لقي شخصان حتفهما في بريطانيا بحوادث نجمت عن العاصفة القوية القادمة من المحيط الأطلسي التي تضرب البلاد منذ الخميس، بينما حذر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من أن الأسوأ لم ينته بعد مشددا على الأهمية القصوى للجهود التي يجب بذلها خلال الساعات القادمة. وقتلت امرأة في لندن إثر انهيار جزء من بناية بسبب الرياح القوية على سيارة كانت تقودها، ولقي شخص آخر مصرعه بعدما ضربت الأمواج العاتية سفينة سياحية كان على متنها في بحر المانش، وقد بلغت سرعة الرياح المصاحبة للعاصفة نحوَ 130 كيلومترا في الساعة. وأنقذت وكالات إغاثة الجمعة 32 شخصا من مطعم على شاطئ في جنوب البلاد بعد أن ضربته أمواج مد قوية ورياح عاتية، وقالت الشرطة إن الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا. ويحاول المدنيون والعسكريون حماية المساكن من ارتفاع منسوب مياه الأنهار بواسطة أكياس الرمل، وتم إصدار 23 إنذارا بوقوع فيضانات خطيرة. وقال الجيش البريطاني إن 2200 جندي يشاركون في عمليات توزيع المواد الغذائية، في حين يوجد ثلاثة آلاف آخرين في حالة تأهب للتدخل الفوري في وقت زمني لا يتجاوز ساعتين. وأثرت العاصفة -التي تميزت بهبوب رياح عاتية وهطول أمطار غزيرة- على وسائل النقل وخطوط الكهرباء، وأدت إلى إجلاء عدد كبير السكان، وفق ما ذكرت الوكالة البريطانية للبيئة. وزار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بلدة ثايمس غرب العاصمة لندن لمعاينة كيفية مجابهة الجنود للفيضانات, وقال "إن الأسوأ لم ينته بعد باعتبار أن الأنهار ستشهد مجددا ارتفاعا في منسوبها لذلك ستكون المجهودات المبذولة في الساعات المقبلة حاسمة". وأرجع زعيم المعارضة العمالية أد ميليباند ما تشهده بريطانيا من عاصفة استثنائية إلى التغير المناخي، حاثا الحكومة على بحث قضية الاحتباس الحراري الذي اعتبره مشكلة أمن قومي. وفي وقت سابق -لدى زيارته مدينة بلاكبول المنكوبة الواقعة شمال غرب بريطانيا- طلب كاميرون المساعدة المالية من الاتحاد الاوروبي. يُشار إلى أن العاصفة ضربت أيضا مساء الجمعة غرب فرنسا وأوقعت قتيلين، كما تعرضت أيرلندا لانقطاع التيار الكهربائي عن 260 ألف منزل في ذروة العاصفة. ح ن/ب/ع و