثقافة العنف فى أنظمة الحكم الافريقية وأثرها على الديمقراطية (دراسة مقارنة على دول وسط افريقيا 2000-2019قدمها دكتور أدم يوسف. كما ناقش المؤتمر ورقة عن تجربة الديمقراطية فى السودان 1956-1958قراءة تحليلية قدمها بروفيسور قسم السيد حمزة أحمد، وورقة أسباب تعثر التجارب الديمقراطية في السودان العهد الديمقراطى الثانى (1956-1969)قدمتها دكتورة شيماء عبدالسميع عبدالله وعدد من الأوراق الاخرى المتخصصة.وأكد المشاركون ضرورة الاستفادة من التجارب السابقة لمعرفة أسباب الفشل ومعالجتها ، مشددين على ضرورة معرفة لماذا تلجأ الأحزاب السياسية للجيش خاصة فى لحظة الفشل، مشيرين إلى توعية الناس بأن العنف والديمقراطية لايتماشيان وأنه يجب دعم ثقافة الحرية والسلام والقبول بالاختلاف. فى اليوم الثالث والاخير للمؤتمر طالب الدكتور مجدي عزالدين مدير مركز دراسات وأبحاث الديمقراطية والمجال العام بعدم التركيز على القضايا الانصرافية لجهة انها تؤدى لإجهاض ثورة ديسمبر 2018.واكد خلال كلمته على ضرورة ترجمة البيان السياسي لبيان فكري ومعرفي ومفاهيمي لتحقيق أهداف الثورة السودانية، مشدداً على العمل لإنجاز شعار الثورة حرية سلام وعدالة، موضحا أن ثورة ديسمبر ملمحها الأساسي والذي انجحها هو السلمية، لافتاً لأهمية التغيير الجذري لكافة البنى الثقافية والاجتماعية والدينية بشكل سلمى وترجمتها في إنتاج فكري يمضى بالثورة وتحقيق أهدافها. اذن مولود اكاديمى بحثى جديد يعنى بالدراسات الموضوعية السياسية والاقتصادية والمجتمعية يقدم باكورة انتاجه الفكرى البحثى العلمى فكانت تجربة الديمقراطية فى السودان كيف كانت وماذا ستكون فى ظل التغييرات الايجابية على المشهد السياسى المحلى بعيد انتصار ارادة الشعب وانتاج ثورة ثالثى تضاف لتجاب الشعب السودانى فى ازالة الانظمة القمعية .